جناح الإمارات في “دافوس” يستضيف جلسة حول رأس المال الخيري التحفيزي
استضاف جناح دولة الإمارات في “دافوس” جلسة حوارية حول “رأس المال الخيري التحفيزي”، نظمتها وزارة الخارجية بالشراكة مع مكتب الشؤون التنموية في ديوان الرئاسة، وذلك بهدف تسليط الضوء على أهمية الاستثمارات الخيرية وتحفيز الابتكار وتعزيز الشراكات كحلول مستدامة لمعالجة التحديات الراهنة في مجال التمويل لتنفيذ المشروعات الإنسانية والتنموية المتعددة في مختلف أنحاء العالم، وحشد الجهود العالمية لإثراء الأعمال الخيرية وتوسيع استخدام رأس المال التحفيزي في تعزيز التنمية المستدامة.
شارك في الجلسة كل من سعادة بدر جعفر المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، وسعادة أحمد طالب الشامسي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، إلى جانب نخبة من قادة الفكر منهم، نيرجا بيرلا، رئيس مؤسسة أديتيا بيرلا التعليمية، وسيوك هوي ليم الرئيس التنفيذي لتحالف آسيا للأعمال الخيرية، والدكتورة بريشوس مولوي موتسيبي الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لمؤسسة موتسيبي، وأنيل سوني الرئيس التنفيذي لمؤسسة الصحة العالمية، وأدارتها بيكي أندرسون مدير التحرير ومذيعة شبكة CNN الإخبارية في أبوظبي.
وتركزت محاور الجلسة على أهمية رفع الوعي بالدور التحولي المهم لرأس المال الخيري التحفيزي بهدف تحقيق التأثير الإيجابي المرجو، بجانب سبل تعزيز مساهمة الاستثمارات الخيرية في سد الفجوات التمويلية المُلحة والصعوبات المالية التي تعيق تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والتي لا تزال تواجه تحدياً كبيراً بنقص التمويل المالي الذي يصل إلى قرابة (4.2 تريليون دولار) سنوياً.
وشددت الجلسة على أن نقص التمويل المالي في هذا المجال، يستدعي تعزيز الحلول الابتكارية كتعزيز رؤوس الأموال الخيرية التحفيزية، لضمان الوصول إلى المناطق المحرومة والمحتاجة عبر تنفيذ المشروعات التنموية، ومعالجة التحديات القائمة بجذب استثمارات إضافية لتنمية هذه المناطق على نحو يُثري مجالات التعاون في قطاعات تنموية متعددة، ويعمل على بناء القدرات لإزالة المخاطر الحالية بتنفيذ برامج مستقبلية تتماشى مع الأهداف الإنمائية العالمية.
وأبرزت الجلسة الجهود العالمية الرائدة لدولة الإمارات في مجالات العمل الإنساني والتنموي والخيري، والتي تعد نموذجاً عالمياً ملهماً لإضفاء الطابع المؤسسي الإستراتيجي على الأعمال الإنسانية والتنموية والخيرية المتنوعة التي لها آثار إيجابية كثيرة في حياة ملايين البشر من مختلف المجتمعات، في شتى أنحاء العالم، ومن بين تلك الجهود إنشاء مؤسسة إرث زايد الإنساني، والتي تعمل على تنفيذ العديد من المبادرات والبرامج الإنسانية العالمية، وتوجيه الجهود نحو القضايا الأكثر تأثيراً على المجتمع المحلي والعالمي لتحقيق الأهداف الإنسانية والتنموية، والارتقاء بمستوى الأداء والتأثير والإنتاجية والكفاءة والاستدامة المالية، والإشراف على عدد من الجهات والمؤسسات ومتابعة تحقيق أهدافها والقيام بالاختصاصات المنوطة بها.
وتشرف “إرث زايد الإنساني” على مؤسسة زايد بن سلطان للأعمال الخيرية والإنسانية، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة الإمارات، وصندوق محمد بن زايد الدولي لحماية الأنواع وإثراء الطبيعة، وشركة صندوق الوطن القابضة، ومؤسسة الأنهار النظيفة المحدودة، والمعهد العالمي لمكافحة الأمراض المعدية، وجائزة زايد للاستدامة، وجائزة الشيخ خليفة التربوية، وجائزة الشيخ خليفة الدولية لنخيل التمر والابتكار الزراعي، وجائزة محمد بن زايد لأفضل مُعلم.
وحول أهمية هذه الجلسة الحوارية قال سعادة بدر جعفر إن دولة الإمارات رسخت مكانتها مركزاً عالمياً للأعمال الخيرية الإستراتيجية، وتسخير رأس المال الخيري كونهأداة تحويلية ومؤثرة لتحقيق القيمة المستدامة في هذا القطاع الحيوي المهم، مشيراً إلى أن هناك فرصة كبيرة أمام جميع الأطراف لتسخير مكامن القوة المتاحة في مجال العمل الخيري والحكومي والأعمال لتحقيق التأثير المضاعف، الذي أصبح ضرورياً لمواجهة التحديات العالمية الناشئة.
من جهته قال سعادة أحمد الشامسي إن الجلسة ركزت على أهمية وجود رأس المال الخيري والتحفيزي كونه رافداً مؤثراً ومستداماً يعمل على معالجة التحديات وسد الفجوات بين الأولويات المستهدفة والأعمال الخيرية والتنموية القائمة والمستقبلية إضافة إلى أهمية بناء شبكة من الشراكات الإستراتيجية بين مختلف الدول والمنظمات لتعزيز التنمية العالمية.
وشاركت دولة الإمارات بوفد يضم أكثر من 100 شخصية من رؤساء الشركات والقطاع الخاص والمسؤولين الحكوميين، في الدورة الــ 55 لاجتماعات منتدى الاقتصاد العالمي للعام 2025، التي عقدت في دافوس بسويسرا خلال الفترة من 20 إلى 24 من شهر يناير الجاري، في إطار الحرص على الحضور الفاعل والمتميز في هذا الحدث الدولي المهم، الذي يعد منصة عالمية سنوية تساهم في تعزيز التعاون الدولي الشامل في المجالات التنموية كافة، لا سيما في المجالات ذات الصلة بالقطاع الاقتصادي.