الأسواق تترقب إعلان توزيعات أرباح أرامكو السعودية

الرياض-(د ب أ):

تترقب أسواق المال إعلان شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو توزيعاتها النقدية للمساهمين عن أرباح العام الماضي غدا الثلاثاء.

وذكرت وكالة بلومبرج للأنباء أن أرامكو ستعلن غدا كيفية تغيير توزيعاتها النقدية السنوية البالغة 124 مليار دولار للمساهمين، مشيرة إلى أن الشركة إما أن تواصل زيادة التوزيعات النقدية المرتفعة بالفعل على حساب ميزانيتها، أو تخفض التوزيعات وتخاطر بتوسيع عجز الميزانية العامة للمملكة العربية السعودية حيث تمثل حصيلة الخزانة العامة من أرباح أرامكو أحد مصادر دخلها الرئيسية.

وأضافت بلومبرج أن قرار أرامكو بشأن التوزيعات النقدية غدا، سيؤثر على طروحات السعودية من سندات الخزانة السيادية، حيث باعت العام الحالي سندات بقيمة 15 مليار دولار تقريبا لتصبح أكبر مصدر للسندات بين الاقتصادات الصاعدة.

يذكر أن حصيلة مبيعات أرامكو من النفط الخام وتوزيعاتها النقدية الكبيرة عناصر أساسية في خطة التحول الاقتصادي التي يتبناها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والتي تبلغ قيمتها تريليونات الدولارات. ولكن مستوى التوزيعات تجاوز أرباح الشركة، مما زاد من الضغوط على ميزانيتها العمومية وتحولت إلى شركة مدينة، بعد أن كان لديها فائض مالي بأكثر من 27 مليار دولار منذ عام واحد فقط.

ويترقب المحللون ومتابعو الاقتصاد السعودي إعلان أرامكو غدا.

وقال سامسارا وانج، محلل الديون السيادية في شركة باينبريدج إنفستمنتس: “تعد أرباح أرامكو مصدرًا رئيسيًا للإيرادات، وتمويل مشاريع ومبادرات حكومية مختلفة”.

وفي حين يمكن أن تساعد توزيعات أرامكو الإضافية في تخفيف ضغوط التمويل على الحكومة السعودية، فمن المحتمل بحسب وانج أن تبيع الأخيرة سندات بما بين 5 و 6 مليارات دولار أخرى خلال العام الحالي.

يذكر أن توزيعات أرباح أرامكو تتكون من جزئين:، الأول دفعة أساسية بقيمة 3ر20 مليار دولار ربع سنوية تم صرف حوالي 95٪ منها في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024، وجزء مرتبط بالأداء بقيمة 8ر10 مليار دولار لكل فصل.

واعتبارا من العام الحالي، تخطط الشركة لبدء صرف توزيعات خاصة، استنادا إلى الأرباح الضخمة التي حققتها من طفرة أسعار النفط بعد غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022 كجزء من التدفقات النقدية الحرة بعد تغطية الأرباح الأساسية وأي استثمارات.

وفي ظل توقعات المحللين أن تكون التدفقات النقدية الحرة خلال العام الحالي أقل من توزيعات الأرباح الأساسية، فلن يكون في مقدور الشركة صرف توزيعات خاصة كبيرة.

في الوقت نفسه تؤكد أرامكو أن توزيعات الأرباح الأساسية ستظل كما هي ومن المقرر زيادتها تدريجيًا بمرور الوقت، في حين يتوقع المحللون أن تقترض الشركة مبالغ إضافية من أجل التوزيعات أو تضطر لتغيير سياسة توزيع الأرباح.