الرياض – وام / وقعت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم و مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة في السعودية اتفاقية للتعاون العلمي والبحثي المشترك في مجالات البحث والتطوير لأبحاث الإعاقة، وتبادل الخبرات العلمية والمهنية، والإصدارات، والمنشورات، والمعلومات وإقامة المشاريع البحثية المشتركة، بما يحقق أهدافهما المشتركة، وتعزيز دور كل منهما للأخر في خدمة المجتمعين السعودي والإماراتي.
وقع الاتفاقية في فندق راديسون بلو الرياض بحي السفارات عن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم .. سعادة عبد الله عبد العالي الحميدان الأمين العام للمؤسسّة .. فيما وقعها عن مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة سعادة الدكتورة علا بنت محي الدين أبو سكر المدير التنفيذي للمركز وذلك بحضور الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، رئيس مجلس أمناء المركز.
واتفق الطرفان بموجب الاتفاقية – التي تمتد لخمس سنوات – على التعاون العلمي والأكاديمي ومجالات التدريب، وتبادل الزيارات بين المسؤولين والمختصين والكوادر الطبية والفنية العاملة والطلاب والباحثين وكل المهتمين لدى الجانبين، فضلاً عن التعاون بالمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات المتخصصة في مجالات الإعاقة والدعوة إليها.
وتنص الإتفاقية على التعاون في البحث والتطوير في مجال الإعاقة، ووضع الخطط والبرامج الخاصة التي تعنى بإقامة المشروعات البحثية الحالية المستهدفة بين الجانبين، ومشاركة وتبادل المواد العليمة والإصدارات والمنشورات والمعلومات والدراسات المحلية والاقليمية والدولية والأبحاث المترجمة لديهما، وبناء قاعدة بيانات من المدربين والمختصين في كل الجوانب الخادمة لأصحاب الهمم، إضافة إلى تعزيز التعاون في مجال التأليف والترجمة في مجال الإعاقة بشكل عام ومنها نقل تجربة مؤسسة زايد العليا في تصميم دليل تصنيف الإعاقة المعتمد في الإمارة.
كما يتعاون الجانبان في مجال الإبتكار والتمكين الذكي لأصحاب الهمم، وتبادل الخبرات في استخدام الوسائل الإلكترونية الحديثة، وإتاحة وتيسير الاطلاع على الأدلة التشخيصية المعتمدة ووسائل الإختبارات والمقاييس المتوافرة في مجال الإعاقة لدى الطرفين، فضلاً عن التعاون المشترك في مجال تبادل التدريب في عمليات التأهيل والتعليم والمجالات الطبية ومجالات الأبحاث، والإطلاع المستمر على استراتيجيات الطرفين ومراكز أصحاب الهمم التابعة لهما وعمل المقارنات المعيارية في المؤشرات ونتائج القياس.
وأكد سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم – في تصريح له بمناسبة توقيع الاتفاقية – عمق العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتي لم تكون وليدة معاهدات أو اتفاقات بين الدولتين، بل هي تاريخ أرسى دعائمه مؤسسو البلدين الشقيقين، وتستند على رؤية إماراتية تاريخية، صاغها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بشأن أهمية العلاقات مع المملكة، وإلى ما يجمع البلدين من إرث تاريخي كبير، وأرضية صلبة موحدة، وأفق مستقبلي يجمعهما، وما يمتلكانه من كوادر إنسانية وإمكانات اقتصادية، يجعل التكامل بينهما أمراً طبيعياً على كل المستويات.
وقال إن توقيع الاتفاقية يجسد استمرار التكامل الثنائي والشراكة الاستراتيجية الناجحة بين المؤسسات في دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية في عدة مجالات، ويمثل استجابة عملية لتوجيهات القيادة الحكيمة في البلدين بضرورة تعزيز التعاون في المجالات كافة ولاسيما العلمي والاجتماعي والإنساني، وذلك في إطار تفعيل الرؤية المشتركة للتكامل بين البلدين، وتكثيف التعاون الثنائي في المواضيع ذات الاهتمام المشترك بينهما، بما يحقق أهدافهما المشتركة، وتعزيز دور كل منهما للأخر في خدمة المجتمعين الإماراتي والسعودي.
وأشاد سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان بالدعم والاهتمام الكبير الذي تتلقاه مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم من القيادة الرشيدة، الأمر الذي أسهم في تحقيق النتائج والإنجازات الكبيرة التي تسجلها المؤسّسة لتقديم أرقي سبل الرعاية والتأهيل لمنتسبيها من أصحاب الهمم.
وتوجه سموه بالتحية إلى المسؤولين بالمركز وعلى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء المركز، على تعاونهم مع المؤسسّة، مشيداً بدور المركز العلمي وما يقوم به لتأسيس أفضل التطبيقات العلمية على قاعدة بحثية موثقة، وإعداد برامج علمية تهدف إلى التصدي للإعاقة ومعرفة مسبباتها، والاكتشاف والتدخل المبكر لها، وتسخير نتائج البحوث ومخرجاتها لأغراض التخطيط والتقييم في مختلف مجالات الوقاية والرعاية والتأهيل، والعمل على تخفيف معاناة الإعاقة وتحسين ظروف أصحاب الهمم ليصبحوا قوى عاملة منتجة ومشاركة في بناء المجتمع.
من ناحيته أعرب رئيس مجلس أمناء مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة عن اعتزاز المركز بالتعاون المشترك مع مؤسسة زايد العليا، مشدداً على حرص المركز على مد جسور التعاون والتبادل البحثي مع كل الجهات ذات العلاقة على المستويين المحلي والإقليمي والعالمي بهدف الاستفادة من التجارب على أوسع نطاق، من خلال تبادل الزيارات بين المسؤولين والباحثين والمهتمين من الطرفين والتعاون المشترك في مجالات التدريب والتأهيل والأنشطة كافة.
وثمن جهود سموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم وسعيها مع المركز إلى تحقيق أهدافهما في خدمة أصحاب الهِمم، وتشجيع الاختصاصيين والباحثين والمهتمين لدى الطرفين ليلعبوا دوراً فاعلاً يُسهم في تحقيق الرؤية والأهداف المشتركة، لبناء وتطوير الخدمات المقدَّمة لهم، وفق أفضل الممارسات العالمية.
من جانبه رحب سعادة عبد الله الحميدان بتوقيع اتفاقية التعاون والشراكة مع مركز الملك سلمان الذي أسسه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود عام 1991 ومقره الرياض كأول مركز بحثي متخصص في شؤون أصحاب الهمم، يدعم المختبرات والبحوث الميدانية عن الإعاقة ومسبباتها وطرق التصدي لها، بالإضافة إلى تحسين ظروف أصحاب الهمم وتقديم بيئة مناسبة لهم تمكنهم من المشاركة في بناء المجتمع، ويُسهم في سد الفراغ في مجال البحث العلمي المتخصص في قضايا الإعاقة ومسبباتها ووسائل تفاديها وعلاجها.
وشكر مسؤولي المركز على تعاونهم مع المؤسسة التي تقدر عالياً الدور الذي تلعبه المؤسسات العلمية، وتتبنى منهجاً علمياً متخصصاً في التصدي لقضايا حيوية تتعلق بتلك الشريحة المهمة والعزيزة علينا جميعا من شرائح المجتمع، مشيراً إلى أن” زايد العليا ” تسعى لبناء جسور التواصل مع الجهات والمؤسسات كافة ولاسيما العلمية المتخصصة، لخدمة أصحاب الهمم من أجل تمكينهم ودمجهم في المجتمع.
وأوضح سعادته أن مؤسسة زايد العليا تهدف من الإتفاقية إلى فتح مجالات جديدة للتعاون العلمي بما يتوافق مع أفضل المعايير العالمية من خلال الشراكة مع المؤسسات العلمية، وتعمل جاهدة للأخذ بزمام المبادرة لتحقيق رؤية دولة الإمارات، ورؤية إمارة أبوظبي في خدمة أصحاب الهمم، بما يمثل دافعاً لعجلة التنمية الإجتماعية التي تعزز التنمية الاقتصادية على الصعيدين المحلي الإجتماعي.
وذكر أن التعاون مع مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة يأتي انطلاقاً من إدراك المؤسسة لأهمية الأبحاث العلمية والدراسات لضمان صحة سكان الإمارات في المستقبل، مشيراً إلى إبرام المؤسسة مذكرة تفاهم مع مركز إمبريال كوليدج لندن للسكري لإجراء أبحاث علمية تحسن عملية تشخيص الأمراض وتحديد الإجراءات العلاجية المناسبة وتحسن عمليات التشخيص المستقبلي لأصحاب الهمم ولأسرهم.
من جهتها أعربت الدكتورة علا أبو سكر عن اعتزازها وتقديرها وكل مؤسسي المركز ومنسوبيه للأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس الأمناء وسموّ الشيخ خالد بن زايد آل نهيان على ما يولونه من دعم ومساندة ومتابعة لمشروعات وبرامج العمل، الأمر الذي أسهم في تعزيز رسالة الطرفين وتوسيع دائرة نشاطاتهما وخدماتهما.