الشارقة – الوحدة:
برعاية كريمة من صاحب السّموّ الشّيخ الدّكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشّارقة، وفي إطار تعزيز الشّراكات العلميّة بين مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمجامع اللّغويّة في بلدان العالم، نظّم مجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة، في مقرّ الرّابطة الثّقافيّة بطرابلس، مؤخّرًا، ندوة علميّة تحت عنوان “اختبار الكفاءة العربيّة: الدّور والأهمّيّة والبنية المعياريّة”، وذلك بالتعاون مع مجمع اللّغة العربيّة في لبنان والرّابطة الثّقافيّة في طرابلس وجمعية “مبدعون”، بحضور جمع من الأكاديميّين والخبراء والباحثين والمهتمّين بالشأن اللّغويّ العربيّ.
استهلت النّدوة بعقد اختبار تجريبيّ لقياس مستوى الكفاءة اللّغويّة للحضور، يستند إلى معايير لغويّة دقيقة تهدف إلى قياس مهارات الفهم والإنتاج اللّغويّ لدى المتعلّمين والمتخصّصين على حدّ سواء. وشارك في الندوة الدّكتور عماد غنوم، نائب رئيس جمعية مبدعون، والدّكتورة سارة ضاهر، رئيسة مجمع اللّغة العربيّة في لبنان، وإدارة الدّكتور محمود درنيقة.
الكفاءة اللّغويّة تعزّز فرص العمل
وأكد الدّكتور عماد غنوم، خلال مداخلة بعنوان: “أهمّيّة اختبارات الكفاءة اللّغويّة ودورها في النّهوض والتّنمية”، أنّ اختبارات الكفاءة اللّغويّة ليست مجرد أداة لتقييم المهارات اللّغويّة، بل هي ركيزة أساسيّة لتطوير المهارات الشّخصيّة والمهنيّة في المجتمعات، مشيرًا إلى أنّ تحسين مهارات اللّغة العربيّة، خاصّة في صفوف الشّباب، يعزّز من فرصهم في سوق العمل، ويساهم في التّنمية الاجتماعيّة والاقتصاديّة.
وأوضح غنوم أنّ اللّغة ليست وسيلة للتّواصل فحسب، بل هي حامل للثّقافة والقيم والهويّة، لافتًا إلى أنّ هذه الاختبارات تساهم في تقليص الفجوة بين الأجيال من المتعلّمين، وتقديم دعم علميّ للمؤسسات التّعليميّة في تصميم مناهج تعليميّة تتوافق مع الاحتياجات المعاصرة.
معايير لغويّة دوليّة
بدورها قدّمت الدّكتورة سارة ضاهر مداخلة بعنوان: “اختبار الكفاءة: التّصميم والبنية والقياس اللّغويّ”، تناولت فيها الأسس التي بني عليها هذا الاختبار، مؤكّدة أنّه يعتمد على معايير لغويّة دوليّة مشابهة لتلك الّتي تُستخدم في اختبارات اللّغات الأجنبيّة مثل الإنجليزيّة والفرنسيّة. وأوضحت أنّ الاختبار يتناول جميع المهارات اللّغويّة الأساسيّة؛ من القراءة والكتابة، إلى الاستماع والتّحدّث، ما يجعله اختبارًا شاملًا ودقيقًافي تقييم مستوى الكفاءة اللّغويّة لدى المتعلّمين.
وأضافت ضاهر أنّ الهدف من تصميم هذا الاختبار ليس قياس مستوى المتعلّمين فحسب، بل يهدف أيضًا إلى تحديد نقاط القوّة والضّعف لديهم، ممّا يساعد في توجيه البرامج التّعليميّة وتحسينها. وأشارت إلى أنّ هذا النّوع من الاختبارات يمكن أن يكون أداة مفيدة للمؤسّسات الأكاديميّة والحكوميّة في وضع سياسات لغويّة تعزّز من انتشار اللّغة العربيّة الفصحى واستخدامها في الحياة اليوميّة.
وتخلّل الّندوة مداخلات من الحضور حول موضوعات النّدوة، حيث تناول النّقاش أهمّيّة تطوير اختبارات الكفاءة العربيّة وتوسيع استخدامها في المؤسّسات التّعليميّة والمهنيّة. وأبدى المشاركون اهتمامًا بتوصيات المتحدّثين واتّفقوا على ضرورة العمل على تطوير المزيد من الأدوات الّتي تساعد في قياس الكفاءة اللّغويّة بمنهج علميّ دقيق.
وفي ختام النّدوة، وزّعت الشّهادات على المشاركين في الاختبار التّجريبيّ، كما أعلن عن نتائج الاختبار والتّوصيات النّهائيّة للنّدوة. وأعرب المشاركون عن شكرهم لمجمع اللّغة العربيّة بالشّارقة والمنظّمين على جهودهم في تعزيز اللّغة العربيّة وإبراز مكانتها في المجتمع.