اختتام فعاليات معرضي الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات والتصميم الداخلي للطائرات
استقبل الحدث أكثر من 8 آلاف زائراً من 105 دول
قادة سلاسل توريد قطاع الطيران العالمي اجتمعوا في الشرق الأوسط لمناقشة أحدث التقنيات وحلول الجيل القادم
دبي – الوحدة:
اختتم معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات ومعرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات 2025 فعالياتهما، مسجّلين أكبر دورة لهما حتى الآن. وشهد الحدث حضوراً غير مسبوق، وإبرام العديد من الصفقات، إلى جانب جلسات حوارية معمّقة بمشاركة نخبة من خبراء القطاع من مختلف أنحاء العالم.
واستقبل الحدث، الذي انعقد على مدار يومين، أكثر من 8300 زائراً، بزيادة قدرها 11% مقارنة بالعام السابق. إضافة إلى مشاركة 268 جهة عارضة من أكثر من 100 دولة، الذين استعرضوا أحدث منتجاتهم وخدماتهم في سوق ما بعد البيع.
قال دانكان فالنتاين، مدير تطوير المبيعات في “فلاي دوكس”: “وفر كّل معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات ومعرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات تجربة استثنائية لنا، حيث جمعا تحت مظلتهما جميع عملائنا في مكان واحد، مع التركيز على كيفية تطوير الأعمال وتعزيز التعاون. يمثل الشرق الأوسط سوقاً رئيسية تشمل ابتداءً من مكونات المحركات إلى الأساطيل الكاملة. نحن في فلاي دوكس ملتزمون بشدة بهذه المنطقة سريعة النمو، ونتطلع إلى المساهمة في دفع عجلة الابتكار وتطوير شراكات قوية خلال السنوات المقبلة.”
إعلانات رئيسية واستثمارات جديدة
تضمنت قائمة الإعلانات والاتفاقيات البارزة خلال الحدث كشفت الاتحاد للطيران الهندسية، إحدى الشركات العالمية الرائدة في خدمات صيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، عن خطتها لمضاعفة إيراداتها من حوالي 270 مليون دولار في نهاية عام 2023 إلى 540 مليون دولار بحلول عام 2030، إلى جانب توسيع قدراتها التشغيلية عبر إضافة مساحات حظائر طائرات جديدة في أبوظبي، وذلك في إطار استراتيجيتها الطموحة للنمو.كما أعلنت ساتاير، إحدى شركات خدمات إيرباص، والاتحاد للطيران الهندسية عن عزمهما إبرام اتفاقية لتطوير حل متكامل لسلسلة توريد خدمات المواد، ما يعكس التطورات المتسارعة في القطاع والاستثمارات المستمرة في المنشآت والتقنيات الجديدة.
مناقشات معمّقة حول مستقبل القطاع
واصلت منصة “جو لايف! ثياتر” استضافة جلسات نقاشية خلال اليوم الثاني، حيث بحث قادة القطاع العديد من المواضع التي ترسم ملامح مستقبل القطاع في المنطقة.
وخلال جلسة نقاشية حول توسيع نطاق استخدام وقود الطيران المستدام، قال براين لونغ، المدير الإقليمي لشركة بوينغ في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يُعدّ التوسع في استخدام وقود الطيران المستدام أمراً ضرورياً، ولكن الأهم هو ضمان استدامته الحقيقية. التحدي الأكبر يكمن في بناء منظومة متكاملة لخفض التكاليف، وزيادة الإنتاج، وضمان اعتماد شركات الطيران لهذا الوقود رغم تكلفته العالية مقارنة بالوقود التقليدي. تلعب السياسات الفعالة دوراً محورياً في دعم جهود تطوير هذا النوع من الوقود، ودولة الإمارات تمتلك سلسلة قيمة متكاملة تؤهلها للريادة في هذا المجال، والإنجازات التي حققتها حتى الآن تستحق الإشادة، ونحن على ثقة بأنها ستواصل ريادتها في تبني وقود الطيران المستدام على المستوى العالمي.”
في ظل الدور المحوري الذي يلعبه قطاع الطيران في التنمية الاقتصادية بالمنطقة، استعرضت جلسة “مستقبل الصيانة والإصلاح والتجديد في الشرق الأوسط” رؤى قيّمة من نخبة من الخبراء، من بينهم مارسيل جيرث-نوريتزش، مدير عمليات صيانة محركات الطائرات في سند، وناتالي ستون، مديرة حلول المواد في برامج العملاء لدى شركة جنرال إلكتريك للطيران، وجوان تاي، مدير في شركة إس تي للهندسة.
وخلال الجلسة، قال مارسيل جيرث-نوريتزش: “تمتلك المنطقة ما تحتاجه من إمكانات لتصبح أحد المراكز العالمية الرائدة في قطاع الطيران، لكن تحقيق ذلك يتطلب تعاوناً وثيقاً بين شركات الطيران والمصنّعين الأصليين ومزودي خدمات الصيانة والإصلاح والتجديد والجهات التنظيمية الحكومية لرسم رؤية موحدة لمستقبل القطاع. كما أن تعزيز سلاسل التوريد المحلية والاستثمار في الجيل القادم من المتخصصين في الطيران سيكونان عاملين حاسمين. من خلال التعاون مع الجامعات والمدارس لإنشاء برامج تعليمية وتدريبية مخصصة، يمكننا بناء قاعدة مستدامة من الكفاءات وترسيخ مكانة طويلة الأمد للمنطقة في هذا القطاع.”
وفي سياق متصل، سلّطت جلسة “مفاهيم المقصورات المستقبلية” الضوء على دور الاستدامة في دفع عجلة الابتكار في تصميم مقصورات الطائرات، حيث ناقش الخبراء حلولاً متطورة للمقاعد والتجهيزات الداخلية. وقال الدكتور دافيندر سوره، أخصائي هندسة الطيران والفضاء في مركز التفوق للأبحاث التطبيقية والتدريب بكلية خليفة بن زايد الجوية: “يشكّل مفهوم الطيران الدائري عنصراً أساسياً في تعزيز الاستفادة القصوى من أجزاء الطائرات على مدار دورة حياتها، مما يضمن الكفاءة التشغيلية خلال الاستخدام وبعده. وإلى جانب تأثيره البيئي، يلعب هذا النهج دوراً كبيراً في خفض التكاليف، حيث يسهم في تطوير مواد جديدة وتحسين استغلال الموارد بشكل أكثر فاعلية عبر مختلف جوانب القطاع.”
وفي إطار تعليقه حول أهمية الحدث، قال وليد محيي الدين، الرئيس التنفيذي للتسويق “أماك للطيران”: “تفخر مجموعة أماك للطيران بالمشاركة في معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات، حيث شهدنا تفاعلاً كبيراً من حيث المناقشات والحلول التي يتم استعراضها. في أماك، نعمل على سد الفجوة بين قطاع الطيران التجاري والطيران الخاص من خلال تقديم حلول صيانة متكاملة مدعومة بإمكانات هندسية متطورة. أكد المعرض على أهمية مثل هذه الفعاليات الإقليمية، والتي توفر فرصاً أكبر للتواصل وتبادل المعرفة مقارنة بالمعارض العالمية ذات التكلفة العالية.”
تقام الدورة القادمة من معرض الشرق الأوسط لصيانة وإصلاح وتجديد الطائرات ومعرض الشرق الأوسط للتصميم الداخلي للطائرات خلال الفترة بين 4 -5 فبراير 2026.