ألمانيا تختتم مشاركتها في سوق السفر العربي بتسليط الضوء على الاستدامة كأولوية رئيسية
المكتب الوطني الألماني للسياحة يعزز شراكاته الإقليمية ويحتفي بالسرد البيئي في السفر
دبي – الوحدة:
اختتم المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي مشاركته الناجحة في معرض سوق السفر العربي 2025، مسلطاً الضوء على التزام ألمانيا المتواصل تجاه المنطقة، ومؤكداً على الجاذبية المتزايدة لتجارب السفر الثقافية المستدامة.
وقد شارك في الجناح الألماني بمعرض سوق السفر العربي 27 جهة عارضة مشتركة، على مساحة 135 متراً مربعاً ضمن قاعة أوروبا. وخلال الأيام الأربعة للحدث، عقد ممثلو الوجهات السياحية الألمانية والفنادق والمطارات وشركات الطيران وشركاء الرعاية الصحية ومزودو خدمات السفر والتجزئة، عدداً كبيراً من الاجتماعات مع وكلاء السفر ومنظمي الجولات السياحية والإعلاميين من المنطقة، مما أسهم في تعزيز الروابط السياحية الثنائية واستكشاف فرص جديدة للتعاون.
وقد استعرضت ألمانيا، مجموعة متنوعة من عروضها السياحية من خلال حملاتها الرائدة: “أرض الثقافة الألمانية”، و”اختبر شعور التناغم”، و”احتضن الطبيعة الألمانية”، حيث سلّطت هذه المبادرات الضوء على التجارب الثقافية العالمية التي تشتهر بها ألمانيا، مناظرها الطبيعية المتنوعة، خيارات السفر المعتمدة بيئياً، وتوافقها مع تفضيلات السفر في دول مجلس التعاون الخليجي، بما في ذلك الخدمات باللغة العربية، المطاعم الحلال، المعالم السياحية العائلية، وتجارب العافية.
يُذكر أنه في عام 2024، بلغ عدد الزوّار من دول مجلس التعاون الخليجي إلى ألمانيا أكثر من 489,689 زائراً، مما يعكس زيادة سنوية ثابتة بنسبة 1.2% وارتفاعاً كبيراً بنسبة 21% مقارنة بإجمالي أعداد الزوّار في عام 2022. ويوضح هذا النمو الجاذبية المستمرة لألمانيا كوجهة مفضّلة للمسافرين من الخليج، ويسلّط الضوء على فعالية استراتيجيات التسويق والمشاركة الإقليمية المستهدفة التي يتبناها المكتب الوطني الألماني للسياحة.
وقد صرّحت يامينا صوفو، مديرة التسويق والمبيعات في المكتب الوطني الألماني للسياحة في دول مجلس التعاون الخليجي قائلةً: “يشكّل معرض سوق السفر العربي منصة أساسية للتواصل مع شركائنا في المنطقة وفهم توقعات المسافرين المتجددة من دول الخليج. نشهد في ألمانيا نمواً مستمراً في هذا السوق، ونحن ملتزمون بتقديم تجارب تجمع بين الأصالة وسهولة الوصول والمسؤولية البيئية. من العطلات الحيوية في المدن النابضة بالحياة إلى الرحلات الهادئة وسط الطبيعة، تواصل ألمانيا تلبية تطلعات العائلات الخليجية والأزواج وعشاق الاستكشاف على حد سواء.”
هذا وقد سلّطت الوفود الألمانية الضوء أيضاً على قوة شبكة الربط الجوي بين دول مجلس التعاون الخليجي وألمانيا، مع توفر رحلات مباشرة من عدة مدن خليجية إلى مدن ألمانية رئيسية مثل برلين، كولونيا، دوسلدورف، فرانكفورت، هامبورغ، هانوفر، ميونخ وشتوتغارت. وتساهم سهولة الوصول هذه، بالإضافة إلى مزايا الضيافة المُصمّمة خصيصاً، في ترسيخ مكانة ألمانيا كوجهة أوروبية مفضّلة للمسافرين الخليجيين.
من ناحية ثانية، تجلّت أبرز فعاليات مشاركة المكتب الوطني الألماني للسياحة في الإعلان عن جائزة الإعلام المستدام لعام 2024، والتي كُشف عنها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده في اليوم الافتتاحي لمعرض سوق السفر العربي. وتأتي هذه الجائزة ضمن مبادرة عالمية أطلقها المجلس الوطني الألماني للسياحة، وتهدف إلى تكريم التغطيات الصحفية المتميزة التي تسلّط الضوء على السياحة المستدامة في ألمانيا. وقد تم إطلاق الجائزة لأول مرة في دول مجلس التعاون الخليجي عام 2023، ومنذ ذلك الحين توسعت في نطاقها وتأثيرها، مما حفّز وسائل الإعلام المحلية على إبراز أهمية الوعي البيئي في قطاع السياحة.
وقد تم تقييم المشاركات هذا العام تحت إشراف مجموعة عمل الإمارات للبيئة، حيث قامت لجنة تحكيم مكوّنة من ثلاثة خبراء في مجال الاستدامة، بتقييم المشاركات على أساس الجودة الصحفية والأصالة ومدى التأثير المجتمعي الأوسع للرسائل المطروحة.
وقد علّقت حبيبة المرعشي رئيسة مجموعة عمل الإمارات للبيئة – دبي، قائلةً: “الاستدامة ليست مجرد توجه عابر، بل ضرورة حتمية وأسلوب حياة يجب أن نعتمده جميعاً، وخاصةً في أسلوب سفرنا. وتُعد مبادرات مثل جائزة الإعلام للاستدامة، ضرورية في تحفيز وسائل الإعلام على تبنّي هذه الرسالة، وإلهام المسافرين لاتخاذ قرارات واعية تسهم في حماية بيئتنا”.
أما الدكتور عماد سعد، خبير الاستدامة وتغير المناخ ورئيس لجنة التحكيم فقال: “تميزت المشاركات هذا العام بغناها بالمحتوى وعمق الطرح. وقد أسهمت كل مشاركة بشكل ملموس في إثراء النقاش العام حول السياحة المستدامة. ومن خلال السرد المشوق والرؤى المبنية على بحث دقيق، ساهم هؤلاء الصحفيون في تعزيز فهم القرّاء لأهمية ممارسات السفر المسؤولة وتأثيرها الإيجابي.”
وبناءً على نجاح الجائزة، سيواصل المكتب الوطني الألماني للسياحة، الترويج للسياحة المستدامة باعتبارها جزءاً أساسياً من جهوده التوعوية الدولية.
وأضافت يامينا صوفو قائلةً: “تعكس جائزة الإعلام للاستدامة التزامنا الطويل الأمد بإلهام السفر المسؤول ودعم السرد القصصي البيئي الهادف. من خلال تكريم التغطيات الإعلامية المتميزة، نحن نمكّن الأصوات المحلية من قيادة التغيير وتسليط الضوء على دور الخيارات المستدامة في بناء مستقبل أفضل للسفر وما بعده”.
ومع تقدم عام 2025، ستواصل ألمانيا تسليط الضوء على عروضها الفريدة من خلال العروض الموسمية، الفعاليات الثقافية، والابتكارات الرقمية مثل المساعدة الافتراضية للسفر المدعومة بالذكاء الاصطناعي “إيما”. وستساهم هذه الجهود في تخصيص تجربة السفر لجمهور دول مجلس التعاون الخليجي بشكل أكبر، مع تركيز قوي على الاستدامة والأصالة الثقافية.