ما الذي يدفع النفط في الاتجاه الصاعد؟
بقلم : محمد حشاد / كبير استراتيجي الأسواق في نور كابيتال
يواصل النفط الصعود منذ مستهل التعاملات اليومية الأربعاء استكمالًا للاتجاه الصاعد القوي الذي تغذيه تطورات على صعيد مخزونات النفط الأمريكية والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط علاوة على التحسن في شهية المخاطرة في الأسواق.
وظهرت بيانات حكومية لمخزونات النفط الأمريكية لتلقي الضوء على ارتفاع في مخزونات النفط بواقع 515 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر الجاري مقابل الارتفاع البالغ حوالي عشرة أضعاف هذا الرقم في الأسبوع السابق بواقع 5.470 مليون برميل، وهو ما جاء أقل بكثير من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بـ2.300 مليون برميل.
وأشارت البيانات الصادرة عن المعهد الأمريكي للدراسات النفطية إلى تراجع في مخزونات النفط الخام والجازولين في الولايات المتحدة. وهبطت مخزونات النفط الخام الأمريكية باقع 573000 برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أكتوبر الجاري في حين هبطت مخزونات الجازولين بحوالي 282000 برميل مع تراجع مشتقات النفط بحوالي 1.46 مليون برميل في نفس الفترة، وفقًا للبيانات الصادرة الثلاثاء الماضي.
وارتفعت العقود الآجلة للنفط إلى 71.62 دولار للبرميل مقابل الإغلاق المسجل في الجلسة الماضية عند 69.73 دولار للبرميل. وهبطت عقود الخام الأمريكي إلى أدنى مستوى لها في يوم التداول الثلاثاء عند 69.94 دولار مقابل أعلى المستويات الذي سجل 71.89 دولار.
الهبوط المرن
ظهرت دفعات من البيانات الأمريكية الأربعاء رجحت إمكانية تحقق سيناريو الهبوط المرن على الأرض، إذ ألقت الضوء على تحسن كبير في أوضاع سوق العمل وتقدم ملحوظ على صعيد مكافحة الفيدرالي للتضخم.
وارتفع الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة في الربع الثالث من العام الجاري بـ2.8% مقابل القراءة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي التي سجلت 3.00%، وهو ما جاء من التوقعات التي أشارت إلى ارتفاع بـ3.00%.
كما ارتفع مؤشر التغير في توظيف القطاعات غير الزراعية في الولايات المتحدة الصادر عن الإدارة الأمريكية للمعالجة الإلكترونية للبيانات (ADP) إلى 233000 وظيفة في أكتوبر الجاري مقابل القراءة السابقة التي سجلت 159000 وظيفة، وهو ما جاء أعلى من توقعات الأسواق التي أشارت إلى ارتفاع بما لا يتجاوز 115000 وظيفة.
كما ارتفع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يُعد الأفضل والأكثر اعتمادية ومصداقية لدى بنك الاحتياطي الفيدرالي بين مؤشرات التضخم، إلى 1.5% في الربع الثالث من 2024 مقابل القراءة السابقة التي سجلت 2.5%، وهو ما جاء تحت الرسمي للتضخم المحدد من قبل البنك المركزي مما يُعد من التطورات الإيجابية التي تصب في صالح شهية المخاطرة ومن ثم ارتفعت الأسهم في وول ستريت.
وارتفعت قراءة مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي باستثناء أسعار الغذاء والطاقة بـ2.2% في الربع الماضي من هذا العام مقابل القراءة المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي عند 2.8%، وهو ما فاق توقعات السوق إلى حد ما بعد أن كانت تشير إلى 2.1%.
وكانت هذه البيانات من أهم الأسباب التي تقف وراء تحسن في شهية المخاطرة في أسواق المال، مما أدى إلى المزيد من زخم الصعود في الفترة الأخيرة. ومن المتعارف عليه أن النفط من أهم أصول المخاطرة في أسواق المال العالمية.