المجلس الاستشاري يزور بينالي الشارقة في كلباء والذيد ويطلع على الأعمال الفنية وتفاعلها عبر الزمن
الشارقة – الوحدة:
زار معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، يرافقه كل من سعادة حليمة حميد العويس، نائب رئيس المجلس، وسعادة أحمد سعيد الجروان، الأمين العام للمجلس، وعدد من أعضاء وعضوات المجلس، فعاليات بينالي الشارقة 16 في مدينتي كلباء والذيد، حيث جال الوفد في أروقة المعرض واستمع إلى شرح مفصل حول أبرز الأعمال الفنية والمشاريع التي يحتضنها البينالي في دورته الحالية.
وجاءت هذه الزيارة من صباح أمس تلبيةً للدعوة الكريمة من الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، حيث اطلع المجلس على التجارب الإبداعية المعروضة ضمن البينالي، والذي يجمع نخبة من الفنانين العالميين لتقديم أعمال فنية تعكس موضوع “رِحالنا”، والذي يستكشف مفاهيم الهجرة والتنقل والتفاعل الثقافي عبر الزمن والجغرافيا.
في مدينة كلباء، حيث يمتزج سحر الطبيعة الساحلية مع الإبداع الفني، شكلت زيارة بينالي الشارقة 16 تجربة غنية ومُثرية للمجلس الاستشاري، إذ جال الأعضاء بين المساحات الفنية التي تنبض بالحياة وتعكس رؤى متنوعة لفنانين عالميين استوحوا أعمالهم من مواضيع التنقل، والهوية، والاندماج الثقافي. احتضنت كلباء مجموعة من التركيبات الفنية المتميزة، حيث قدم مصنع الثلج تجربة فريدة من خلال العروض الصوتية والموسيقية التي تفاعل معها الزوار بطرق حسية جديدة، بينما استكشفت الأعمال المعروضة هناك العلاقة بين الزمن والطبيعة، من خلال دمج العناصر البيئية مع وسائط متعددة تعكس التحولات التي تمر بها المجتمعات عبر التاريخ.
كما لفت انتباه المجلس التركيبات الفنية التي استخدمت خامات طبيعية وتقنيات معاصرة لاستحضار تاريخ الملاحة البحرية والارتباط العميق بين الإنسان والبحر، ما أتاح للزوار تجربة حسية فريدة تحاكي قصص الماضي والحاضر في تمازج بصري وفكري إبداعي.
أما في مدينة الذيد، فقد جاءت التجربة مختلفة من حيث الطابع والمحتوى الفني، إذ تركزت الأعمال الفنية هناك حول مواضيع البيئة، والتراث، والعلاقة بين الإنسان والمكان.
جال المجلس الاستشاري في المعرض المقام بالعيادة القديمة ، حيث انتصبت منحوتة ضخمة تحاكي تاريخ الأرض الجيولوجي وتعيد إحياء ذكريات البحر الذي غطى هذه المنطقة منذ ملايين السنين، مما وفر فرصة فريدة للزوار للتأمل في الامتداد الزمني للطبيعة ومدى تأثيرها على تشكل المجتمعات.
كما برزت الأعمال التي تناولت الأنظمة البيئية والاستدامة، حيث استكشفت بعض المشاريع تأثير التغيرات المناخية والتطورات الحضرية على المجتمعات المحلية، من خلال أعمال تركيبية تفاعلية تحث الزوار على التفكير في دورهم تجاه الحفاظ على البيئة.
ومن بين المحطات المهمة التي زارها الوفد، كان الموقع الذي احتضن أعمالًا تستوحي إلهامها من الثقافة الزراعية للمنطقة، ومن بساتين التمر القديمة، حيث تم توظيف تقنيات فنية مختلفة لاستكشاف العلاقة بين الموروث الزراعي والاستدامة، ما جعل من بينالي الشارقة في الذيد تجربة تجمع بين الأصالة والابتكار، مقدمة رؤية بصرية عميقة للارتباط الوثيق بين الإنسان وبيئته.
وفي ختام الزيارة، أكد معالي الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي أن المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة تواجد بشغف كبير لمتابعة هذا العمل المميز والإنساني، مشيرًا إلى أن بينالي الشارقة قادر على عبور قارات الأرض لما يحمله من رؤى إبداعية وثقافية متنوعة، تستحق أن يطلع عليها الجميع.
وأشاد معاليه بالجهود الكبيرة التي تبذلها الشيخة حور بنت سلطان القاسمي في تنظيم البينالي، وحرصها على تعزيز مكانة الشارقة كمركز عالمي للفنون والثقافة.
وأضاف أن هذه الزيارة لم تكن مجرد زيارة برلمانية، بل كانت زيارة معرفية وثقافية، حيث حرص المجلس الاستشاري على التعرف عن قرب على الجهود الكبيرة التي استمرت طوال 32 عامًا لتطوير هذا الحدث العالمي، والذي يعكس رؤية ودعم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، للفنون والثقافة، وإيمانه العميق بدور الإبداع في توحيد الشعوب والتعبير عن قضاياهم بمنظور فني مختلف.