مال وأعمال

“استثمر في الشارقة” ينظم “ملتقى أعمال الشارقة – المكسيك” لتعزيز التعاون في دعم الابتكار والنمو في القطاعات غير النفطية

● مناقشة آفاق تطوير الشراكات في قطاعات رئيسية مثل التمويل والبناء والعقارات والطاقة والزراعة

● سفير المكسيك : إمارة الشارقة لعبت دوراً محورياً في تعزيز العلاقات بين الإمارات والمكسيك

● محمد المشرخ: طموحات الشارقة والمكسيك متقاربة رغم المسافات ونؤمن جميعاً بقدرة التعاون على إحداث تأثير مستدام

الشارقة – الوحدة:

تزامناً مع الذكرى السنوية الـ50 لانطلاقة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمكسيك، نظّم مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر (استثمر في الشارقة) “ملتقى أعمال الشارقة – المكسيك” في “بيت الحكمة” بالشارقة، بهدف تعزيز العلاقات الاقتصادية بين الجانبين، وبحث فرص التعاون في القطاعات غير النفطية، وخاصةً العقارات والتصنيع الثقيل وتحفيز الابتكار ونمو الشركات الناشئة، إلى جانب استكشاف الآفاق الاستثمارية والتجارية الواسعة التي تقدّمها الشارقة للشركات المكسيكية وأسواق أمريكا الجنوبية ومنطقة الكاريبي.

وحضر ملتقى الأعمال كل من سعادة لويس ألفونسو دي ألبا، سفير المكسيك لدى دولة الإمارات، وسعادة محمد جمعة المشرخ، المدير التنفيذي لـ”استثمر في الشارقة”، ورافائيل فيلالونا، رئيس مجلس الأعمال المكسيكي، ونخبة من كبار المستثمرين، حيث أكد المشاركون أهمية التعاون الدولي لدعم الابتكار وبناء اقتصادات تجمع بين الحداثة والنمو والاستدامة.

كما تضمنت فعاليات الملتقى جلسة نقاشية بعنوان “لأنها الشارقة… فرص بلا حدود”، بمشاركة عيسى عطايا، الرئيس التنفيذي لمجموعة ألِف، ومروان العجلة، مدير إدارة ترويج ودعم الاستثمار في مكتب الشارقة للاستثمار الأجنبي المباشر، وخليفة الحوسني، نائب رئيس أول، المشاريع الصغيرة والمتوسطة في مصرف الإمارات للتنمية، وسيرجيو دي لا فيغا، المدير التنفيذي لشركة “سوبر كوول”، وتيرسو فيدالجو أرياس، الرئيس التنفيذي لشركة “ميتاترون”، و شو لاش، شيف ومالكة مطعم ليلا تاكيريا.

إنجازات دبلوماسية وطموحات اقتصادية

وفي كلمته الرئيسية خلال الملتقى، أكد سعادة لويس ألفونسو دي ألبا، أن إمارة الشارقة لعبت دوراً محورياً في تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمكسيك وبشكل خاص في قطاعي الثقافة والاقتصاد مشيراً إلى مشاركة الشارقة ضيف شرف معرض جوادالاهارا للكتاب 2022، وتنامي التبادل التجاري بين البلدين خاصةً في قطاعات العقارات والتصنيع والتكنولوجيا الزراعية.

وقال: “تسعى المكسيك نحو توسيع علاقاتها التجارية مع مختلف بلدان العالم، وعلى الرغم من وجود شركات مكسيكية تعمل حالياً في الشارقة إلا أن هناك الكثير من الفرص الواعدة التي تبشر بالمزيد من التعاون والتبادل الاستثماري مستقبلاً”.

نمو تجاري وتعاون استراتيجي

من جهته، أعرب سعادة محمد جمعة المشرخ عن تفاؤله بمخرجات الملتقى، مستذكراً زيارته لمنطقة أمريكا الوسطى، قائلاً: “تشرفت بالمشاركة في الوفد الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى المكسيك خلال الفترة 2018-2019، برئاسة وزارة الاقتصاد، والتي هدفت إلى تعزيز العلاقات الثنائية واستكشاف آفاق التعاون الاقتصادي”.

وأكد المشرخ جاذبية الشارقة المتنامية للشركات المكسيكية، مشيراً إلى أن الإمارة تستضيف أكثر من 45 شركة مكسيكية، وبلغ حجم وارداتها من المكسيك 7 ملايين درهم، في 2024. وقال: “طموحات الشارقة والمكسيك متقاربة رغم المسافات، ونحن نؤمن جميعاً بأهمية الابتكار وريادة الأعمال، وبقدرة التعاون المشترك على إحداث تأثير مستدام”.

فرص متنوعة ورؤية إقليمية

بدوره، استهل السيد رافائيل فيلالونا، رئيس مجلس الأعمال المكسيكي، كلمته بالإشارة إلى أن المجلس سيحتفل خلال الأسابيع المقبلة بالذكرى السنوية الأولى لتأسيسه، مشيراً إلى نمو قطاع الأعمال المكسيكي في دولة الإمارات. وأوضح فيلالونا أن حجم التجارة الثنائية بين الإمارات والمكسيك تضاعف خلال السنوات الأربع الماضية ليصل إلى 2.5 مليار دولار في 2023، كما ارتفعت إيرادات شركة “سيمكس” المكسيكية في الإمارات من 70.1 مليون دولار إلى أكثر من 180 مليون دولار، مع توفير أكثر من 700 فرصة عمل.
وشدد فيلالونا على وجود إمكانات كبيرة غير مستغلة، داعياً إلى التركيز على قطاعات البناء وصناعة السيارات والزراعة باعتبارها مجالات ذات أولوية. كما أشار إلى تميز المكسيك في قطاع صناعة السيارات، حيث تحتل المركز الرابع عالمياً في إنتاج قطع غيار السيارات، إلى جانب ريادتها في القطاع الزراعي.

الشارقة بوابة للنمو

وخلال جلسة “لأنها الشارقة؟ فرص بلا حدود” أضاء عيسى عطايا، على ازدهار قطاع العقارات في الشارقة، مشيراً إلى ارتفاع سنوي في المعاملات بنسبة 31.9%، حيث سجلت المعاملات 13.2 مليار درهم، ما يعادل 3.6 مليار دولار، خلال الربع الأول من عام 2025، وربط عطايا هذا النمو بالاصطلاحات التنظيمية -لا سيما السماح للأجانب بالتملك الكامل في مناطق مخصصة- التي أسهمت في رفع عدد المستثمرين الأجانب بنسبة 25.3%، ليصل إلى 3725 مستثمراً، كما شدد على مزايا الكفاءة وانخفاض التكاليف وأسعار العقارات في الشارقة، مسلطاً الضوء على عدد من مشاريع مجموعة ألِف، ومنها “حيّان” و”الممشى” كنماذج واعدة للمستثمرين الدوليين.

من جانبه، استعرض خليفة الحوسني، نائب الرئيس الأول للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في بنك الإمارات للتنمية، الحلول المالية التي تدعم نمو الشركات، بما في ذلك برامج القروض المتخصصة، وضمانات الائتمان المقدمة للشركات الصغيرة والمتوسطة، مؤكداً أن منظومة هذه الشركات في الشارقة تشكل منصة مثلى لانطلاق المشاريع القابلة للنمو والتوسع، وأشار إلى التزام المصرف بدعم الابتكار في قطاعات حيوية مثل التصنيع والطاقة المتجددة.

بدوره، تحدث مروان العجلة، مدير إدارة ترويج ودعم الاستثمار في مكتب “استثمر في الشارقة”، حول المزايا الاستراتيجية التي تتمتع بها الإمارة، مشيراً إلى ارتباطها القوي بالأسواق العالمية، وتنوع قطاعاتها الاقتصادية، وسياساتها الداعمة للأعمال.

وأكد العجلة على الدعم الذي تقدمه الشارقة للمستثمرين والشركات منذ مرحلة التأسيس وحتى التوسع، لافتاً إلى الابتكارات الحديثة، ومنها إطلاق رخصة تجارية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي يمكن إصدارها خلال 5 دقائق. كما أشار إلى أهمية المراكز الصناعية واللوجستية في الإمارة، مثل المنطقة الحرة بالحمرية ومجمع الشارقة للبحوث والتكنولوجيا والابتكار، بوصفها منصات فاعلة لتعزيز التعاون الدولي.

فرص لا محدودة في الزراعة والطاقة واللوجستيات

كما تضمنت الجلسة النقاشية استعراض الرؤى المكسيكية، ومشاركة رواد الأعمال المكسيكيين تجاربهم واستراتيجياتهم في الأسواق الإماراتية، حيث تناول سيرجيو دي لا فيغا، الرئيس التنفيذي لشركة سوبركول، دور حلول التبريد الذكية والمستدامة التي تقدمها شركته في تعزيز المساعي نحو تحقيق صافي الانبعاث الكربوني الصفري، مؤكداً أن الأهداف المناخية لدولة الإمارات تفتح المجال للشركات نحو المزيد من الابتكارات وبشكل خاص في مجال تكنولوجيا الاستدامة.

وأكد تيرسو فيدالغو أرياس، الرئيس التنفيذي لشركة ميتاترون، الأهمية الاستراتيجية لإمارة الشارقة في المنطقة، مشيراً إلى أنها تعد مركزاً لوجستياً مميزاً لعمليات الشركة. كما أوضح أن الشحن من المكسيك إلى الصين يستغرق عادة من ثلاثة إلى أربعة أشهر، بينما يتيح لهم العمل من الإمارات العربية المتحدة تقليص مدة الشحن إلى أسبوعين فقط.

من جانبها، أكدت السيدة شو لاش، الشيف والمؤسس المشارك لمطعم ليلا تاكيريا، أهمية فن الطهي المكسيكي في دعم الشراكات، خاصة في قطاع الزراعة. وأشارت إلى أن فريقها يحصل بالفعل على المنتجات من المزارع العضوية في دولة الإمارات، مما يعكس إمكانية التعاون وقدرة المطبخ المكسيكي على التكيف مع البيئة المحلية.

وفي ختام ملتقى الأعمال، أعرب المشاركون عن ثقتهم في خارطة الطريق المقبلة، فمن خلال الاستفادة من التعاون في قطاعات متنوعة وتعزيز الحوار مع شركات القطاع الخاص، يسعى البلدان إلى كتابة فصل جديد في تاريخ التعاون الدولي، يتميز بالابتكار والمرونة والازدهار.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى