واصل الخبراء وصانعو القرار والمعنيون، مناقشاتهم الثرية حول القضايا الأكثر أهمية التي تشكل مستقبل الفضاء خلال اليوم الثاني من فعاليات النسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء، الذي نُظم على مدار يومي 10- 11 ديسمبر الجاري برعاية كريمة من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وبحضور ومشاركة نخبة من صانعي القرار وممثلي الحكومات والصناعات والأوساط الأكاديمية واللاعبين الناشئين في قطاع الفضاء من القطاعين العام والخاص.
وشهد اليوم الثاني والأخير للحوار حضوراً لشخصيات بارزة في مقدمتها، سعادة عمران شرف، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة، وسعادة بطي سالم القبيسي، المدير العام لوكالة الإمارات للفضاء، وسعادة سالم حميد المري، المدير العام لمركز محمد بن راشد للفضاء، وسعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مستشار أول للتقنيات الفضائية والسيبرانية في مجموعة «إيدج».
ومن بين المشاركين البارزين الآخرين هيروشي ياماكاوا، رئيس وكالة استكشاف الفضاء اليابانية «جاكسا»، وتيودورو فالينتي رئيس وكالة الفضاء الإيطالية، والدكتور تيديان واتارا، رئيس مجلس الفضاء الأفريقي، والدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية، وسيرجي كريكاليف، المدير التنفيذي لبرامج رحلات الفضاء البشرية في وكالة الفضاء الروسية روسكوسموس، وجوناثان هونغ، المدير التنفيذي لمكتب تكنولوجيا وصناعة الفضاء في سنغافورة ، وتيم مارشال، كاتب متخصص في الشؤون الخارجية والجغرافيا السياسية، وكريم الصباغ، العضو المنتدب المعين لشركة «سبيس 42»، وماكس هاوت، الرئيس التنفيذي لشركة فاست، والدكتورة مارييل بورويتز، مديرة المشاركة الدولية للتوعية بحالة الفضاء في مكتب الإعلانات التجارية الفضائية، وروبي شينجلر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي للاستراتيجية في بلانيت لابز، ودانيال سيبرلي، مدير العمليات والمؤسس المشارك لشركة LeoLabs، والبروفيسور نيل موريسيتي، نائب العميد كلية العلوم الهندسية في كلية لندن الجامعية.
وركزت الجلسات الحوارية الرئيسية على عدة موضوعات حيوية تتعلق بالفضاء، والتي شملت استراتيجيات تعزيز التعاون الدولي، ونقل المعرفة بشكل مسؤول، وتمكين الأسواق الناشئة.
وجاءت النقاشات استكمالاً لجهود اليوم الأول التي ركزت على الحد من الإفراط في استخدام الفضاء وضمان الاستخدام العادل بين جميع الدول حيث اختُتم اليوم بفعالية مخصصة للشباب بهدف تشجيع الجيل الجديد من القادة على المساهمة في صياغة مستقبل التطورات الفضائية.
وتضمن اليوم الثاني سلسلة من النقاشات المهمة والرؤى البارزة، من بينها:
جلسة بعنوان «استكشاف آفاق جديدة: جاهزية معاهدات الأمم المتحدة للقرن الحادي والعشرين»، والتي أكد خلالها تيودورو فالينتي، رئيس وكالة الفضاء الإيطالية، ضرورة أن يظل الفضاء موردًا مشتركًا للجميع. كما ركز على الحاجة إلى تطوير معاهدات ولوائح وإطارات عمل للفضاء لمواجهة التحديات الحديثة، ومن بينها زيادة الأقمار الاصطناعية، وتوسع الأنشطة التجارية في الفضاء، وإمكانية استخراج الموارد من القمر.
وخلال جلسة بعنوان «حوكمة المستقبل: استدامة الفضاء كمورد مشترك للأجيال القادمة»، شدد سعادة عمران شرف، مساعد وزير الخارجية للعلوم والتكنولوجيا المتقدمة، على أهمية تحقيق الدول للتوازن بين المصالح الوطنية والتعاون العالمي، إلى جانب تسليط الضوء على كيفية خدمة الدول لمصالحها الخاصة في ظل الاعتراف بتحديات استكشاف الفضاء.
وسلّط سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، الضوء على دولة الإمارات العربية المتحدة كنموذج رائد في بناء شراكات دولية لتطوير القدرات الأساسية في مجال استكشاف الفضاء، وذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان «كيف يمكن تعزيز دور الأسواق الناشئة في توجيه الحوار الفضائي العالمي».
وأشار سعادته إلى الإنجازات البارزة للمركز، ولا سيما في تطوير أنظمة وقدرات فضائية محلية متقدمة، من أبرزها القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، الأكثر تطورًا في المنطقة، والذي يُتوقع إطلاقه قريبًا. كما تطرق إلى التطبيقات الحيوية للأقمار الاصطناعية في جمع البيانات والمعلومات من الفضاء، بما يسهم في دعم صانعي القرار الرئيسيين.
وقال تيم مارشال، مؤلف كتاب «مستقبل الجغرافيا: كيف ستغير القوة والسياسة في الفضاء عالمنا»، إن المنافسة يمكن أن تكون صحية، معربا عن خشيته من أن تكون المنافسة مفرطة، وهذه بيئة صعبة للغاية، والطريق إلى الأمام يتطلب التعاون مع مزيج من المنافسة الصحية.
وفي جلسة حوارية بعنوان «الوعي الفضائي اللامركزي: التوازن بين الوصول الحر والأمن القومي»، أكد سعادة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، مستشار أول للتقنيات الفضائية والسيبرانية في مجموعة «إيدج»، أهمية الحاجة المتزايدة لتعزيز الوعي بالفضاء لأغراض الأمن القومي وتقليل مخاطر الاصطدامات والنزاعات التشغيلية، مشيرا إلى الدور الذي يلعبه هذا الوعي في تعزيز التعاون بين الدول والمشغلين التجاريين.
ومن بين الرعاة الرئيسيين للنسخة الثانية من حوار أبوظبي للفضاء، مجموعة إيدج، الرائدة عالمياً في التكنولوجيا المتقدمة والدفاع، و«تاليس»، المجموعة العالمية الرائدة في مجالات الدفاع والهوية الرقمية والأمن والطيران والفضاء، و«فياسات»، المتخصصة في تقنيات الاتصالات الفضائية والشبكات، بالإضافة إلى «فاست»، مطور المحطات الفضائية التجارية، و«بلاك سكاي»، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الفضائي وتوفير معلومات آنية، و«بلانيت لابز»، المزود الرائد للصور الفضائية اليومية والحلول الجغرافية المكانية، ودائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي.