قمة “المياه الواحدة” بالرياض..توكاييف يدعو لتعزز الأمن المائي ويقترح قمة عالمية 2026
الرياض – أستانا – الوحدة:
أكّد الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف أهمية أمن المياه بصفته أحد أساسيات التنمية المستدامة، ودعا لإقامة شراكة دولية لتوحيد مراكز البحث العلمي لحماية الكتل الجليدية، مشدداً على أهمية الاستثمار في البنية التحتية المائية لمقاومة تغير المناخ، ودعا الدول إلى المشاركة في مؤتمر دولي تقترح كازاخستان تنظيمه في عام 2026 بالتعاون مع الأمم المتحدة، لمواجهة أزمة المياه العالمية.
وأشاد الرئيس توكاييف بالشراكة مع المملكة العربية السعودية وفرنسا ومجموعة البنك الدولي لتنظيم قمة “المياه الواحدة” في الرياض، التي انطلقت أمس “الإثنين”، معرباً عن تقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي العهد على قيادتهما لهذه القمة المهمة لأمن واستدامة المياه.
سياسات الأمن المائي
وأوضح الرئيس توكاييف خلال كلمته أمام القمة أن أزمة المياه تعد واحدة من أبرز التحديات العالمية، حيث يفتقر مليار شخص إلى مياه الشرب، بينما يعاني أكثر من 4 مليارات من ندرة المياه النظيفة، مبينًا أن هذه الحقائق المؤلمة تدعو إلى استجابة دولية موحدة لضمان وفرة المياه للجميع.
وقال:” إن كازاخستان بصفتها دولة حبيسة تدرك تمامًا أهمية المياه بصفتها موردًا نادرًا، وتدعو إلى وضع سياسات تركز على الأمن المائي من خلال تعزيز التعاون الدولي، وحماية الموارد المائية، وتعزيز مواجهة الكوارث الطبيعية”، مشيدًا بالمبادرة السعودية لدعم المناطق المتضررة من ندرة المياه.
وكشف الرئيس توكاييف عن مقترح لإقامة شراكة دولية لتوحيد مراكز البحث العلمي لحماية الكتل الجليدية، التي تعد مصدرًا حيويًا لتغذية البحيرات والأنهار، مؤكدًا ضرورة البحث التعاوني لوضع سياسات للحفاظ على هذه الموارد الطبيعية، مشدداً على أهمية الاستثمار في البنية التحتية المائية لمقاومة تغير المناخ وتحقيق الوصول العادل للمياه النظيفة، مشيرًا إلى التزام كازاخستان بتحقيق هذه الأهداف عبر انضمامها إلى تحدي المياه العذبة والمشاركة في المبادرات العالمية لتعزيز إدارة الموارد المائية.
مؤتمر دولي عام 2026
ودعا الرئيس توكاييف، الدول إلى المشاركة في مؤتمر دولي تقترح كازاخستان تنظيمه في عام 2026 بالتعاون مع الأمم المتحدة، مشددًا على أن التعاون الدولي يمكن أن يسهم في اتخاذ إجراءات فاعلة لمواجهة أزمة المياه العالمية.
وقال الرئيس توكاييف :”أن الأمن المائي يشكل أساس التنمية المستدامة والتقدم الاقتصادي وحماية البيئة، وأن تحديات اليوم تتطلب استجابة عالمية موحدة لضمان مستقبل مستدام للجميع”.
وأوضح قائلا: “إن كازاخستان، كونها دولة غير ساحلية ذات مساحة شاسعة، تدرك بوضوح القيمة الحقيقية للمياه، ونحن نعلم عن كثب أن الماء ليس موردًا لا نهاية له، ومن المهم الحفاظ على المياه مثل قرة عيننا، وهذه هي الطريقة الوحيدة التي ستتمكن بها البشرية من تحقيق تقدم مستدام”.
وأوضح الرئيس توكاييف: “إن جميع الناس، وخاصة الفئات الضعيفة والدول التي تعيش في المناطق النائية، يحق لهم ويجب أن يكون لديهم إمكانية الوصول إلى مياه الشرب الآمنة التي تتوافق مع المتطلبات الصحية، فيما يمكن للاستثمارات المستهدفة في البنية التحتية للمياه المناخية أن تحول مناطق بأكملها، وتوفر وصولاً موثوقًا به إلى المياه النظيفة وتساهم في النمو المستدام، كما إن انضمام كازاخستان إلى مبادرة تحدي المياه العذبة العالمية، التي تركز على ضمان الوصول الشامل إلى المياه النظيفة للجميع، يثبت التزام بلدنا بهذه الأهداف”.
الابتكارات التكنولوجية
وأضاف الرئيس:” الابتكارات التكنولوجية والتنظيم مطلوبان لحماية مصادر المياه من التلوث الصناعي والكيميائي والزراعي والمنزلي، ومن الجوانب المهمة الأخرى في ضمان الوصول المستقر إلى المياه تطوير سعة خزانات المياه والحفاظ على الأنهار الجليدية وإدخال أنظمة الري المبتكرة”.
واقترح الرئيس الكازاخستاني الشراكة في دراسة وحماية الأنهار الجليدية من خلال توحيد مراكز البحوث العالمية، مؤكداً أن الأنهار الجليدية تلعب دورًا حيويًا في دورة المياه العالمية، حيث تغذي الأنهار والبحيرات، وتوفر المياه لنحو ملياري شخص حول العالم، وقال “نحن بحاجة إلى إجراء أبحاث مشتركة وتطوير سياسة مشتركة لمواجهة فقدان الأنهار الجليدية والحفاظ على استراتيجيات إدارة المياه في المناطق التي تحتاج إليها”.
وأشار الرئيس الكازاخستاني كذلك إلى أن الفيضانات والجفاف تؤثر كل عام على أكثر من 1.5 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، مما يؤثر بشدة على حياة الفئات الضعيفة من السكان، وخاصة أولئك الذين يعيشون في الجزر الصغيرة والمناطق الساحلية. ويعتبر الرئيس الكازاخستاني أنه من الأولوية تطوير أنظمة الإنذار المبكر للحد من المخاطر وحماية السكان.
تحسين المرونة الاقتصادية
ولفت الانتباه إلى حقيقة أن نقص المياه يهدد الأمن الغذائي والطاقة وكذلك النمو الصناعي، مؤكداً أن الاستثمارات الاستراتيجية في الزراعة الموفرة للمياه ومصادر الطاقة المتجددة قد تعمل على تحسين المرونة الاقتصادية بشكل كبير وتقليل الضغوط على البيئة، وقال: “المياه ليس لها حدود. إنها تربط المجتمعات والنظم البيئية. وبصفتها الدولة التي ترأس الصندوق الدولي لإنقاذ بحر الآرال، تدعم كازاخستان تعزيز التعاون الإقليمي والإجراءات المشتركة، وفي رأينا، ينبغي للدول التي تقف في طليعة مكافحة تغير المناخ، أن توسع الحوار، وتطور الشراكات الدولية، وتوحد الموارد لتنفيذ مشاريع المياه. وفي سعيها لتحقيق هذه الأهداف، يسر كازاخستان الانضمام إلى تحالف رؤية المياه الواحدة، الذي دعا إلى توحيد أصحاب المصلحة لمعالجة أزمة المياه العالمية وتعزيز الإدارة المتكاملة للموارد المائية. وكجزء من هذه الجهود، ستعقد كازاخستان، بدعم من الأمم المتحدة، مؤتمر المناخ الإقليمي في عام 2026″.
وقال: “إن الأمن المائي ليس مجرد قضية فنية أو بيئية، بل هو ضرورة أخلاقية، كما أن معالجة مشكلة الأمن المائي تتطلب تطوير حوار متعدد الأطراف قائم على مبدأ المياه الواحدة. وكازاخستان مستعدة للمساهمة في الجهود الجماعية لتعزيز إدارة الموارد المائية العالمية”.
وأعرب الرئيس عن امتنانه لفرنسا والمملكة العربية السعودية ومجموعة البنك الدولي للمساعدة في تنظيم الحدث. كما شكر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ومحمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد ورئيس وزراء المملكة العربية السعودية، لاستضافة هذا الحدث المشترك في الرياض.
وتحدث في القمة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء في المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ورئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، ورئيس مجموعة البنك الدولي أجاي بانجا، والرئيس المشارك للجنة العالمية للاقتصادات المائية يوهان روكستروم، ورؤساء الدول ورؤساء المنظمات الدولية والمجتمعات والشركات.