مال وأعمال

مطار دبي الدولي يسجل انطلاقة قوية للعام مع استقبال 23.4 مليون مسافر خلال الربع الأول

ثقافة “الضيف أولاً” والعمل بروح الفريق يشكلان جوهر نجاحه

دبي – الوحدة:

استقبل مطار دبي الدولي 23.4 مليون مسافر خلال الربع الأول من عام 2025، محافظاً على زخمه القوي ومعززاً مكانته بوصفه المطار الدولي الأكثر ازدحاماً في العالم، ما يعكس جاذبية دبي المتنامية كوجهة عالمية، والدور المحوري الذي يلعبه المطار كبوابة مفضلة لملايين المسافرين حول العالم.

وارتفعت حركة المسافرين بنسبة 1.5% مقارنةً بالفترة نفسها من عام 2024، على الرغم من أن الربع الأول من العام الماضي كان قد سجل رقماً قياسياً، حيث شهد شهر يناير الماضي وحده أعلى حركة شهرية في تاريخ المطار، مع استقبال 8.5 مليون مسافر، وهو إنجاز لم يكن ليتحقق لولا البنية التحتية المتقدمة والتنسيق الكبير بين آلاف الأفراد العاملين خلف الكواليس.

وحافظت الهند على صدارتها كأكبر وجهة من حيث عدد المسافرين من وإلى مطار دبي الدولي بنحو 3 ملايين مسافر، تلتها السعودية (1.9 مليون)، والمملكة المتحدة (1.5 مليون)، وباكستان (مليون)، والولايات المتحدة (804 آلاف)، وألمانيا (738 ألفاً). وتصدرت لندن على صعيد المدن القائمة بـ 935 ألف مسافر، تلتها الرياض (759 ألفاً)، وجدة (627 ألفاً)، ومومباي (615 ألفاً)، ونيودلهي (564 ألفاً). كما شهد السفر لأغراض الترفيه ارتفاعاً ملحوظاً خلال الربع الأول، مدفوعاً بذروة موسمية في مطلع العام، وعطلة عيد الفطر، والعطلة الربيعية، حيث سجّلت بعض الوجهات السياحية ارتفاعاً كبيراً في أعداد المسافرين، مع زيادات مضاعفة في حركة المسافرين إلى وجهات مثل جمهورية التشيك (+30.6%)، وفيتنام (+28.6%)، وإسبانيا (+20.2%).

وسجلت حركة الشحن انخفاضاً طفيفاً بنسبة 3.6% خلال الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، حيث تعامل مطار دبي الدولي مع نحو 517,000 طناً من البضائع.

ورغم أن الأرقام تعكس جانباً مهماً من الأداء التشغيلي للمطار، يظل العامل البشري هو المحرك الرئيسي الذي يقف خلف تميز مطار دبي الدولي. فقد شكّل التزام مجتمع “oneDXB” الذي يعمل على مبدأ “الضيف أولاً”، والذي يضم موظفي مطارات دبي وشركاءها من الجهات الحكومية وشركات الطيران والمشغلين التجاريين، عاملاً رئيساً في ترجمة التميز التشغيلي إلى تجارب ضيافة استثنائية. تعكس معايير الجودة والريادة التي تتبناها مطارات دبي.

ومن بين تلك التجارب، المثال الذي قدمه مكتب المفقودات في مطار دبي الدولي بالتعاون مع شرطة دبي، حيث تمكن من استعادة حقيبة تحتوي على 102 ألف درهم نقداً، إلى جانب جوازات سفر ووثائق شخصية مهمة، وإعادتها خلال 30 دقيقة فقط من الإبلاغ عن فقدانها، ليمنح بذلك راحة بال لشقيقين كانا في طريقهما للعودة إلى بلدهما بعد تلقيهما نبأ وفاة أحد أفراد أسرتهما. كما تجسدت هذه الروح الإنسانية في موقف عبدالله البلوشي الموظف في الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب، الذي أوقف ضيفة ليس لإجراء تفتيش، بل لإتاحة المزيد من الوقت لابنها لتوديعها، وهي لفتة أشاد بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، عبر منصاته الرسمية حيث قال: “تحية لمن يرسم ابتسامة أو يمنح فرحة في قلب مسافر.. هذه هي دبي التي نريدها”.

من جهته قال بول غريفيث، الرئيس التنفيذي لمطارات دبي: “ما حققناه من أداء في الربع الأول من العام ليس مجرد أرقام، بل شهادة حية على تفاني وكفاءة فريق عملنا. إن تسجيل أعلى حركة مسافرين شهرية في تاريخ المطار، مع الحفاظ على مستويات خدمة استثنائية سواء على صعيد مناولة الأمتعة وانسيابية حركة الضيوف، يُعد إنجازاً نوعياً يتطلب دقة ومرونة وجهوداً متكاملة من جميع الفرق المعنية”.

وأضاف غريفيث: “يكمن سر نجاحنا في مطارات دبي في العمل الجماعي والروح الموحدة لمجتمع oneDXB، حيث يؤدي كل فرد دوراً حيوياً ضمن منظومة متكاملة. هذه الثقافة الراسخة من التعاون والتنسيق المستمر تُعد من الركائز الأساسية التي تسهم في تعزيز الأداء، وتلبية احتياجات ضيوفنا المتزايدة باستمرار.”

وسجل المطار 111,000 حركة طيران خلال الربع الأول، بزيادة نسبتها 1.9% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبمتوسط 215 مسافراً في كل رحلة. وعلى الرغم من النمو المتواصل في أعداد المسافرين، حافظ المطار على مستويات عالية من الكفاءة التشغيلية، حيث تم التعامل مع أكثر من 21 مليون حقيبة خلال الفترة ذاتها، وبلغ معدل الأمتعة المفقودة أقل من 1.95 حقيبة لكل 1,000 مسافر، بنسبة نجاح بلغت 99.8%.

وساهمت تقنيات المراقبة الفورية وأنظمة الجوازات المعززة بتقنيات التعرف البيومتري في الحفاظ على أوقات انتظار منخفضة لنحو 95% من المسافرين في نقاط التفتيش الرئيسية. كما تم تعزيز خدمات الوصول، بما يشمل خدمات مخصصة لأصحاب الهمم والضيوف من ذوي التحديات غير المرئية، بما يعكس التزام مطار دبي الدولي بتوفير تجربة سفر شاملة تتمحور حول الضيف.

يرتكز هذا الثبات في الأداء إلى ثقافة مؤسسية راسخة، حيث حازت مطارات دبي خلال الربع الأول على جائزة “مكان العمل الاستثنائي” من مؤسسة غالوب تقديراً لاستثماراتها المستمرة في الحفاظ على رفاهية الموظفين، وتعزيز تفاعلهم وتنمية قدراتهم القيادية. ويؤكد هذا الالتزام بالعنصر البشري، موظفين وضيوفاً، الدور المحوري لبيئة العمل الإيجابية في تحقيق نتائج ملموسة.

وفي شهر مارس الماضي، حافظ مطار دبي الدولي على مكانته باعتباره المطار الدولي الأكثر ازدحاماً من حيث أعداد المسافرين الدوليين للعام الحادي عشر على التوالي، وفقاً لتصنيف مجلس المطارات الدولي (ACI). ويُعد المطار اليوم نقطة وصل عالمية تربط المسافرين بـ 269 وجهة في 106 دول، عبر شبكة تضم 101 شركة طيران دولية. ومع ذلك، يبقى العنصر البشري، الذي يشرف على تسيير هذه الرحلات اليومية بكفاءة، هو جوهر ما يميز مطار دبي الدولي ويحافظ على مكانته في الصدارة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى