مال وأعمال

اختتام “الأسبوع الجيومكاني” في دبي بعد 5 أيام من التعاون العلمي والابتكار العالمي

أكثر من 1,400 مشارك، و65 جلسة علمية، وشراكات نوعية تُتوِّج نسخة ناجحة استضافها مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد

دبي – الوحدة:

اختُتم اليوم حدث الأسبوع الجيومكاني 2025، الذي استضافه مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد، وذلك خلال حفل رسمي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي، بعد خمسة أيام حافلة بالجلسات العلمية المتخصصة، والنقاشات الريادية، وعقد الشراكات الدولية.

وجاء الحدث هذا العام تحت شعار: “المسح التصويري والاستشعار عن بُعد من أجل غدٍ أفضل”، واستقطب أكثر من 1,400 مشارك من مختلف دول العالم، من بينهم نخبة من الباحثين والأكاديميين والخبراء وصنّاع القرار. وتميز البرنامج العلمي والتقني بانعقاده في إطار 65 جلسة، وطرح 450 ورقة علمية، إلى جانب معرض موسّع بلغت مساحته 2,318 مترًا مربعًا عُرضت فيه أحدث التقنيات والابتكارات في مجال العلوم الجيومكانية.

وفي هذه المناسبة، صرّح سعادة سالم حميد المري، مدير عام مركز محمد بن راشد للفضاء، قائلًا: “جاء حدث الأسبوع الجيومكاني 2025 ليؤكد من جديد مكانة دولة الإمارات كلاعب محوري ومحفّز للتعاون الدولي في مجالات علوم الفضاء والتقنيات الجيومكانية. واستضافة هذا الحدث العالمي في دبي تعكس رؤيتنا في أن نكون جزءًا من تشكيل حلول الغد، بالاعتماد على البيانات، والتكنولوجيا، والتكامل بين القطاعات. نحن نؤمن بأن الذكاء الجيومكاني هو أحد المفاتيح الرئيسية للتعامل مع التحديات العالمية المعقدة، من المدن الذكية إلى الاستدامة البيئية. وبهذه المناسبة، أتوجه بجزيل الشكر إلى الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد، وشركائنا الدوليين، والرعاة، والمشاركين، والفرق التنظيمية، الذين ساهموا في إنجاح هذا الحدث. لقد أرسينا معًا أفكار وشراكات سترسم ملامح مستقبل علوم الفضاء التطبيقية.”

من جانبها، قالت لينا هالونوفا، رئيسة الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد: “لقد شكّل حدث الأسبوع الجيومكاني 2025، الذي أُقيم في دبي، مثالًا متميزًا على التعاون العالمي، ونحن ممتنون لمركز محمد بن راشد للفضاء على استضافته لهذه النسخة الاستثنائية. تُعد الفعاليات من هذا النوع ضرورية لتعزيز أسس البحث والابتكار في مجال العلوم الجيومكانية، بما يسهم في التصدي للتحديات الملحّة التي يواجهها عالمنا اليوم، والمضي قدمًا نحو مستقبل أكثر استدامة. كما أود أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع الرعاة والشركاء والحضور الذين شكلت مساهماتهم القيمة في نجاح هذا الحدث بكل المقاييس.”

رؤى مبتكرة تسلط الضوء على التعاون الدولي في العلوم الجيومكانية

شهد “حدث الأسبوع الجيومكاني 2025” سلسلة من الكلمات الرئيسية التي ألقاها نخبة من الخبراء العالميين في هذا المجال، حيث قدموا رؤى جديدة حول مستقبل العلوم الجيومكانية، وتناولت الموضوعات المطروحة استخدام الأقمار الاصطناعية الرادارية لرصد الفيضانات في المناطق الجافة، وتصاعد أنظمة رسم الخرائط المتنقلة الذاتية، وإصلاح التعليم الجيومكاني، بالإضافة إلى تقنيات رصد الأرض من خلال أقمار “كيوب سات”. كما استعرض المتحدثون قوة الذكاء الزماني-المكاني في دعم التقدم نحو أهداف التنمية المستدامة. وشهد اليوم الافتتاحي الإعلان عن الفائزين بجوائز أفضل الأوراق العلمية المنشورة في مجلات الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد، إلى جانب توزيع مِنح لحضور المؤتمر من العلماء الشباب، تقديرًا للمواهب الصاعدة في هذا القطاع.

جلسات عامة شهدت حوارات حول الاستدامة والفضاء والمدن الذكية

تضمن الحدث سلسلة من الجلسات العامة التي أدارها خبراء دوليون، أبرزها جلسة بعنوان “من الأرض إلى المريخ وما بعده: عرض المشاريع المتقدمة لمركز محمد بن راشد للفضاء وتطبيقاتها”، حيث ناقش خبراء المركز الترابط الوثيق بين المهمات الفضائية ورصد الأرض. كما ركزت جلسة “التخطيط للمستقبل: دور المسح التصويري، والاستشعار عن بعد في مجال الحلول المناخية، وإدارة الكوارث”، على أهمية هذه التقنيات في مواجهة التحديات البيئية. أما جلسة “التطور العمراني: الاستفادة من التوأمة الرقمية والاستشعار عن بعد لبناء مدن المستقبل الذكية”، فقد سلطت الضوء على دور التوائم الرقمية في تطوير المدن من خلال تحليلات آنية وتكامل رقمي. وفي اليوم الختامي، تناولت جلسة “آفاق الذكاء الاصطناعي: كيف سيطور التعلم الآلي مجال رصد الأرض؟” الإمكانات التحولية لهذه التكنولوجيا في تحسين فهم وإدارة الأنظمة البيئية المعقدة.

ابتكارات معروضة

شهد المعرض المصاحب للحدث على مدار خمسة أيام مشاركة جهات محلية وإقليمية ودولية عرضت أحدث الابتكارات في مجالات تقنيات الأقمار الاصطناعية، وتحليل البيانات، وأنظمة رسم الخرائط الذاتية. ووفّر المعرض منصة حيوية للتواصل وبناء الشراكات بين الجهات الحكومية والخاصة.

اتفاقيات تعاون ترسّخ الشراكات الإقليمية والعالمية

كان التعاون الإستراتيجي أحد أبرز محاور “حدث الأسبوع الجيومكاني 2025″، حيث شهد الحدث توقيع مذكرتي تفاهم بارزتين. فقد وقّع مركز محمد بن راشد للفضاء مذكرة تفاهم مع المركز الاتحادي للمعلومات الجغرافية، مثّله سعادة حامد خميس الكعبي، لتعزيز التعاون في مجالات الحوكمة الجيومكانية والتدريب والبنية التحتية للبيانات الوطنية. كما أبرم المركز اتفاقية مع شركة “إس آي أناليتكس”، التابعة لشركة “ساتريك انيشيتيف”، لتطوير منصة تحليل بيانات فضائية متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، لتوفير رؤى تخدم القطاعات الحكومية والتجارية والبحثية. وتؤكد هذه الاتفاقيات على الدور المتنامي لدولة الإمارات في دعم الابتكار الجيومكاني المؤثر على المستويين الإقليمي والعالمي.

الطلاب والمهنيين الشباب يجسدون الابتكار والمواهب الصاعدة
أضفى “برنامج الطلاب والمهنيين الشباب” طابعًا حيويًا على الحدث، حيث نُظّمت أنشطته في كل من مركز دبي التجاري العالمي وأكاديمية الشارقة لعلوم الفضاء والفلك. وبالتعاون مع اتحاد طلبة الجمعية العالمية للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد، تضمن البرنامج ورش عمل حول تطوير أقمار “كيوب سات”، وتطبيقات التعلم الآلي، ودراسات حالة جيومكانية مقدمة من جامعات الدولة. كما أُتيحت للطلبة فرصة عرض مشاريعهم البحثية، واختتم البرنامج بحفل عشاء وجلسة رصد للنجوم، ساهمت في تعزيز الحوار والتوجيه وبناء مجتمع مهني ناشئ في هذا القطاع.

بحوث وعروض علمية تستكشف آفاق العلوم الجيومكانية
استضاف الحدث على مدار أيامه الخمسة ما يقارب 450 عرضاً شفهياً وملصقاً علمياً، تناولت موضوعات متقدمة مثل تحليل المشاهد الدلالي، أنظمة المركبات الذكية غير المأهولة، إعادة البناء ثلاثي الأبعاد، والزراعة الذكية، وإدارة مخاطر الكوارث المعتمدة على الذكاء الاصطناعي. وأسهمت هذه الجلسات في تعزيز الحوار الأكاديمي وتبادل المعرفة على أعلى المستويات، مؤكدة الدور المحوري للمسح التصويري والاستشعار عن بُعد في بناء مستقبل مرن ومستدام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى