واضعو المعايير والهيئات التنظيمية في العالم يؤكدون الأهمية الاستراتيجية للإمارات في ضمان الاستدامة

أبوظبي – الوحدة:

أشاد واضعو المعايير حول العالم بالأهمية الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة في اعتماد المعيار الدولي الجديد لضمان الاستدامة (ISSA) 5000، والمعايير الأخلاقية الدولية لضمان الاستدامة (بما في ذلك معايير الاستقلال الدولية) (IESSA) – أول إطار شامل في العالم لضمان إفصاح الشركات عن الاستدامة – وذلك خلال ندوة نقاشية استضافها معهد المحاسبين القانونيين ICAEW الأسبوع الماضي في سوق أبوظبي العالمي.

وشهدت الفعالية مشاركة فاعلة من المجلس الدولي لمعايير الأخلاقيات للمحاسبين (IESBA) والمجلس الدولي لمعايير التدقيق والضمان (IAASB)، حيث ناقشا مع الجهات التنظيمية الإقليمية، والشركات، وقادة المحاسبة مجالات التطبيق الفعّال لمعيار ISSA 5000 ومعيار IESSA، ومعايير الاستدامة الأخرى. وأكدت المناقشات على أهمية أطر الضمان والأخلاقيات القوية في تعزيز ثقة المستثمرين والجمهور العام، ودعم الرؤية الاقتصادية الأوسع لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ومع تنويع اقتصادات الشرق الأوسط ودمجها للاستدامة في أنظمتها المالية والتنظيمية، توفر هذه المعايير نهجاً عالمياً متسقاً لضمان المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة، والتدقيق، وإعداد التقارير، مما يُخفف من تعقيدات الامتثال للشركات العاملة عبر الحدود.

وقال غاريث بريت، مدير إدارة الثقة والأخلاقيات بالإنابة في معهد المحاسبين القانونيين ICAEW: “تبني المعايير الواضحة والشفافة ثقة السوق، وتعزز مسيرة التنمية المستدامة. ويُعد التعاون بين المؤسسات أمراً بالغ الأهمية لوضع المصلحة العامة في قلب التحولات الاقتصادية التي تُعيد تشكيل مستقبل الشرق الأوسط”.

وكشف كل من المجلس الدولي لمعايير التدقيق والضمان، والمجلس الدولي لمعايير الأخلاقيات للمحاسبين الضوء على المكانة الاستراتيجية لدولة الإمارات العربية المتحدة كمركز مالي واستثماري، ما يجعلها بيئة مثالية لتطبيق معايير الضمان وتقارير المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة. وأكدا على أهمية الحوار المباشر مع القيادات المالية ومجتمع الأعمال لضمان التطبيق العملي والفعال لمعايير ISSA 5000 و IESSA.

وقال توم سيدنشتاين، رئيس المجلس الدولي لمعايير التدقيق والضمان (IAASB) والرئيس التنفيذي المشارك للمؤسسة الدولية للأخلاقيات والتدقيق: “التفاعل مع أسواق ديناميكية مثل الإمارات يتيح لنا التعلم من الجهات التنظيمية الإقليمية، وهيئات المحاسبة، والشركاء الرئيسين في قطاعات الأعمال. ولهذا الحوار المباشر أهمية بالغة لضمان أن تكون المعايير العالمية عملية وقابلة للتكيف مع مختلف السياقات الاقتصادية”.

وأضافت غابرييلا فيغيريدو دياس، رئيس المجلس الدولي لمعايير الأخلاقيات للمحاسبين (IESBA) والرئيس التنفيذي المشارك للمؤسسة الدولية للأخلاقيات والتدقيق: “مع نضج عمليات إعداد تقارير الاستدامة، يجب أن تتطور بالتوازي معايير التدقيق والضمان والأخلاقيات. إن اهتمام الأطراف المعنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بمقترحات أخلاقيات المجلس الدولي لمعايير التدقيق والضمان المتعلقة بتقارير الاستدامة وخدمات المحاسبة الأخرى يُمثل حافزاً قوياً لمجلس الأخلاقيات لتعزيز رؤيتنا وطموحاتنا. نحن ممتنون لمعهد المحاسبين القانونيين ICAEW على هذه الفرصة، وللشركاء الرئيسيين في دولة الإمارات على اهتمامهم الصادق بمعايير الأخلاقيات، ونتطلع إلى استكشاف المزيد من فرص التعاون التي تعود بالنفع على الشركات والمستثمرين على حد سواء، مع الحفاظ على المصلحة العامة.”

وسلط المشاركون في الندوة الضوء على عدة مجالات رئيسية للعمل، بما في ذلك الحاجة إلى بناء القدرات لتزويد ممارسي ضمان الاستدامة بالخبرة اللازمة، وتطوير حلول تكنولوجية لتعزيز كفاءة ودقة عمليات تدقيق تقارير المسؤولية البيئية والاجتماعية والحوكمة، وتطبيق الضمانات الأخلاقية وحماية المُبلغين عن المخالفات في سبيل دعم ثقة الجمهور العام في تقارير الاستدامة للشركات.

وقد أطلق المجلس الدولي لمعايير التدقيق والضمان والمجلس الدولي لمعايير الأخلاقيات للمحاسبين بالفعل موارد تطبيقية عملية لدعم الشركات، بما في ذلك الأسئلة الشائعة، ونشرات الحقائق، والندوات الإلكترونية، والأدلة التوجيهية، ومن المتوقع إطلاق المزيد منها خلال عام 2025 لدعم الهيئات التنظيمية التي تتبنى المعايير.

ومع استمرار دولة الإمارات العربية المتحدة في تعزيز بيئتها التنظيمية لتقارير الشركات، تُمثل هذه المناقشات خطوة مهمة في ضمان التوافق مع أفضل ممارسات الاستدامة العالمية وتوقعات المستثمرين.