دبي – الوحدة:
تتبنى المقدم رينيه بيلز من الشرطة الهولندية، نهجًا متقدمًا لتعزز من قدراتها المهنية في واحدٍ من أبرز القطاعات الحيوية والمهمة في العالم، القطاع الشرطي الأمني، والذي يُواجه تحديات ومتغيرات ذات وتيرة متسارعة، الأمر الذي يتطلب تعاوناً دولياً أمنيا لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات الداعمة لنمو هذا القطاع.
تعد بيلز عضواً في برنامج حصري يجمع بين نخبة من العاملين في مجال إنفاذ القانون من 39 دولة، وهو ما يتيح لها الفرصة للتفاعل والتعاون مع زملاء آخرين يمثلون خلفيات ثقافية وشرطية متنوعة.
وانطلاقاً من إيمانها بأن القيادة تعني النمو المستمر، والقدرة على التكيف، وتبني وجهات النظر العالمية، أكدت بيلز أنها طالما سعت لتوسيع نطاق خبراتها، فبعد أن أمضت أكثر من خمس سنوات في قيادة مركز شرطة في مدينة هلفرسوم شمال هولندا، قادها طموحها اليوم إلى دبي، لتُصبح جزءًا من الدبلوم التخصصي في الابتكار الشرطي والقيادات الدولية (PIL)، الذي تنظمه القيادة العامة لشرطة دبي للعام الثاني بالتعاون مع جامعة روتشستر للتكنولوجيا بدبي.
وفي حديثها عن رحلتها، أوضحت بيلز أن حرصها على تطوير ذاتها مهنياً أدى إلى ترشيحها لهذا البرنامج، وقالت: “كنت أرغب في تنمية مهاراتي خارج الحدود الوطنية. وعندما قُيّم ملفي الشخصي، قيل لي إنه يناسب تمامًا دبلوم (PIL). لم أتردد لحظة، ووافقت على الفور.”
يعد دبلوم (PIL) برنامجًا حصريًا يجمع بين نخبة من العاملين في مجالات إنفاذ القانون من أكثر من 39 جنسية، الأمر الذي يخلق بيئة تُعزز التعاون الدولي وتبادل المعرفة. وأوضحت المقدم بيلز في حديثها حول الدبلوم قائلة: “إنه يشبه تجربة اجتماعية، نحن نأتي جميعًا من خلفيات وأساليب شرطية وثقافات مختلفة، ومع ذلك نجد أرضية مشتركة تُتيح لنا التعلم من بعضنا البعض.”
المرأة وإنفاذ القانون
وبصفتها ضابطة رفيعة المستوى في مجال إنفاذ القانون الهولندي، سلطت بيلز الضوء على التمثيل القوي للمرأة في المناصب القيادية داخل الشرطة الهولندية، قائلة: “رئيسة الشرطة في منطقتي امرأة، ورئيستها أيضًا امرأة، وأعلى رتبة في الشرطة الهولندية تتولاها امرأة. وفي فريقي الذي يضم 150 ضابطًا، أي ما يقرب من نصفهم من النساء. المساواة بين الجنسين في العمل الشرطي ليست مجرد هدف، بل هي واقعٌ اعتيادي نعيشه.”
وعلى الرغم من اختلاف اختبارات التحمل البدني قليلاً لمراعاة الفروقات البدنية، أكدت بيلز أن النساء والرجال يُعاملون على قدم المساواة في الشرطة الهولندية، مضيفة: “لا يوجد فرق في مسؤولياتنا. في الواقع، يمكن أن يكون الفريق المتنوع ميزة في المواقف الحرجة، فأحيانًا تستطيع الشُرطية تهدئة موقف معين بشكل أكثر فاعلية، وفي أوقات أخرى، قد يكون الشُرطي هو الأنسب. الأمر يتعلق بتكامل نقاط القوة بيننا.”
التعلم من ابتكارات شرطة دبي الرائدة
يُعد التعرف على استراتيجيات شرطة دبي المتطورة جانبًا أساسيًا في دبلوم (PIL). وقد أبدت بيلز إعجابها الشديد بمبادرة مركز الشرطة الذكي (SPS)، وهو ابتكار تبنته هولندا مؤخرًا بالتعاون مع شرطة دبي.
وعلقت بقولها: “رؤية كيف تدمج شرطة دبي التكنولوجيا في العمل الشرطي أمر مُلهِم. استخدامهم للذكاء الاصطناعي والطائرات المُسيَّرة وأنظمة المراقبة المتقدمة، لا سيما في مركز القيادة والسيطرة يعكس استشرافهم لمستقبل إنفاذ القانون.”
إلى جانب التكنولوجيا، لفتت مبادرات شرطة دبي المجتمعية انتباه بيلز، وخاصة مبادرة “الروح الإيجابية”، الذي يعزز العلاقة بين الشرطة والمجتمع. وأضافت: “إنها مبادرة واسعة النطاق تبني الثقة بين الشرطة والجمهور. الأمر لا يقتصر فقط على تعزيز الاستجابة للحالات الطارئة، بل يشمل التفاعل مع أفراد المجتمع وتعزيز العلاقة الإيجابية معهم. هذا شيء أود أن أراه بشكل أكبر في هولندا.”
خطوة للأمام
وعند سؤالها عما إذا كانت ستوصي بهذا الدبلوم لزملائها الهولنديين، أجابت بيلز بحماس قائلة: “هذه التجربة تبرز قدراتك المكنونة. تخرجك من روتينك اليومي، وتضعك في بيئة جديدة، وتجعلك تفكر بطريقة مختلفة. دبي مدينة متطورة تكنولوجيًا، والتعلم من نموذجها الشرطي هو أمرٌ لا يُقدَّر بثمن.”
التوازن مفتاح النجاح
إلى جانب مهامها الشرطية، تبنت بيلز أيضًا روتينًا جديدًا لراحتها النفسية، حيث توازن بين مسؤولياتها القيادية وشغفها الشخصي، وهو صناعة الفخار. وأوضحت: “كل يوم جمعة، أقضي ساعتين في تشكيل الطين بيدي. إنها طريقتي لإعادة ضبط ذهني بعد أسبوع من حل المشكلات. القيادة تتطلب توازنًا، وأحيانًا يساعد الإبداع في تحقيق هذا التوازن.”
ومع استمرار شرطة دبي في تعزيز العلاقات الشرطية العالمية من خلال برامج استثنائية مثل دبلوم (PIL)، فإن المشاركين مثل المقدم بيلز لا يكتسبون فقط رؤى حول نماذج الشرطة المستقبلية، بل يبنون أيضًا قنوات تواصل مهنية متينة من شأنها تعزيز التعاون الأمني الدولي بين مختلف الجهات المُشاركة.
