مال وأعمال

الأسواق العالمية في حالة ترقب: صعود الأسهم الأمريكية رغم التوترات الجيوسياسية وارتفاع الذهب والنفط

تقرير : فيجاي فاليشا – المدير التنفيذي للاستثمار في سنشري فاينانشال

الأسواق الأمريكية

ارتفع مؤشرا ستاندرد آند بورز 500 وناسداك 100 اليوم بأكثر من 0.6% و0.5% على التوالي، ويتم تداولهما حالياً عند مستويات 6,006 و21,740 نقطة.
من ناحية العوامل الأساسية، ورغم تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، والمخاوف من ارتفاع معدلات التضخم إلى ما يتجاوز 5% على خلفية صعود أسعار النفط إلى نحو 130 دولار للبرميل، لا تزال الأسواق الأمريكية تسجل أداءً إيجابياً، ما يعكس تسعير المستثمرين لاحتمال التوصل إلى اتفاق تهدئة بدلاً من تصعيد طويل الأمد.
فنياً، ارتد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من مستوى الدعم عند 5,925 نقطة على الرسم البياني لأربع ساعات. ويختبر المؤشر حالياً خط المقاومة الاتجاهي الذي يصل بين قمم 6,067 (11 يونيو)، 6,044 (12 يونيو)، و6,023 (13 يونيو). اختراق مستوى 6,022 نقطة قد يفتح المجال لمزيد من الصعود نحو 6,070 ثم 6,095 نقطة. أما في حال فشل الاختراق، فقد يشهد المؤشر حركة تصحيح هابطة نحو 5,950 ثم 5,920 نقطة.

أسواق النفط

عززت أسعار النفط مكاسبها التي حققتها يوم الجمعة، في بداية تداولات الإثنين، قبل أن تتراجع من مستوياتها المرتفعة. حيث هبط خام غرب تكساس الوسيط إلى 71.56 دولار، وتراجع خام برنت إلى 73.25 دولار، بعد أن سجلا مكاسب تجاوزت 13% خلال التداولات اليومية الجمعة.
جاء هذا الارتفاع القوي مدفوعاً بتصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، ما دفع الأسعار إلى أعلى مستوياتها في عدة أشهر، قبل أن تؤدي عمليات جني الأرباح وتباطؤ الزخم إلى تراجعها نحو مستويات الإغلاق الأسبوعية. وقد زادت الضربات الجوية الجديدة خلال عطلة نهاية الأسبوع وسقوط ضحايا مدنيين من المخاوف بشأن توسّع الصراع إقليمياً، لا سيما في ظل تبادل التحذيرات بالإخلاء من الجانبين. وتُبقي الأسواق أعينها على احتمالية تعطل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يُعد شرياناً حيوياً يمرّ عبره قرابة 20% من الإمدادات العالمية. أي مواجهة مطوّلة قد تدفع الأسعار إلى مستويات أعلى، خصوصاً إذا تأثرت صادرات إيران التي تتجاوز مليوني برميل يومياً.
ورغم استمرار ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية، لا تزال الأسواق تأمل أن تبقى البنية التحتية النفطية في إيران بمنأى عن الاستهداف، مما يحد من احتمالات اضطرابات مباشرة في الإمدادات. ومع بقاء الوضع متقلباً، يراقب المتداولون عن كثب أي مؤشرات على مزيد من التصعيد أو جهود دبلوماسية مرتقبة.
فنياً، يحافظ خام غرب تكساس الوسيط على هيكل صعودي بعد اختراقه الأسبوع الماضي. ويقع الدعم الرئيسي عند 69.80 و67.70 دولار، بينما تظهر المقاومة عند 74.70 و77.90 دولار. ويُظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) اليومي قراءة 76، مما يشير إلى دخول الخام منطقة التشبع الشرائي. وإذا لم تتصاعد التوترات أكثر، فقد تهدأ الأسعار مع احتمال استقرار خام غرب تكساس الوسيط دون مستوى 70 دولار على المدى القريب.

الذهب

أدّت التوترات المتصاعدة بين إسرائيل وإيران إلى موجة شراء واسعة للأصول الآمنة، دفعت أسعار الذهب إلى ما فوق 3,400 دولار للأونصة. وكان الذهب قد تراجع في منتصف مايو إلى أدنى مستوى عند 3,120 دولار، مقترباً من المتوسط المتحرك لـ50 يوماً، في ظل تراجع المخاوف بشأن الرسوم الجمركية مع استمرار المفاوضات التجارية. إلا أنه منذ ذلك الحين ارتفع بأكثر من 8.5%، ليصبح على بُعد أقل من 100 دولار من أعلى مستوى قياسي عند 3,500 دولار.
وقد ساهمت التوترات المستمرة في المنطقة في دعم أسعار الطاقة ورفع توقعات التضخم، ما أضعف جاذبية السندات كملاذ آمن، وعزّز من جاذبية الذهب. وارتفع المعدن النفيس بأكثر من 30% منذ بداية العام، بدعم من تدفقات التحوط وعمليات الشراء من قبل البنوك المركزية.
ويتراجع الذهب حالياً بنسبة 0.46% إلى 3,416 دولار للأونصة، بعد ارتفاعه بنحو 4% خلال الأسبوع الماضي. ويبدو أن الزخم قد تباطأ بالقرب من مستوى المقاومة في مؤشر Super-Trend على الرسم البياني اليومي عند 3,446 دولار، بانتظار محفز جديد، سواء عبر تصعيد إضافي في التوترات الجيوسياسية أو من خلال توجه السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء.
ويمثل مستوى 3,400 دولار دعماً أولياً، كونه يتوافق مع القمم المُسجّلة في أوائل يونيو. وتشير أداة فيبوناتشي المرتبطة بالقمة التاريخية في 22 أبريل (3,500 دولار) والهبوط في 15 مايو (3,120 دولار) إلى دعم عند مستوى التصحيح 61.8%، والبالغ 3,356 دولار. واستمرار التداول فوق مستوى 3,400 دولار قد يدفع السعر نحو اختبار القمة التاريخية مجدداً.

الدولار الأمريكي

ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.31% يوم الجمعة، معززاً موقعه من أدنى مستوياته في عدة سنوات، مدفوعاً بتزايد الطلب على الملاذات الآمنة وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل. واستمر المؤشر في تحقيق مكاسب خلال تداولات الإثنين المبكرة في آسيا، وسط استمرار المخاطر الجيوسياسية، وارتفاع أسعار النفط الذي يدعم العملة الأمريكية بصفتها دولة مصدّرة صافية للطاقة.
ورغم هذا الدعم، فإن الغموض المحيط بالسياسات الاقتصادية الأمريكية يبقى عاملاً سلبياً قد يُقيد الزخم الصاعد للدولار.
فنياً، يتداول مؤشر الدولار دون المتوسط المتحرك البسيط لـ9 أيام (98.57) على الرسم البياني اليومي. أما على الرسم البياني لساعة واحدة، فتظهر مقاومة عند 98.12، وهي نقطة تقاطع مع المتوسط المتحرك لـ50 ساعة، يليها مستوى 98.20، الذي يُعد منطقة اختراق رئيسية. وقد كسر الدولار الاتجاه الصاعد قصير الأجل، ما يعني أن اختراق مستوى 98.35 قد يُجدد الزخم الصاعد. في المقابل، يشكّل مستوى 97.90 دعماً رئيسياً، لكونه يمثل تصحيح 70.8% فيبوناتشي، يليه مستوى 97.82، ثم القاع التاريخي عند 97.62 نقطة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى