دراسة: الشركات الأوروبية الكبرى أدنى من الشركات العالمية
شتوتجارت – (د ب أ):
تفوقت الشركات الكبرى من الولايات المتحدة وآسيا على كبرى الشركات الأوروبية من حيث الإيرادات والأرباح العام الماضي، بحسب دراسة أجرتها شركة التدقيق والاستشارات الاقتصادية “إرنست أند يونج” والتي حللت فيها نتائج ألف شركة مدرجة في البورصة وتتمتع بأعلى إيرادات في العالم.
ووفقا للدراسة، زادت إيرادات الشركات الكبرى من الولايات المتحدة بمعدل 5ر4% في المتوسط عام 2024، في حين بلغ معدل الزيادة بالنسبة للشركات الكبرى من آسيا 2ر3%. في المقابل تعرضت الشركات الكبرى في أوروبا لانخفاض في الإيرادات بنسبة 1ر1%.
وتبدو الفجوة في الأرباح أكثر وضوحا: فبحسب الدراسة، زادت الشركات الآسيوية أرباحها التشغيلية بنحو الخمس (5ر19%)، في حين زادت الشركات من الولايات المتحدة أرباحها بنسبة 2ر8%. وفي أوروبا انخفضت أرباح الشركات الكبرى بمعدل 5ر6% في المتوسط. وكان أداء الشركات الألمانية ضعيفا بشكل خاص، حيث انخفضت إيراداتها بنسبة 1ر3% وانخفضت أرباحها بنسبة 5ر8%.
وتهيمن الولايات المتحدة على مجموعة الشركات الألف المدرجة في البورصة والتي تتمتع بأعلى إيرادات، حيث ينتمي إليها 317 شركة. وتليها الصين (137 شركة) واليابان (110 شركات). وتأتي ألمانيا في المركز الرابع بـ43 شركة.
وبحسب الخبير لدى “إرنست أند يونج” يان برورهيلكر، فإن الشركات الأوروبية الكبرى تتعرض لضغوط متزايدة في ظل المنافسة العالمية – وخاصة بسبب ضعف القطاعات الصناعية، والتوترات الجيوسياسية، وأعباء الرسوم الجمركية. وقال برورهيلكر: “الوضع خطير حقا ويزداد حدة حاليا: فبينما حققت الشركات الأمريكية الكبرى نموا قويا في الآونة الأخيرة وتمكنت من زيادة أرباحها، تجد الشركات الأوروبية نفسها بشكل متزايد في موقف دفاعي”.
وذكر برورهيلكر أن القوة الخاصة التي تتمتع بها أوروبا في القطاع الصناعي أثبتت أنها تشكل تحديا كبيرا في الوقت الحالي، حيث تمر صناعات تقليدية مثل قطاع السيارات بمرحلة تحول جذرية، مضيفا أنه في هذا الوضع المضطرب تأتي سياسة الرسوم الجمركية الأمريكية الفوضوية في وقت غير مناسب على الإطلاق، ما يؤدي إلى المزيد من الأعباء المالية وعدم يقين هائل.
وفي الوقت نفسه، تهيمن شركات التكنولوجيا الأمريكية على القطاع، حيث لا توجد شركة أوروبية بين الشركات العشر الأكثر ربحية في العالم، بينما تأتي سبعة منها من الولايات المتحدة، من بينها “آبل”، ومجموعة “ألفابت” المالكة لجوجل، وشركة البرمجيات العملاقة “مايكروسوفت”، وشركة أشباه الموصلات “إنفيديا”. وقال برورهيلكر إن أوروبا لا تملك الكثير لمواجهة هذه القوة السوقية، مشيرا إلى أنه ليس هناك سوى عدد قليل للغاية من الشركات الأوروبية بين الشركات الكبرى في قطاع التكنولوجيا.
وبحسب الدراسة، لا توجد شركة أوروبية ضمن قائمة العشرة الأوائل من حيث الربح. وكانت شركة النفط السعودية “أرامكو” هي الأعلى من حيث الأرباح على مستوى العالم، محققة أرباحا تشغيلية تعادل نحو 191 مليار دولار. وكانت الشركة الأوروبية الأكثر ربحية هي شركة النفط والغاز البريطانية “شل”، والتي حلت في المركز الثالث عشر. وكانت الشركة الألمانية الأولى في تصنيف الأرباح العالمية هي شركة “دويتشه تيليكوم” للاتصالات (المركز الـ 19) بأرباح بلغت 26 مليار يورو.
وكانت الشركات الأعلى في الإيرادات عام 2024 هي شركات التجزئة العملاقة “وول مارت” و”أمازون” بالإضافة إلى “أرامكو” السعودية. وكانت الشركات الألمانية الأعلى تصنيفا من حيث الإيرادات هي شركات تصنيع السيارات “فولكس فاجن” (المركز الـ9)، و”مرسيدس بنز” (المركز الـ35)، و”بي إم دبليو” (المركز الـ36)، بالإضافة إلى “دويتشه تيليكوم” (المركز الـ50).