الشارقة – الوحدة:
تنظم جمعية الاجتماعيين ملتقى “وصال” تحت عنوان “نسيج الدفء الأسري”، وذلك صباح يوم السبت المقبل السابع عشر من شهر و في تمام الساعة 11 بمقر معهد الشارقة للتراث.
ويأتي هذا الملتقى في إطار حرص الجمعية على تعزيز قيم التماسك الأسري، وترسيخ روح المحبة والتفاهم بين أفراد العائلة، عبر جلسات حوارية وتفاعلية يقودها نخبة من المتخصصين في مجالات التربية والعلاج السلوكي والتواصل الفعّال، لتقديم رؤى وممارسات تساعد في بناء أسر أكثر وعيًا واستقرارًا.
ويكتسب الملتقى أهمية خاصة في ظل التحولات الاجتماعية والتكنولوجية المتسارعة، التي باتت تُلقي بظلالها على العلاقات الأسرية وتفرض أنماطًا جديدة من التحديات أمام الوالدين والأبناء. من هذا المنطلق، تسعى جمعية الاجتماعيين إلى تقديم طرح معرفي ومهني يواكب المتغيرات، ويعزز بناء بيئة أسرية داعمة وآمنة، تشكّل نواة مجتمعية قوية تسهم في رفع منسوب الوعي المجتمعي وترسيخ ثقافة التفاهم الأسري.
وسيشتمل الملتقى على جلسات نوعية تتناول محاور جوهرية تمس عمق الحياة الأسرية وتطرح حلولًا عملية لتحدياتها. وتقدّم الدكتورة هالة الأبلم، مدير مركز وصال وعضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين، جلسة متخصصة حول محور “التربية الإيجابية”، تستعرض من خلالها استراتيجيات حديثة تهدف إلى تعزيز ثقة الأبناء بأنفسهم وتنمية شخصياتهم المتوازنة، بما يمكّنهم من مواجهة تحديات الحياة بوعي وثقة واستقلالية. كما تقدم الأستاذة فطيمة بضياف، المعالج النفسي، جلسة بعنوان “طفلك يتحدث بسلوكه”، وهي رحلة تحليلية تُسلّط الضوء على أهمية فهم السلوك كوسيلة تعبير أساسية لدى الطفل، وتسعى لتقديم أدوات عملية تساعد الآباء على تفسير السلوكيات اليومية وتصميم خطط علاج نفسي وسلوكي تناسب احتياجات كل طفل على حدة، مع تقديم إرشادات للآباء في كيفية التعامل مع أبنائهم بصورة أكثر وعيًا وفعالية.
أما محور “التواصل الأسري الفعّال”، فتتناوله الدكتورة بدرية الظنحاني، المستشار الأسري، من خلال استعراض منهجيات الحوار البنّاء بين أفراد الأسرة، وأثرها في تقوية العلاقات العائلية وتحسين جودة الحياة داخل المنزل. وتهدف الجلسة إلى تمكين الحضور من تطوير أدواتهم في التواصل، وتقديم حلول عملية للمشكلات الأسرية المتكررة، ضمن إطار تفاعلي يشجع على تبادل الخبرات والنقاش البنّاء.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور محمد حمدان بن جرش، عضو مجلس إدارة جمعية الاجتماعيين ورئيس اللجنة الثقافية، أن “الأسرة هي وطن صغير، كلما اعتنينا به، ازدهرنا خارجه”، مشددًا على أهمية الحوار والتفاهم كأساس لاستقرار الأسرة ونموها الاجتماعي. ولفت إلى أن ملتقى وصال يُعد منصة معرفية مهمة تُمكّن الأسر من تبني أساليب حديثة في التربية والتواصل، تسهم بدورها في بناء مجتمع متماسك ومنسجم، قادر على مواجهة تحديات العصر بثقة وتعاون.
ويمثل هذا الحدث مساحة ملهمة للتلاقي بين الأسر والمختصين، وفرصة لتعزيز التوعية المجتمعية بدور الأسرة المحوري في التنمية المجتمعية، من خلال دعمها بالمعرفة والمهارات اللازمة لبناء بيئة عائلية مستقرة، يسودها الاحترام، وتدعمها المعرفة، وترتكز على قيم الرحمة والتكافل.