دراسة بحثية لتريندز تقرأ محاولات الإخوان العودة للمشهد السياسي في السودان عبر إشعال فتيل الحرب
أبوظبي -الوحدة:
أكدت دراسة بحثية لمركز تريندز للبحوث والاستشارات أن جماعة الإخوان المسلمين تسعى إلى الانقلاب على السلطة الحالية في السودان ممثلة في المجلس السيادي ولكن بشكل يختلف عن الانقلاب الذي قامت به في عام 1989، أن دورهم الحالي اقتصر على إشعال فتيل الحرب وتهيئة أجواء استمرارها، نظرًا لأنهم غالبًا ما يعملون من خلال لافتة تضم كل التيارات والتنظيمات الإسلاموية للاستفادة من زخم وجودها وحتى يعطيها ذلك قوة لتحقيق الجماعة مشروعها للوصول للسلطة والاحتفاظ بها، وذلك على الرغم من استهلاك الجماعة في السودان المراحل الثلاثة التي مر بها التنظيم غير أنها تحاول أن تعيد إنتاج نفسها مرة ثانية.
وذكرت الدراسة التي حملت عنوان ” الإخوان في السودان من التنظيم إلى التنظير إلى هاوية السقوط ” وجاءت ضمن البرامج البحثية حول الأمن الدولي والإرهاب ودراسات الإسلام السياسي، أن جماعة الإخوان المسلمين في السودان مرت بثلاث مراحل رئيسية، أهمها مرحلة التنظيم في الأربعينات من القرن الماضي، تلتها مرحلة التنظير التي قاد فيها د. حسن الترابي الحركة الإسلامية وكان الإخوان جزءًا منها، بل كانوا عصب هذه الحركة ومحركها الأساسي، ثم كانت مرحلة السقوط الأخير للحركة نحو الهاوية، حيث عدَّ بعض الباحثين والمراقبين أن ما حدث في السودان في ثورة ديسمبر من عام 2019 لم يكن مجرد سقوط للنظام السياسي ولكنه كان سقوطًا لمشروع الإخوان المسلمين على وجه التحديد، وهنا تبدو أهمية الثورة السلمية التي أطاحت بمشروع الحركة.
وكشفت الدراسة التي أعدها منير أديب الباحث المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي عن البناء التنظيمي للإخوان في السودان منذ النشأة، وعملت على قراءة أبعاد الوجود والقوة من زاويتين، إحداهما في قدرتها على الانقلاب على السلطة في عام 1989وثانيتهما في إشعال فتيل الحرب في عام 2023.
كما سعت الدراسة إلى قراءة أبعاد تلك التجربة ومآلاتها وما جسدته في ذاكرة السودانيين، خاصة أنها خلفت حربين إحداهما أهلية في دارفور في عام 2003 وثانيتهما ما يعيشه السودان حاليًّا من صراع بين القوتين العسكريتين الكبيرتين، حيث تُشير بعض التحليلات إلى أن الإخوان هم من عبؤوا أجواءها، واحتمال تحولها إلى حرب أهلية.
ورصدت الدراسة محاولات الإخوان العودة للمشهد السياسي المتوقع في حال خمدت الحرب مع هروب قادته من السجون، وضعف بنية المؤسسات بعد أن تخمد حدة الاشتباكات الدائرة حاليًّا.