لندن – د ب أ:
لا يحبذ جوسيب جوارديولا، المدير الفني لفريق مانشستر سيتي، الذهاب إلى ملعب (آنفيلد)، معقل فريق ليفربول حتى عندما يكون فريقه في أفضل حالاته.
وتحدث جوارديولا عن ليفربول وقدراته الهجومية الهائلة بقيادة نجمه الدولي المصري محمد صلاح خلال فيلم وثائقي صدر عام 2018، عندما كان فريق المدرب الإسباني هو الأفضل في إنجلترا، حيث قال «إنهم يخيفونني».
وفي خضم أسوأ سلسلة من النتائج في مسيرته التدريبية، ربما يفضل جوارديولا لعب أي مباراة أخرى في روزنامة مبارياته غير ملاقاة ليفربول، بعيدا عن ملعب (الاتحاد).
وقال الألماني إلكاي جوندوجان، لاعب وسط مانشستر سيتي المخضرم «ستكون المباراةأصعب ما يكون، لكن هذا يلخص الموقف الآن».
والواقع أن الفريقين يسيران في اتجاهين معاكسين، قبل مواجهتهما المرتقبة، حيث يتربع ليفربول على القمة برصيد 31 نقطة، بفارق 8 نقاط أمام أقرب ملاحيه مانشستر سيتي.
ليفربول لا يتصدر الدوري الإنجليزي فحسب، بل يحلق أيضا في قمة ترتيب مرحلة الدوري ببطولة دوري أبطال أوروبا، الذي يضم 36 فريقا، حيث يخوض اللقاء بمعنويات مرتفعة، عقب فوزه الثمين والمستحق 2 / صفر على ضيفه ريال مدريد الإسباني، حامل لقب المسابقة القارية، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2009.
كما يبدو الفريق الأحمر في ذروة تألقه بعد تحقيقه 17 فوزا في مبارياته الـ19 الأولى، التي خاضها بجميع المسابقات خلال الموسم الحالي، مقابل تعادل وحيد وخسارة وحيدة.
في المقابل، أهدر مانشستر سيتي تقدمه 3 / صفر على ضيفه فينورد روتردام، الفريق السابق لأرني سلوت، المدير الفني الحالي لليفربول، بعدما استقبل 3 أهداف من الفريق الهولندي خلال ربع الساعة الأخيرة، ليسقط أمامه في فخ التعادل الإيجابي 3 / 3، في مباراته الأخيرة بدوري الأبطال، يوم الثلاثاء الماضي.
وجاء هذا التعادل المخيب، عقب تعرض مانشستر سيتي لخمسة هزائم متتالية في مختلف المسابقات، كان آخرها خسارته المدوية صفر / 4 أمام ضيفه توتنهام هوتسبير بالدوري الإنجليزي، يوم السبت الماضي.
ولم يخسر جوارديولا مثل هذا العدد من المباريات المتتالية في مشواره التدريبي، علما بأن الفريق تلقى هدفين على الأقل في كل من مبارياته الست الأخيرة و17 هدفا في المجموع.
ويحتل مانشستر سيتي المركز الـ17 في ترتيب دوري أبطال أوروبا حاليا وربما يكون خارج المراكز الأربعة الأولى في ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد مواجهة ليفربول.
واعترف جوارديولا بشكل صريح هذا الأسبوع بمعاناة فريقه، حيث قال: «نحن غير قادرين على الفوز بالمباريات الآن. كفريق، وجدنا دائمًا طريقة للفوز، ولكن الآن، لا يحدث أي شيء».
ويتساءل المتابعون، كيف انهارت الأمور بالنسبة لمانشستر سيتي، المتوج بأربعة ألقاب متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز، بهذا الشكل المدوي.
ربما تتمثل الإجابة في افتقاد الفريق بشدة لنجمه الإسباني الدولي رودري، الذي يغيب عن الملاعب طوال الموسم الحالي بسبب تعرضه لإصابة بالغة.
وكان اللاعب الفائز بجائزة الكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم هذا العام، لعب دورا مهما للغاية في إدارة الشق الهجومي وحماية الدفاع للفريق.
واستعان جوارديولا بالكرواتي ماتيو كوفاسيتش لتعويض الفراغ الذي تركه غياب رودري لكنه عاد من بلاده مصابا الأسبوع الماضي وغاب عن الخسارة أمام توتنهام، بالإضافة للقاء فينورد.
ولا يبدو أي من لاعبي قلب الدفاع الأربعة الكبار في مانشستر سيتي، الذي يتكون من جون ستونز وروبن دياش ومانويل أكانجي وناثان آكي، بصحة جيدة بنسبة 100? أيضًا، لاسيما بعدما غابوا جميعًا قبل أسبوعين، ويسابق الطاقم الطبي للفريق الزمن من أجل إعادة تأهيلهم وتعافيهم سريعا.
في غضون ذلك، لم يبدأ صانع الألعاب البلجيكي المخضرم كيفين دي بروين أي مباراة منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، بسبب إصابة مزعجة في الفخذ.
ومع ذلك، تعاني جميع فرق الدوري الإنجليزي من الإصابات، ولكن الأمر يتعلق بكيفية التعامل معها، ولم يكن أداء جوارديولا جيدا في معالجتها رغم عبقريته التي لا يشوبها شائبة كمدرب كتكتيكي من الطراز الأول.
لقد اعترف مدرب برشلونة الإسباني وبايرن ميونخ الألماني السابق بعدم رغبته في تغيير أسلوبه الخططي، حيث يتمسك بالاعتماد على الضغط العالي على المنافسين والاستحواذ على الكرة مهما كان عدد اللاعبين المتاحين لديه.
ربما يضطر المدربون الآخرون لتغيير أساليبهم بناء على الظروف المتاحة، وقد يلعبون بشكل دفاعي أكثر ويعتمدون بشكل أساسي على الهجوم المضاد، كما فعل الإيطالي كارلو أنشيلوتي مع ريال مدريد أمام مانشستر سيتي في النسخة الماضية من دوري أبطال أوروبا.
ويقول جوارديولا إنه لا يستطيع القيام بذلك، ولكن إذا حاول مانشستر سيتي مواجهة ليفربول الديناميكي يوم الأحد بتلك الطريقة، فقد تسوء الأمور بشكل كبير على فريق المدرب الكتالوني.