الشارقة – الوحدة:
نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، لقاء المسؤولية المجتمعية الثالث والذي يقام تحت شعار “بالمسؤولية المجتمعية نزرع الاستدامة” في “شَجَر” – الجادة، ويهدف اللقاء إلى التعرف على خبرات بعض الجهات في مجال المسؤولية المجتمعية وترسيخ ممارسات المسؤولية المجتمعية بما يتناسب مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة، كما يهدف اللقاء لتعزيز دور الشراكة المجتمعية، ومعرفة ممكنات تعظيم أثر مبادرات المسؤولية المجتمعية.
وبداية رحبت حصة الحمادي مدير إدارة التلاحم في الدائرة بالحضور المشاركين في لقاء المسؤولية المجتمعية الثالث، الذي يجمع مختلف الأطراف المعنية بالمسؤولية المجتمعية لمناقشة المشاريع والمبادرات المجتمعية المستدامة التي تعود بالنفع على جميع الجهات المعنية، وأكدت أن اللقاء يعكس رؤيتنا المشتركة نحو تعزيز مفاهيم الاستدامة المجتمعية وترسيخ القيم التي تجعل من مجتمعنا نموذجاً في التماسك والتكافل.
وأضافت، إن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد مفهوم نظري أو التزام يُنفَّذ ضمن حدود معينة، بل هي نهج حياة يُسهم في تعزيز روح التعاون بين الأفراد والمؤسسات. كما إنها جسر يربط بين دعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعود بالنفع على الجميع، سواء المجتمع الذي يستفيد أو الأفراد والمؤسسات التي تقدم الدعم.
وقالت، من واقع تجربتنا فإن الأثر الذي تحققه المسؤولية المجتمعية يتعدى حدود المساهمات المادية، فهو ينعكس إيجاباً على الداعم نفسه، حيث يعزز من مكانته في المجتمع ويمنحه شعوراً بالإنجاز والرضا، كما يسهم في بناء سمعة مؤسسية متميزة، فضلاً عن أنه يوطّد العلاقات مع شركاء المجتمع، ويؤكد الدور الإنساني والوطني لكل داعم يسهم في دعم المبادرات المجتمعية. وفي هذا السياق، تحرص دائرة الخدمات الاجتماعية على تعزيز الشراكة مع مختلف الجهات الحكومية والخاصة والمؤسسات ذات النفع العام، إيماناً منها بأن التكامل بين الجهود هو السبيل الأنجح لتحقيق الاستدامة المجتمعية، وتجسيداً لنهج دولة الإمارات العربية المتحدة. ومن خلال برامجنا ومبادراتنا، نعمل على نشر ثقافة المسؤولية المجتمعية، ونسعى لتحفيز جميع الأطراف لتبني ممارسات مجتمعية مبتكرة تخدم الأهداف الوطنية وتدعم التلاحم بين مختلف مكونات المجتمع.
وفي ختام كلمتها قالت، إن نجاحنا في مختلف مبادرات المسؤولية المجتمعية التي حققتها الدائرة؛ كانت بفضل جهود شركائنا من مختلف المؤسسات والجهات التي تشاركنا نفس الهدف ويلبون النداء انطلاقاً من حسهم الوطني والإنساني. ونأمل أن يكون هذا اللقاء فرصة لتبادل المعرفة والخبرات والرؤى، وبداية جديدة لتعزيز العمل المشترك نحو مستقبل أكثر استدامة.
الجلسة الحوارية
وشارك في الجلسة الحوارية الشركاء الاستراتيجيين والذين كان لهم مساهمات في مشاريع المسؤولية المجتمعية وفي مقدمتهم المهندس فتحي عفانة الرئيس التنفيذي، ومؤسس شركة “فاست” لمقاولات البناء، والذي أكد على أهمية التعاون الإنساني والمجتمعي بين كافة القطاعات الخاصة والحكومية وشبه الحكومية، وعفانة، له بصمات في مختلف القطاعات، التعليمية والصحية والرياضية على سبيل المثال، تواصل عطائه من دون النظر إلى الجنسية أو الديانة أو اللغة أو لون البشرة، تجسيداً لرد الجميل لدولة الإمارات وكل من يقيم على أرضها، التي احتضنها المهندس فتحي عفانة، منذ حوالي 40 عاماً.
النشأة وتأثيرها
وأكد عفانة، أن العمل المجتمعي يعكس تربية الفرد بالأساس ونشأته، وهنا يأتي دور الأم بشكل خاص والأسرة بشكل عام في هذا الشأن، في تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد العائلة، ما يدفعنا لسلوك ثقافة العطاء منذ الصغر، وتنميتها على مر السنوات.
وقال إن حالة العوز والظروف الصعبة، التي عاشها في طفولته حين كان في الثامنة من عمره، دفعته للاجتهاد في تعليمه المدرسي، والعمل كبائع لبذور البطيخ في المقاهي والأسواق بمدينة “رفح”، التي ولد وترعرع فيها، وهو ما جعله “عندما كبر”، يشعر بالآخرين بصورة لافتة، كونه عاش الفقر في طفولته، والغربة في شبابه.
وأوضح أنه مع بدء نجاحه في عالم الأعمال، والذي تحقق على أرض الخير بدولة الإمارات، وتحديداً في إمارة الشارقة، توصل إلى ضرورة توقف عشوائية المساهمة بالأعمال المجتمعية، حيث كان بالبداية قد تم رصد 20% من إجمالي الأرباح السنوية لدعم ورعاية العمل المجتمعي، إلا أن أصبحت مساهمتنا مفتوحة، ولا ترتبط بنسبة الأرباح السنوية.
وقال: نتواجد في غالبية الفعاليات والمبادرات المجتمعية إن لم يكن جميعها، سواء التعليمية أو الرياضية أو الصحية أو المتعلقة بأصحاب الهمم، حيث كانت بداية عملي المجتمعي في قطاع التعليم، استنادا إلى قاعدة أساسية في حياتي، تتمثل في “إن علّمت فرداً، فقد ساهمت في إحياء أسرة و مجتمع “، خاصة أن التعليم أصبح مكلف للعائلات التي لديها أكثر من طالب مدرسي أو جامعي، ومن هنا جاء ذلك الاهتمام في توفير منح بأكثر من جامعة، مثل الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة عجمان، كذلك منحة دراسية تشمل 50 طالباً سنوياً بجامعة فلسطين في غزة، بالإضافة لدفع الرسوم الدراسية لمئات الطلاب المعوزين.
وتابع: على مدار أكثر من عام، قمت بدفع الرسوم المتبقية على الطلبة، المحتجزة شهاداتهم، نتيجة تعثرهم بسداد الرسوم، ما تسبب بالإفراج عن مئات الشهادات وتخرّج أصحابها، الذين أصبحوا شباناً يساهمون في رفعة المجتمع، لدورهم الذي يمارسونه في سوق العمل على أرض الواقع.
وتابع إنه يواصل رعاية فعاليات ومبادرات متعددة، مثل تأسيس صندوق وقف لدعم برنامج المنح للطلاب المتفوقين في كل من الجامعة الأمريكية في الشارقة وجامعة عجمان، كذلك تقديم الرعاية لعدد من المراكز المتخصصة بذوي الإعاقة، ورعاية ملتقى الشارقة الدولي لألعاب القوى للمعاقين لعدة سنوات، والرعاية السنوية لمبادرة الإفطار الجماعي لـ 70 ألف وجبة إفطار في شهر رمضان من كل عام، كذلك رعاية عرس زايد العربي، والذي شمل 200 شاباً عربياً مقيماً على أرض الدولة، ومبادرة مرسال الخير بمدن السودان.
الإمارات صاحبة فضل
وختم بالقول، أن دولة الإمارات، هي صاحبة الفضل عليه في كل ما حققه من نجاح، وهنا يأتي رد الجميل لهذا البلد الطيب باهله وقيادته الرشيدة، فهو يراه وطناً ثانياً له، يسعى بكل إرادة لشكره على طريقته الخاصة، من خلال مواصلة العمل المجتمعي وتنميته، حرصاً منه تنمية شعوره الداخلي بالرضا والطمأنينة، كونه وجد السكينة في بلد تجمع أكثر من 200 جنسية من مختلف أصقاع الأرض، يعيشون جميعاً بكل حب وتناغم، في دولة الإمارات، التي تجسد المحبة والتسامح بين مختلف الشعوب والثقافات التي تقيم على أرضها، حتى أصبحت الإمارات منارة وواحة للإنسانية وقاطرة للعمل الخيري ومثالاً يحتذى في المحبة والإنسانية، ولها حضورها ومعالمها الإنسانية في العالم.
تعزيز مشاركة الشركات
كما شاركت موزة الشحي من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وشرحت أنه يمكن للمؤسسات الحكومية تعزيز مشاركة الشركات في المشاريع التنموية طويلة الأجل عبر اعتماد مجموعة متكاملة من السياسات والإجراءات تركز على تخفيف المخاطر، وتحفيز الاستثمارات، وضمان الشفافية، والاستدامة. واستعرضت بعض الاستراتيجيات لتحقيق الأمر وهي تقديم حوافز ضريبية ومالية، بتخفيض الضرائب والإعفاءات والتسهيلات الائتمانية والضمانات، ومن شأن هذه الإجراءات تثبيت فعاليتها في تعزيز الثقة لدى المستثمرين وجذب الاستثمارات الضرورية لتنفيذ المشاريع التنموية.
وقالت، أن تحسين الإطار القانوني والتنظيمي من خلال استقرار التشريعات بوضع قوانين وتشريعات واضحة ومستقرة تضمن حقوق المستثمرين وتحدد أطر الشراكة بين القطاعين العام والخاص، مما يخلق بيئة استثمارية آمنة. كما تبسيط الإجراءات الإدارية بتقليل البيروقراطية وتسريع الإجراءات الإدارية، مما يسهل عملية الدخول إلى المشاريع ويخفف من عبء التعقيدات القانونية. ومن خلال دمج هذه الاستراتيجيات، يمكن للمؤسسات الحكومية خلق بيئة استثمارية محفزة تعزز من مشاركة الشركات في المشاريع التنموية طويلة الأجل، مما يسهم في تحقيق تنمية شاملة ومستدامة على المدى البعيد.
وختمت بالقول، يمكن القول إن دولة الإمارات تعمل بنشاط على تطبيق استراتيجيات تشجيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق مشاريع تنموية طويلة الأجل، وتظهر هذه الجهود بوضوح على المستويين الوطني والإقليمي.
مشاريع المسؤولية المجتمعية
وعرف كلاً من بطي آل علي وعبد الرحيم الحمادي من قسم المسؤولية المجتمعية بإدارة التلاحم المجتمعي، بمشاريع المسؤولية المجتمعية التي تم اطلاقها خلال الفترة الماضية وهي: “فرحة عيد” وهي عبارة عن صناديق يتم وضع هدايا العيد فيها من قبل أفراد المجتمع للأطفال لإسعادهم في العيدين الأضحى والفطر، وحالياً تتنقل قافلة خاصة تحمل الصناديق بين الدوائر المؤسسات الراغبة بالمشاركة، على ان يتم توصيل الهدايا الى الأطفال قبيل عيد الفطر.
ومشروع “نون” والذي يعنى بتوفير مقاعد دراسية للأطفال، و”بركة الدار” الذي يخصص وقف يعود ريعه الى كبار السن وأنتم جنتنا. كما تم الإعلان عن مشروع شبكة “أمان” والتي يتم من خلالها توقيع اتفاقيات مع المؤسسات والشركات لتقديم المساعدة في الطوارئ والكوارث الطبيعية.
كما شارك في الجلسة الحوارية، ممثلين عن فندق غولدن توليب الذين استقبلوا المتأثرين بالحالة الجوية الأخيرة في الفندق حتى الانتهاء من الأزمة، وأيضاً ممثلين من مستشفى أمينة بعجمان والذي قدم الكثير من المساعدات في هذه الفترة.
وفي ختام اللقاء كرمت حصة الحمادي المشاركين والمنظمين للقاء.