العقارات تتصدر أولويات المستثمرين في الإمارات وسط تقلبات الأسواق العالمية
دبي – الوحدة:
تواصل أسهم العقارات والإنشاءات جذب اهتمام المستثمرين في الإمارات، مدعومة بأسس قوية وأداء مالي متين من قبل كبرى شركات التطوير العقاري. ووفقًا لأحدث استطلاع “نبض المستثمرين الأفراد” الصادر عن إيتورو (eToro)، يرى 52.5% من المستثمرين أن قطاع العقارات والإنشاءات هو الأكثر جاذبية خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، متقدمًا حتى على قطاع التكنولوجيا سريع النمو الذي حصل على نسبة 42%.
ويُعد كل من سوقي دبي وأبوظبي العقاريين من بين الأسواق الأكثر نشاطًا عالميًا، مدفوعين بالنمو السكاني، وزيادة الاستثمارات الأجنبية، وارتفاع الطلب على المشاريع السكنية الفاخرة. وقد ساهمت هذه العوامل في تحقيق عوائد قوية لكبرى الشركات العقارية المدرجة، مثل إعمار العقارية التي ارتفعت أسهمها بنسبة 72%، وشركة الدار التي حققت نموًا بنسبة 40%.
وفي هذا السياق، أشار جوش غيلبرت، محلل السوق في إيتورو، إلى أن: تُظهر نتائج الشركات الكبرى مثل إعمار والدار كيف يستمر قطاع العقارات في تقديم فرص نمو قوية. سجلت الدار ارتفاعًا بنسبة 33% في صافي الأرباح وزيادة بنسبة 42% في مبيعات التطوير خلال الربع الأول من عام 2025، وهو ما يعكس ثقة المستثمرين واستمرار الطلب في السوق.”
ويستفيد المطورون العقاريون من البيئة الاقتصادية المستقرة في الإمارات، كما يعملون على دمج ممارسات الاستدامة ضمن مشاريعهم المستقبلية. فعلى سبيل المثال، يهدف مشروع “دبي هيلز استيت” إلى الحصول على شهادات بيئية، مما يعزز جاذبية هذه المشاريع لدى المستثمرين على المدى الطويل.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، يواجه القطاع بعض التحديات. فقد أبدى المطورون قلقهم من ارتفاع أسعار مواد البناء الرئيسية مثل الفولاذ والألمنيوم، نتيجةً للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وتؤثر هذه الزيادات على تكلفة المشاريع وتوقيت إنجازها.
ومع ذلك، فإن العقارات في الإمارات لا تزال تمثل خيارًا آمنًا للمستثمرين الباحثين عن الاستقرار والعائد، في ظل التقلبات العالمية. فقد أعلنت إعمار عن مضاعفة توزيعات أرباحها إلى 8.8 مليار درهم، مدفوعة بمبيعات عقارية قياسية، ومن المتوقع أن تستمر هذه التوزيعات في الارتفاع مستقبلاً.
كما أن التنوع في العلاقات التجارية لدولة الإمارات يمنحها مرونة في مواجهة تقلبات تكاليف الاستيراد، رغم استمرار التحديات المتعلقة بسلاسل الإمداد العالمية التي قد تؤثر على الربحية في الأجل القصير.
واختتم جوش غيلبرت حديثه قائلاً: يبقى قطاع العقارات في الإمارات من بين أكثر القطاعات دعمًا وديناميكية، فهو يجمع بين فرص النمو والعائد. وبالرغم من التحديات الاقتصادية العالمية، فإن الإمارات تبدو في موقع قوي يسمح لها بتجاوز هذه التحديات بنجاح.”