أسواق الأسهم ترتفع مع تهدئة المخاوف التجارية وبيانات ثقة المستهلك القوية
أعد التقرير:فريق أبحاث آسيا والمحيط الهادي في ساكسو بنك
السلع:
ارتفع الذهب بعد تراجعين متتاليين، ليتم تداوله بالقرب من 3,309 دولار للأونصة. وعلى الرغم من تحسّن ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة والتقدّم في ملف التجارة، فإن قوة الدولار رفعت تكلفة الذهب على المشترين بالعملات الأخرى.
أما النفط، فاستقر مع ترقّب السوق لاجتماعات “أوبك بلس” ودرس احتمال فرض عقوبات أمريكية جديدة على روسيا. تداول خام غرب تكساس فوق 61 دولار، بينما استقر خام برنت قرب 64 دولار. وتجتمع “أوبك+” يومي الأربعاء والسبت لتحديد سياسة إنتاج يوليو.
الأسهم:
الولايات المتحدة: افتتحت الأسهم الأمريكية الأسبوع على ارتفاع قوي مدفوعة بصعود سندات الخزانة وتراجع المخاوف من الحرب التجارية. صعد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 2%، وارتفع مؤشر داو جونز بنسبة 1.8%، بينما قفز مؤشر ناسداك 100 بنسبة 2.4%. وقرّر الرئيس ترامب تأجيل فرض رسوم بنسبة 50% على واردات الاتحاد الأوروبي إلى 9 يوليو، معبّراً عن تفاؤله بشأن التوصل إلى اتفاق تجاري.
وحققت السندات طويلة الأجل مكاسب بدعم من أنباء عن احتمال تقليص اليابان لإصدارات السندات طويلة الأجل، مما دعم أسهم الشركات الحساسة للائتمان. وارتفع سهم “تسلا” بنسبة 6.5% بعدما أعلن إيلون ماسك عن نيته التركيز على شركاته وتقليص نشاطه السياسي. كما صعد سهم “إنفيديا” بنسبة 3% قبيل إعلان نتائجها، متصدرة قطاع أشباه الموصلات، وارتفع سهم “يو إس ستيل” بنسبة 2% ليصل إلى 53 دولار وسط تقارير عن عرض استحواذ من “نيبون ستيل” بقيمة 55 دولار للسهم، يتضمن “سهماً ذهبياً” للحكومة الأمريكية.
الاتحاد الأوروبي: ارتفع مؤشر “داكس” في فرانكفورت بنسبة 0.8% إلى 24,226.5 نقطة يوم الثلاثاء، مسجلاً مستويات قياسية بدعم من تأجيل الرسوم الأمريكية وتحسّن البيانات الاقتصادية. وسجل مؤشر ثقة المستهلك الألماني GfK ارتفاعاً للشهر الثالث على التوالي حتى يونيو. وأعلن وزير المالية “لارس كلينغبايل” عن خطط لاستثمارات عامة بقيمة 110 مليارات يورو هذا العام، إلى جانب إصلاحات هيكلية وضبط مالي لدعم التعافي الاقتصادي. وحققت أسهم قطاع الدفاع، بقيادة “راينميتال” و”هين سولد” و”رينك”، أداءً قوياً في ظل تقارير عن عقوبات أمريكية جديدة محتملة على موسكو إثر تجدد الضربات الروسية على أوكرانيا.
هونغ كونغ: ارتفع مؤشر هانغ سنغ بنسبة 0.4% إلى 23,382 نقطة يوم الثلاثاء، معوضاً جزئياً خسائر الجلسة السابقة وسط مكاسب واسعة في معظم القطاعات. وتحسّن المزاج العام بفعل بيانات أظهرت نمو أرباح الشركات الصناعية الصينية في أبريل، ما يعكس مرونة الاقتصاد رغم التوترات التجارية مع واشنطن ومخاطر الانكماش. وتراجعت أسهم “PDD” بنسبة 13.6% بعد أن جاءت نتائجها دون التوقعات، ما يعكس التحديات التي تواجه منصة “تيمو” جراء الحرب التجارية. في المقابل، فاقت نتائج “شاومي” التوقعات، إذ بلغ إجمالي إيراداتها للربع الأول 111.3 مليار يوان (مقابل 107.6 مليار متوقعة)، وصافي ربح معدّل قدره 10.7 مليار يوان (مقابل 8.96 مليار متوقعة)، محققة نمواً سنوياً في الإيرادات بنسبة 47.4% وزيادة في الأرباح بنسبة 64.5%.
أسواق العملات:
ارتفع الدولار الأمريكي مقابل عملات مجموعة العشر، مستفيداً من تراجع طلبات السلع المعمّرة بأقل من المتوقع وارتفاع ثقة المستهلكين. وأثّرت تعليقات أعضاء الاحتياطي الفيدرالي، بما فيها تصريحات “كاشكاري” حول التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية، تأثيراً محدوداً، ما دعم تثبيت أسعار الفائدة. وجرى تداول مؤشر الدولار فوق مستوى 99.40.
* تراجع اليورو دون مستوى 1.14 مقابل الدولار بفعل قوة العملة الأمريكية وتعامل الأسواق مع بيانات متنوعة وتعليقات من البنك المركزي الأوروبي.
* انخفض الجنيه الإسترليني ليختبر مستوى 1.35، حيث وجد دعماً، في ظل غياب أخبار مؤثرة من المملكة المتحدة.
* تراجع الين الياباني نتيجة انخفاض عوائد السندات اليابانية طويلة الأجل، وسط تقارير عن نية اليابان تقليص إصدارات تلك السندات. وارتفع الدولار/ين فوق 144.
* حذر رئيس البنك الوطني السويسري “شليغل” من احتمالية دخول التضخم المنطقة السلبية، مشدداً على أهمية استقرار الأسعار على المدى المتوسط في ظل حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الأمريكية. وتداول الدولار/فرنك قرب مستوى 0.8260
الاقتصاد الكلي:
* شهدت ثقة المستهلكين في الولايات المتحدة انتعاشاً حاداً من أدنى مستوياتها في خمس سنوات تقريباً، مدعومة بتحسّن التوقعات الاقتصادية وسوق العمل مع انحسار التهديدات المرتبطة بالرسوم الجمركية. فقد ارتفع مؤشر “كونفرنس بورد” بمقدار 12.3 نقطة ليصل إلى 98، محققاً أكبر مكاسب له خلال أربع سنوات، متجاوزاً جميع تقديرات استطلاع بلومبرغ.
* وتوقع المستشار “هاسيت” (المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض) التوصّل إلى اتفاقات في المستقبل القريب، مشيراً إلى إمكانية خفض الرسوم الجمركية إلى 10% أو أقل بالنسبة للدول التي تقدّم عروضاً جيدة، بما في ذلك الهند. لكنه أشار إلى أن المحادثات بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لا تزال تواجه صعوبات نظراً لاختلاف أولويات الطرفين، ما قد يتطلب مزيداً من الوقت لاستئناف المفاوضات.
* وكان قد شهد شهر أبريل 2025، تراجعاً في طلبات السلع المصنعة في الولايات المتحدة بنسبة 6.3% إلى 296.3 مليار دولار، في أكبر انخفاض شهري منذ يناير 2024، إلا أن التراجع كان أقل من المتوقع (7.8%). ويأتي هذا التراجع بعد قفزة بنسبة 7.6% في الشهر السابق مدفوعة بفرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 10% وتراجع الطلب. وانخفضت طلبات معدات النقل بنسبة 17.1% إلى 98.8 مليار دولار، مع هبوط حاد بنسبة 51.5% في طلبيات الطائرات غير العسكرية وقطع غيارها إلى 18.1 مليار دولار، وذلك بسبب توقف شركات الطيران عن تقديم طلبات شراء جديدة من “بوينغ” نتيجة المخاوف المرتبطة بالرسوم، لتقتصر الطلبيات على ثماني طائرات فقط.
* وسجل مؤشر “ستاندرد آند بورز/كورلوجيك كيس-شيلر” لأسعار المنازل في 20 مدينة أمريكية زيادة بنسبة 4.1% على أساس سنوي، مقابل 4.5% في فبراير، وأقل من التوقعات، وهي أبطأ وتيرة نمو منذ سبتمبر 2023. وجاء هذا التباطؤ رغم انخفاض معدلات الرهن العقاري وشح المعروض، ما يشير إلى تراجع القدرة الشرائية للمشترين.
* أما مؤشر التصنيع الفيدرالي في دالاس بولاية تكساس، فقد ارتفع إلى -15.3 مقارنة بـ -35.8 في أبريل، ما يعكس استمرار الانكماش للشهر الرابع على التوالي ولكن بوتيرة أقل حدة. كما تحسّن مؤشر توقعات الشركات إلى -11.3 من -28.3، وتراجع مستوى عدم اليقين إلى 12.7 نقطة. وبلغ مؤشر الإنتاج مستوى قريباً من الصفر، ما يدل على استقرار نسبي في مستويات الإنتاج، بينما ارتفع مؤشر الطلبيات الجديدة إلى -8.7 من -20.0.
الدخل الثابت:
ارتفعت عوائد سندات الخزانة الأمريكية، بقيادة السندات طويلة الأجل، بدعم من تدفقات نهاية الشهر الإيجابية في يونيو. كما شهدت السندات قصيرة الأجل ارتفاعاً بعد مزاد قوي لأذون السنتين. وساهمت المكاسب في السندات اليابانية في تعزيز الزخم الليلي، وسط تقارير عن مشاورات وزارة المالية اليابانية حول مستويات إصدار الدين. وسجّلت سندات الثلاثين عاماً انخفاضاً بعشر نقاط أساس في العائد. كما ارتفعت سندات نيوزيلندا ترقباً لاحتمال خفض الفائدة، في حين تترقب السوق مزاد السندات اليابانية لأجل 40 عاماً على خلفية التوقعات بتقليص الإصدارات طويلة الأجل.