د. أندريه بليانينوف أمين عام ” اسامبليه” يدعو لتفعيل الدبلوماسية الشعبية والثقافية لبناء عالم يسوده السلام

دوشنبيه – الوحدة:

أكد سعادة الدكتور أندريه بليانينوف أمين عام الجمعية العالمية لاتحاد الشعوب الأورآسية والأفريقية ” اسامبليه ” أهمية تفعيل دور الدبلوماسية الشعبية والثقافية وخاصة في الظروف الراهنة التي يمر بها عالمنا والتحديات الكبيرة وبناء عالم متعدد الأقطاب ومتعاون ، وقد تبين ذلك للجميع هذا اليوم بعد انتهاء قمة بريكس والتي حضرها أربعين زعيما من دول العالم أكدوا على ضرورة بناء نظام عالمي جديد يسوده الإحترام والمحبة والسلام قائلا : اني أنظر الى مستقبل واعد ومشرق يسوده التفاهم بين الشعوب وللأسف نحن نشاهد الدور الضعيف والمتراجع للدبلوماسية الرسمية ، في كل دول العالم وانهيارها ، وعلى سبيل المثال الحرب الأوكرانية والأوضاع في فلسطين ولبنان ، وكثير من الزعماء يؤمنون ان الدبلوماسية الشعبية سيكون لها دور كبير في تغيير النظرة المستقبلية للعالم ، ونحن على ثقة أنه لا توجد عداوات بين الشعوب ولكن نرى أن القادة غير قادرين على حل المشاكل المتعلقة بين الحكومات في العالم.

وأضاف : أن كل شعوب العالم لهم هدف واحد على أن يعم السلام في العالم وأن تبقى السماء صافية وبيضاء بلا دخان وحروب والأطفال يعيشون بسعادة ووئام… وفي هذه الأمنيات كل الشعوب متفقة عليها ، وللأسف الكثير من السياسيون لا يتقبلون هذه اللغة .

برامج التعليم

ولقد كان من دواعي السرور ما قد رأيناه في جمهورية طاجيكستان بالإعجاب ببرامج التعليم والمناهج التعليمية وخاصة المشتركة مع روسيا حيث الاعتراف المتبادل بالشهادات الأكاديمية العليا ، ويؤكد ذلك وجود عشرة اقسام للدراسات العليا في هذه الجامعة مرتبطة بالمجلس الأعلى للدراسات العليا في موسكو ،

اما ما يتعلق بالتعليم الأساسي فقال : خير دليل على ذلك المدرسة الروسية التطبيقية المسماة باسم ” يوري غاغارين ” أول رائد فضاء بالعالم بدوشنبه حيث تعتبر مثالا حيا للصداقة بين الشعوب وهذه المدرسة النموذجية والمميزة على مستوى العالم تعتبر مثالا حيا على مستوى التربية والتعليم للأجيال القادمة من جميع النواحي الفكرية والصحية والروحية والتي نتمنى ان تنتشر في منطقتكم في الخليج العربي .

كما أضاف : تطرقنا في أيام ” اسامبليه ” للدور الكبير للجامعات في منطقتكم العربية ونموذج التعاون الموجود من خلال اتحاد الجامعات العربية والذي نسعى من خلاله الى توحيد المناهج التي تعود بالخير والمنفعة والتربية الحسنة على الأجيال القادمة.

دور إماراتي

لقد كان للمعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية بدبي برئاسة الأستاذ محمد كامل المعيني دورا كبيرا في إقامة أيام ” اسامبليه ” في طاجكستان والذي نكن له كل الاحترام والتقدير وهذا ما لاحظناه لدى شركاؤنا في طاجكستان والذين أكدوا على دور المعهد والأستاذ المعيني في دعم التعاون والتفاهم بين الشعوب في منطقة آسيا الوسطى والبلاد العربية.

شراكة عربية

وعبر سعادة الدكتور اندريه عن شكره وتقديره للوفود العربية رفيعة المستوى التي شاركت في أيام ” اسامبليه ” من دول عربية متعددة وقد وضعوا بصماتهم وآثارهم الحميدة والجميلة لزيارتهم ومشاركتهم هذه ، وكانوا يظهرون أجمل صورة للإنسان العربي الواعي والمثقف ، وجميع المشاركين كانوا معجبين وفخورين بهم .

وقال : نحن في روسيا ننظر الى ننظر الى الصداقة مع الشعوب العربية كجزء لا يتجزأ من ثقافتنا وموروثنا ، حيث الروابط المشتركة دينيا وثقافيا واجتماعيا ما يساعد على نشر المحبة والتفاهم ، هذا ما يؤكده لقاء الفنانين الذي جمع 35 فنانا تشكيليا عربيا جاءو الى روسيا سبتمبر الماضي ليرسموا صورة موسكو في عيون الفنانين العرب بتنظيم من ” اسامبليه” وجمعية الفن المعاصر البحرينية والذين أهدوا أعمالهم الإبداعية الى ” اسامبلي ” والشعب الروسي عربون صداقة ومحبة ، هذه هي دبلوماسية الثقافة والمحبة والسلام .

وتابع : نحن ننظر لشركاؤنا وأصدقاؤنا في الوطن العربي ودورهم الكبير والفعال في العالم في الدبلوماسية الشعبية والثقافية ، فان العرب متفاهمون ويعلمون بغض النظر عن أنهم من دول مختلفة كفريق عمل واحد ، ودليل على ذلك اخلاصهم وانفتاحهم على تقديم كل ما يعود بالخير والنفع لشعوب العالم.

مراكز تمثيلية

وأكد الدكتور اندرية وجود قاعدة كبيرة مشاركة في ” اسامبليه ” في الهند والصين والوطن العربي وضمن الهيكلية التطويرية لـ ” اسامبليه ” تستعد الجمعية لافتتاح مراكز تمثيلية في مناطق من العالم الأوراسي والأفريقي ، وسنأخذ بعين الإعتبار خصوصيات هذه الدول والمناطق وبالتأكيد لابد أن نأخذ الموافقات الحكومية بالبلدان التي سيتم بها افتتاح المراكز التمثيلية ، وهناك قاعدة كبيرة جدا نعمل معها وتشارك معنا وهم خريجين دول الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا والمنتشرين في كثير من دول العالم ، أصحاب القلب والصدر المفتوح محبي العمل مع كل دول العالم ، وهم أيضا يتحدثون اللغة الروسية .

تيسير العضوية

وعن كيفية العضوية في المرحلة الجديدة لـ ” اسامبليه ” قال : سنحدث اشتراطات القبول والعضوية لدينا ، ونلاحظ وجود صعوبات على الأعضاء من خارج روسيا ، لذلك سنطور نظام القبول وسنقبل الكل ونرحب بالجميع في تبسيط متطلبات العضوية .

مؤتمر الذكاء الاصطناعي

ومن أحدى تحديثات ” اسامبليه ” تم استحداث إدارة جديدة تهتم بالبرمجة وبالذكاء الإصطناعي ، ولدينا مجموعة كبيرة من الخبراء عالين المستوى ، وخلال الأسبوعين القادمين سيكون لدينا مؤتمرات على مستوى عال جدا ، أحدهم عن الذكاء الاصطناعي في داغستان في نهاية أكتوبر الجاري ، والآخر سيكون في مدينة خنتا منسيسك في سيبيريا عن الذكاء الاصطناعي ومسابقة قادة الدبلوماسية الشعبية..

تهنئة

ومن جميل الطالع انه تم اللقاء باندريه في نفس اليوم الذي يحتفل قطاع الجمارك بعيدهم السنوي والجدير بالذكر ان الدكتور اندرية قد تراس هيئة الجمارك بروسيا الاتحادية لمدة عشر سنوات ، وبدورهم قدم الوفد العربي المشارك في أيام ” اسامبليه ” بطاجيكستان التهنئة للدكتور اندريه ولكل العاملين في قطاع الجمارك التهنئة مع التمنيات له ولهم بالصحة والسلامة والسعادة والنجاح .

سيرة

تأسست الجمعية العالمية لاتحاد الشعوب الأوراسية والأفريقية ” اسامبلي ” بانعقاد المؤتمر الأول لها في الفترة من 27 إلى 30 مايو 2017 في موسكو بحضور أكثر من 2500 ممثل من 67 دولة بهدف تشكيل نموذج التكامل الاجتماعي للشراكة الأوراسية الكبرى للشعوب على أساس المبادئ الروحية والأخلاقية، باسم السلام والوئام، من خلال تطوير التعاون المتعدد الأطراف والدبلوماسية (الشعبية) العامة ، ولإنشاء منصة اتصالات واسعة للتفاعل بين مؤسسات وسلطات المجتمع المدني، وتوحيد الناس بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الجنسية أو الدين لتعزيز الانسجام والوحدة بين شعوب أوراسيا ، والحفاظ على وحدة شعوب أوراسيا وتنشئة جيل الشباب على أساس القيم الروحية والأخلاقية الأساسية المشتركة بين البشرية جمعاء، من خلال دعم المبادرات العامة والحكومية الرامية إلى الحفاظ على السلام والوئام وتعزيز الصداقة وحسن الجوار بين الأعراق ، وتوحيد الجهود للحفاظ على المنطقة الأوراسية بكل تنوع أصولها الطبيعية والروحية والثقافية والتاريخية وخلق ظروف معيشية آمنة ومريحة، وإدخال أشكال جديدة للتفاعل وإنشاء شراكة فعالة للجمعية مع مؤسسات وسلطات المجتمع المدني في البلدان الأوروبية الآسيوية.

وتعمل الجمعية على تطوير وتنفيذ البرامج والمشاريع والأنشطة المتعلقة بالأنشطة القانونية للجمعية والتي تهدف إلى تعزيز التعاون بين شعوب أوراسيا وخلق الفرص والظروف المواتية لاستخدام إمكانات الموارد لكل شخص يسعى إلى تقديم مساهمة إبداعية في تنمية أوراسيا.

ومن أدوات الجمعية الرئيسية: حوارات صنع السلام والدبلوماسية العامة ومشاريع التكامل وأشكال التواصل بين الأعراق والتعاون متعدد الأوجه، وطريقها النموذج متعدد المستويات للتفاعل بين الشعوب، بما في ذلك التعاون والمجتمع والانسجام.

والجمعية منفتحة لحوار واسع مع كل من يتشاطر أفكار التفاعل المتناغم والتنسيق وتكامل جهود الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية في الحفاظ على السلام وتعزيز الصداقة بين شعوب الدول الأوراسية.