صندوق أبوظبي للتنمية يحقق إنجازاً استثنائياً بفوزه بجائزة عبداللطيف الحمد عن تمويل مشروع تطوير مطار البحرين الدولي
أبوظبي – الوحدة:
فاز صندوق أبوظبي للتنمية بجائزة عبداللطيف يوسف الحمد التنموية عن أفضل مشروع تنموي في الوطن العربي لعام 2024 عن تمويل مشروع توسعة وتطوير مطار البحرين الدولي، وجاء تكريم الصندوق خلال الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية لعام 2025، والذي عقد في دولة الكويت.
ويجسد التعاون الاستراتيجي الذي جمع بين صندوق أبوظبي للتنمية وحكومة مملكة البحرين منذ عام 1974 نموذجاً متميزاً للعلاقات المشتركة التي تدعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أثمرت تلك الشراكة الرائدة عن تمويل تنفيذ مشاريع تنموية شملت قطاعات حيوية، كان من أبرزها مشروع توسعة وتطوير مطار البحرين الدولي الذي موّله الصندوق بقيمة إجمالية بلغت 3.7 مليار درهم ، ما يعادل ( مليار دولار أمريكي)، وذلك ضمن مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة لمملكة البحرين المقدمة عام 2013 في إطار برنامج تنمية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بقيمة 9.2 مليار درهم إماراتي، ما يعادل (2.5 مليار دولار أمريكي).
وبهذه المناسبة، قال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، “نحن نفخر بالعلاقة المثالية التي تربطنا بحكومة مملكة البحرين الشقيقة، والتي امتدت لأكثر من خمسين عاماً من النماء والازدهار. هذه الشراكة التاريخية أسفرت عن تحقيق إنجازات استثنائية شملت مختلف القطاعات الاقتصادية، وأسهمت بشكل جوهري في تحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز مسيرة التقدم بما ينسجم مع رؤية البحرين الاقتصادية 2030.”
وأضاف سعادته: “يؤكد فوزنا بمشروع توسعة وتطوير مطار البحرين الدولي الذي موّله الصندوق كأفضل مشروع تنموي في الوطن العربي على قوة الترابط الأخوي الإماراتي البحريني، ويعكس حرص الجانبين على تحقيق أهداف التنمية المستدامة، مشيراً إلى أننا سنواصل يداً بيد، رسم مستقبل مشرق من الإنجازات الفريدة التي تسهم في بناء أسس متينة تدعم تحقيق أهدافنا المشتركة والتي تقودها رؤية استراتيجية طموحة تعزز من أواصر التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.”
وشكر سعادته: “جميع القائمين على جائزة عبداللطيف يوسف الحمد التنموية على جهودهم الكبيرة، ودورهم الريادي في تسليط الضوء على أبرز المشاريع الناجحة ذات الأثر الإنمائي المستدام، والتي ساهمت بشكل جوهري في مواجهة التحديات التنموية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي، لتكون مثالاً ملهماً للإبداع والابتكار، وتعميم الخبرة المكتسبة في المشاريع التنموية الرائدة على الجهات المعنية في مجال التنمية.”
من جانبه، صرح السيد بدر السعد، المدير العام ورئيس مجلس إدارة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي أن جائزة عبد اللطيف الحمد المقدمة من الصندوق العربي تهدف إلى إبراز أهمية العمل التنموي العربي وتشجيع الاستثمار العربي والدولي في المشاريع التنموية سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية، خاصة الممولة جزئياً أو كلياً من مؤسسات مجموعة التنسيق العربية. لذلك نسعد اليوم باختيار مشروع تطوير وتوسعة مطار البحرين الدولي بمملكة البحرين الممول من صندوق أبوظبي للتنمية لما له من أثر تنموي ضخم على الاقتصاد البحريني. فقد ساهم المشروع في دعم الموقع الاستراتيجي للبحرين في مجال النقل الجوي الدولي، وزيادة عدد المسافرين وشركات الطيران التي تستخدم خدمات المطار، الأمر الذي ساعد الشركة المشغلة للمطار على تحصيل 250 مليون دولار خلال عام 2024.
من جهته، أعرب السيد محمد يوسف البنفلاح، الرئيس التنفيذي لشركة مطار البحرين عن فخره واعتزازه بحصول مشروع توسعة وتطوير مطار البحرين على جائزة عبد اللطيف الحمد من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وقال: “إن هذه الجائزة تمثل تتويجاً للرؤية الاستراتيجية لمملكة البحرين في تطوير البنى التحتية الحيوية، والتي تحققت بفضل التخطيط المحكم والتنفيذ المتميز من قبل الكوادر البحرينية، والشراكة الفاعلة بين المؤسسات الوطنية والإقليمية والداعمة مثل صندوق أبوظبي للتنمية، الذي كان له دورًا محوريًا في تسريع إنجاز هذا المشروع التنموي الوطني وتحوّله من رؤية إلى واقع نفخر به.”
وأضاف البنفلاح: “هذا النموذج الناجح للتعاون العربي المشترك يثبت أن التكامل بين الإرادة والقدرات الوطنية والدعم الإقليمي هو أحد السبل الناجعة لتسريع وتيرة تحقيق التنمية المستدامة.”
وأكد أن هذا التكريم لا يقتصر على الاحتفاء بإنجازٍ عمراني متقدّم، بل يُجسد نجاحًا وطنيًا شاملاً يقوم على رؤية مستقبلية واضحة وضعت تطوير البنى التحتية في صلب أولوياتها التنموية وجهود جماعية مخلصة، ويمثل حافزًا للاستمرار في المساهمة في تطوير البنية التحتية وتقديم أفضل الخدمات في قطاع الطيران بما يرسخ صورة البحرين التنافسية على المستوى الإقليمي والدولي.”
المطار أيقونة عالمية في قطاع الطيران
يمثل مطار البحرين الدولي الذي مول صندوق أبوظبي للتنمية في عام 2014 أيقونة حضارية ورمزًا للإبداع والتقدم في قطاع الطيران، ويبرز كعلامة فارقة يجمع بين السمات الفريدة لإرث مملكة البحرين الثقافي وهويتها الأصيلة، إلى جانب توظيفه لمعايير الابتكار، ومواكبته التطورات العالمية بفضل بنيته التحتية الحديثة والخدمات التي يقدمها وفق أعلى مستويات التميز، حيث يعكس المطار رؤية مملكة البحرين الطموحة في تعزيز موقعها الاستراتيجي كمركز عالمي للسفر والسياحة والتجارة، ويستلهم مكانته الرائدة كميناء جوي إقليمي بارز يتسم بأعلى معايير الأمن والسلامة والرفاهية.
أثر مستدام لمستقبل مشرق للأجيال القادمة
رسّخ مطار البحرين الدولي الذي مول صندوق أبوظبي للتنمية مشروع توسعته وتطويره مكانة رائدة على خارطة قطاع الطيران، ليصبح ضمن مصاف أفضل المطارات الذكية والمتقدمة عالمياً، محققاً بذلك أثراً مستداماً شمل مختلف الجوانب منها:
الأثر الاقتصادي
يُعد مطار البحرين الدولي من المرافق الحيوية التي تساهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال دوره الفعّال في تنشيط الحركة السياحية والتجارية، وتسهيل العمليات التشغيلية للاستيراد والتصدير بما يضمن نمو الصناعات المحلية، إلى جانب مساهمته في جذب الفرص الاستثمارية الواعدة وتشجيع تنفيذ المشاريع الاستراتيجية التي تحفز الأنشطة الاقتصادية المتنوعة في مملكة البحرين.
حققت شركة مطار البحرين نموًا ملحوظًا في إيراداتها خلال السنوات الأخيرة، مع توقعات بمواصلة هذا النمو في السنوات القادمة، مما يسهم بشكل كبير في دعم وتعزيز الإيرادات غير النفطية للمملكة والتي بلغت نسبة مساهمتها في الناتج المحلي الإجمالي 86.4 % خلال الربع الثالث من العام 2024.
الأثر الاجتماعي
ويتمثل في عدة جوانب إيجابية تساهم في تحسين جودة الحياة، من خلال تعزيز التبادل الثقافي والتواصل العالمي، حيث يُعتبر المطار نقطة وصل بين البحرين والعالم الخارجي، ويساهم في تعزيز الانفتاح والتنوع الاجتماعي بين مختلف الشعوب، كما يساهم المطار في توفير فرص عمل إضافية للشباب البحريني، وتدريبهم وتطوير مهاراتهم في مختلف المجالات المرتبطة بخدمات الطيران، إلى جانب تحسين جودة الحياة عبر تسهيل التنقل والسفر وفق أعلى معايير الأمن والسلامة والرفاهية.
ولدعم تنمية مهارات الكوادر الوطنية في مملكة البحرين، أطلقت شركة مطار البحرين برنامج “تحليق” لتقديم التدريب العملي للخريجين الجدد، حيث أسهم في تخريج ما يقارب من 100 شابًا وشابة ليكونوا قادة المستقبل في قطاع الطيران وأسهم في توفير مئات من فرص العمل.
الأثر البيئي
حرص مطار البحرين الدولي على تعزيز الاستدامة البيئية من خلال تحقيق التوازن بين تطوير البنية التحتية ومراعاة الجوانب التي تسهم في الاستدامة البيئية، حيث نال الشهادة الذهبيّة للريادة في مجال التصميم المُراعي للبيئة والطاقة (LEED) كأكبر منشأة خضراء في مملكة البحرين، والتي تمثل أيقونة عالميّة للإنجاز في مجال الاستدامة،كما حصل مطار البحرين الدولي على شهادة الانتقال إلى المستوى الرابع “التحول” وفق برنامج اعتماد خفض الانبعاثات الكربونية التابع للمجلس الدولي للمطارات، وتم اتخاذ خطوات حاسمة نحو الحد من تأثيرات التغير المناخي الناتجة عن العمليات التشغيلية للطيران، ومن أبرز استراتيجياته تقليص استهلاك الطاقة وتحسين كفاءتها في مختلف مرافق المطار من خلال أنظمة تبريد فعّالة تسهم في توفير 23% من الطاقة، بالإضافة إلى استخدام تقنيات البناء المستدام، وتعزيز مبادرات إعادة التدوير، وتفعيل أنظمة التناضح العكسي لاستعادة 30% من الطاقة، مما يساهم بشكل أكبر في تقليص بصمة الكربون، وتنفيذ برامج متنوعة تسهم في الحد من خفض الانبعاثات الكربونية.
تطبيق معايير الابتكار
يولي مطار البحرين الدولي أهمية كبيرة لتطوير بنية تحتية حديثة ومرنة تواكب أحدث التطورات في مجال التكنولوجيا، مما يعزز كفاءة العمليات التشغيلية ويسهم في تحسين تجربة المسافرين. ويعد المطار من بين الأكثر تطورًا في المنطقة، حيث يعتمد على التقنيات البيومترية المتقدمة للتحقق من الهوية، وأنظمة الأمن الذكية لضمان أعلى مستويات السلامة.
وفي إطار هذا التطور، تم تركيب 27 نظامًا متكاملًا لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومدّ 1,125 كيلومترًا من كابلات الألياف البصرية، إلى جانب نشر 4,600 كاميرا مراقبة، و440 شاشة لعرض معلومات الرحلات. كما يعد المطار الأول في المنطقة الذي يوفر شبكة اتصالات لاسلكية مخصصة للعمليات التشغيلية، تتيح لموظفي المطار التواصل عبر أجهزة اتصال متطورة توفر صوتًا واضحًا واتصالًا فوريًا في مختلف أنحاء المطار، مما يعزز سرعة الاستجابة والتنسيق بين الفرق التشغيلية والأمنية.
وتواصل شركة مطار البحرين الاستثمار في أحدث حلول تقنية المعلومات والاتصالات، بما في ذلك أنظمة الاتصالات السحابية المتقدمة ومنصات تحليل البيانات الضخمة، بهدف تحسين العمليات التشغيلية وتعزيز كفاءة الخدمات المقدمة للمسافرين
قيادة مسيرة التنمية
يقود صندوق أبوظبي للتنمية مسيرة الاستدامة العالمية حيث موّل 33 مشروعاً تنموياً في مملكة البحرين بقيمة تصل إلى 23 مليار درهم، خُصصت لتنفيذ مشاريع استراتيجية ضمن قطاعات حيوية كالإسكان، الطاقة، النقل والمواصلات، الصحة، والمياه. ويعزز الصندوق من مسيرته الرائدة في دعم الجهود التنموية على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، لصناعة مستقبل أكثر استدامة للأجيال القادمة.