مال وأعمال

معرض الشرق الأوسط للطاقة يركز في يومه الثاني على التأثير التحويلي للذكاء الاصطناعي وتقنيات البطاريات المتطورة

  • مدير أول إدارة الطلب على الطاقة في المجلس الأعلى للطاقة بدبي يؤكد أنّ وضع استراتيجيات استباقية والمراجعة المستمرة لممارسات الاستدامة أمران أساسيان لضمان استمرارية التقدم

  • نائب رئيس قطاع استراتيجية الصناعة والابتكار لدى أوراكل يشير إلى الدور المحوري للذكاء الاصطناعي في عمليات المرافق والتفاعل مع العملاء وإدارة الشبكات وتعزيز السلامة

دبي – الوحدة:

استمرّت لليوم الثاني فعاليات معرض الشرق الأوسط للطاقة المنعقد حتى يوم الغد 9 أبريل، حيث استعرض رواد قطاع الطاقة التأثير العميق الذي تُحدثه تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتخطيط بعيد المدى، وتطور بطاريات الطاقة على مستوى القطاع محلياً وإقليمياً وعالمياً.

ويأتي المعرض برعاية كريمة من وزارة الطاقة والبنية التحتية بدولة الإمارات، بمشاركة حوالي 150 من قادة وخبراء قطاع الطاقة الذين يلتقون على امتداد 16 قاعة تشمل 18 جناحاً دولياً في مركز دبي التجاري العالمي خلال الدورة التاسعة والأربعين من المنصة الأبرز من نوعها على مستوى المنطقة.

وشهد اليوم الثاني كلمة رئيسية ألقاها المهندس فيصل رشيد، مدير أول إدارة الطلب على الطاقة في المجلس الأعلى للطاقة بدبي، ضمن قمة القيادة في الطاقة في الشرق الأوسط. واستعرض خلالها مسار إمارة دبي نحو تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، مشيراً إلى إنجازات مهمة شملت أكثر من 54,000 مبنى قام بتطبيق معايير المباني الخضراء الصادر عام 2014، إلى جانب إعادة تأهيل أكثر من 15,000 مبنى وفيلا لتعزيز كفاءة الطاقة، وارتفاع عدد المركبات الكهربائية من 500 مركبة في عام 2015 إلى 72,000 مركبة حالياً.

وقال رشيد: “ندرك بأنّ العالم يتجه نحو الاستدامة، ولا نريد أن نصل إلى مرحلة متأخرة ونجد أننا لم نبدأ بأي خطوات. لذا نسعى لتقليص استهلاك الكهرباء والمياه والوقود بنسبة 30% بحلول عام 2030 و50% بحلول عام 2050، حيث نقوم بمراجعة استراتيجياتنا كل خمس سنوات لضمان التقدم المستمر”.

وفي جلسة سابقة على نفس المنصة، تحدث مايك بالارد، نائب رئيس قطاع استراتيجية الصناعة والابتكار في “أوراكل” للطاقة والمياه، عن الدور المتزايد للذكاء الاصطناعي في تحسين عمليات المرافق والتفاعل مع العملاء وإدارة الشبكات. واستعرض استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل السلامة في مواقع الإنشاءات من خلال تحليل الصور، واستخدام الطائرات بدون طيار، والتنبؤ بالمشكلات التي قد تؤدي إلى انقطاعات، مشدداً على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن ينقذ الأرواح بفضل قدرته على التنبؤ والتدخل المبكر.

وقال بالارد: “عندما تصطدم شجرة بخط طاقة، وهو سبب رئيسي للحرائق في العالم، يمكن للذكاء الاصطناعي التدخل في غضون ثوانٍ قبل حدوث الشرارة. كذلك، من خلال تحليل سلوك العملاء، نستطيع تغيير عاداتهم وتوجيههم لتوفير الطاقة وتوزيع الأحمال بشكل أفضل”.

ومن جهةٍ أخرى، شهد المؤتمر المرافق لمعرض البطاريات مشاركة متميزة من قبل كينيث هوفمان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة تراوبنباخ أسوشيتس، الذي تحدث عن التحول الذي يشهده قطاع البطاريات من مجرّد أفكارٍ مبتكرة إلى حلولٍ عملية. وشدّد على أهمية تلبية متطلبات المستهلكين بما فيها إمكانيات الشحن السريع، مستعرضاً مزايا الشحن فائق السرعة لشركة بي واي دي والتسويق الذي يجري اليوم لبطاريات صلبة الحالة.

وأفاد هوفمان: “من الممكن أن نشهد مستقبلاً تغييرات في تصميم البطاريات مرتبطاً بآلية تغليفها وليس فقط آلية عمل الخلايا الكيميائي، خصيصاً مع ظهور تقنيات متطورة مثل CTP التي لا تحتاج وحدات أو مكونات وسيطة أخرى وتسهم في تقليل الحجم والتكلفة مع الحفاظ على كفاءة التخزين.

وشدد هوفمان على أهمية تطوير سلاسل التوريد الإقليمية في الشرق الأوسط وأفريقيا، من خلال الاستثمار في تقنيات استخراج ومعالجة المواد لتقليل تكلفة الليثيوم، محذراً في الوقت ذاته من الاعتماد المفرط على إعادة التدوير في ظل الطاقات الفائضة، داعياً إلى التركيز على تقنيات التصنيع الجديدة.

ومن جانبه، قال مارك رينج، مدير معارض الطاقة في شركة إنفورما ماركتس، الجهة المنظمة للمعرض: “بلغنا اليوم الثاني من الفعالية، وها نحن نرى بوادر شراكات ومباحثات بين القطاعين العام والخاص من شأنها إعادة إرساء ملامح قطاع الطاقة، خصيصاً فيما يتعلق بدمج التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي. ونستضيف غداً منتدى قادة الأعمال في أفريقيا، والذي سيشهد مناقشات رفيعة المستوى حول تعبئة رؤوس الأموال، وتمكين المجتمعات المحلية، وتطوير آليات تمويل مبتكرة لدفع مسيرة الطاقة في أفريقيا”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى