واشنطن – (د ب أ):
فقد فريق مانشستر سيتي الإنجليزي ومديره الفني الإسباني جوسيب جوارديولا الكثير من الهيبة والبريق بعد نتائج مخيبة للآمال وتذبذب الأداء على مدار الموسم الحالي 2024 / 2025 الذي اكتفى فيه الفريق بتحقيق لقب واحد فقط وهو الدرع الخيرية في افتتاحية الموسم.
في المقابل، فقد السيتي لقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم الذي حققه في المواسم الأربعة الماضية، وأنهى مشواره ثالثا في جدول الترتيب مبتعدا بفارق 13 نقطة كاملة عن ليفربول بطل المسابقة.
تأهل مانشستر سيتي بشق الأنفس لدوري أبطال أوروبا في الأمتار الأخيرة، بينما خسر نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي أمام كريستال بالاس في المباراة النهائية، وودع كأس الرابطة الإنجليزية مبكرا بالخسارة أمام توتنهام هوتسبير، كما خسر ذهابا وإيابا أمام ريال مدريد الإسباني ليودع دوري أبطال أوروبا من الملحق المؤهل لدور الـ16.
حقق جوارديولا 18 لقبا محليا وقاريا مع مانشستر سيتي، ولكن العملاق الإنجليزي خسر 16 مباراة مقابل 10 تعادلات و31 فوزا في 57 مباراة بجميع المسابقات هذا الموسم.
اعتمدت هذه النتائج المخيبة للآمال تاريخ انتهاء صلاحية جيل ذهبي في قلعة “الاتحاد”، ولكن إدارة النادي الإنجليزي جددت الثقة في الفيلسوف الإسباني ووقعت عقدا جديدا معه لمدة موسمين حتى صيف 2026 ليكمل بذلك 10 سنوات بين جدران مانشستر سيتي.
وأثناء التخبط الشديد لمانشستر سيتي، بدأت إدارة النادي في تجديد دماء الفريق بصفقات جديدة وشابة، وتعاقدت مع 5 لاعبين خلال فترة الانتقالات الشتوية في يناير/كانون الثاني الماضي.
وكان أبرز هذه الصفقات المهاجم المصري عمر مرموش الوافد من آينتراخت فرانكفورت الألماني، وثنائي الدفاع عبد القادر خوسانوف لاعب لانس الفرنسي وفيتور ريس مدافع بالميراس البرازيلي إضافة إلى الإسباني نيكو جونزاليس الوافد من بورتو البرتغالي، والجناح الأرجنتيني الشاب كلاوديو إتشفيري المنضم من ريفر بليت.
ومنذ بدء فترة الانتقالات الاستثنائية خلال الفترة من 1 إلى 10 يونيو/حزيران الجاري، ارتبط اسم السيتي بأسماء أخرى مثل تيجاني ريندرز لاعب وسط ميلان الإيطالي، والفرنسي ريان شرقي صانع ألعاب أولمبيك ليون الفرنسي، ومورجان جيبس وايت الذي تألق مع نوتنجهام فورست الإنجليزي هذا الموسم، والجزائري ريان آيت نوري ظهير أيسر وولفرهامبتون، وفلوريان فيرتز نجم باير ليفركوزن.
وأثناء فتح مجموعة “سيتي جروب” الإماراتية لخزائنها لتدعيم الفريق بصفقات جديدة، بدأ المدرب الإسباني والإدارة الرياضية أيضا عمليات إعادة هيكلة قوام الفريق بالاستغناء عن عدد من نجوم الفريق الذين كانوا ضلعا أساسيا في إنجازات جوارديولا منذ توليه المسؤولية في صيف 2016.
استغنى السيتي عن مدافعه الإنجليزي الدولي كايل ووكر الذي انتقل إلى ميلان في الشتاء الماضي، وقرر عدم تجديد التعاقد مع البلجيكي كيفن دي بروين أحد قادة الفريق، ويبدو أيضا في طريقه للاستغناء عن أسماء أخرى أبرزها الجناح الإنجليزي جاك جريليش الذي دفع 100 مليون يورو لضمه من أستون فيلا في صيف 2021.
وقبل كل هؤلاء استغنى جوارديولا عن الظهير الأيمن البرتغالي جواو كانسيلو بعد إعارته مرتين لبايرن ميونخ ثم برشلونة الإسباني قبل بيعه نهائيا إلى الهلال السعودي، وتخلص أيضا من لاعب الوسط كالفين فيليبس، بينما استفاد من بيع مهاجمه الأرجنتيني جوليان ألفاريز لأتلتيكو مدريد الإسباني مقابل 75 مليون يورو.
ويبدو الباب مفتوحا أمام الاستغناء عن لاعبين آخرين لتحقيق التوازن المالي في ميزانية الصفقات تفاديا لمخالفة لوائح اللعب المالي النظيف مثل حارسي المرمى ستيفان أورتيجا وسكوت كارسون، والمدافعين ناثان آكي ومانويل أكانجي وجون ستونز، وكذلك ثنائي الوسط إلكاي جوندوجان وبرناردو سيلفا أو ماتيو كوفاسيتش أو ماتيوس نونيز.
وبعد كل هذه التنقلات والإخفاقات يستعد مانشستر سيتي وإدارة النادي لاختبار مشروع جوارديولا الجديد أثناء مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية بقوام قيمته السوقية تبلع 18ر1 مليار يورو وفقا لتقديرات شبكة ترانسفير ماركت العالمية.
وبخلاف المشروع الجديد يرتكز جوارديولا أيضا على عدد من النجوم وعناصر الخبرة مثل المهاجم النرويجي إرلينج هالاند ماكينة التهديف التي تعطلت هذا الموسم، والثنائي فيل فودين والأجنحة جيريمي دوكو وسافينيو ومرموش إضافة إلى صخرة الوسط رودري، قائد الفريق، العائد من إصابة في الركبة أبعدته منذ سبتمبر/آيلول الماضي، وكانت نقطة تحول كبيرة في قلب موسم السيتي رأسا على عقب.
وسيبدأ جوارديولا ومسؤولو السيتي الرهان على المشروع الرياضي الجديد خلال مشاركة الفريق في كأس العالم للأندية التي تقام لأول مرة بمشاركة 32 فريقا، وتحتضنها الولايات المتحدة خلال الفترة من 15 يونيو/حزيران إلى 14 يوليو/تموز المقبل.
يشارك العملاق الإنجليزي في مونديال الأندية بعد تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخ النادي عام 2023، وسيبدأ مشواره باختبارات تبدو في المتناول قياسا بالفوارق الفنية بينه وبين منافسيه في المجموعة السابعة التي تضم أيضا العين الإماراتي بطل آسيا 2024 والوداد البيضاوي المغربي بطل أفريقيا 2022 ويوفنتوس الإيطالي الذي تأهل بفضل تفوقه في التصنيف الأوروبي التراكمي على مدار الأعوام الأربعة الأخيرة.
ويأمل جوارديولا في تجاوز كبوات الموسم خلال مونديال الأندية، ساعيا لتكرار ما حققه عندما فاز بلقب البطولة بنظامها القديم 4 مرات بواقع مرتين مع برشلونة الإسباني في 2009 و2011 ومرة مع بايرن ميونخ الألماني في 2013 ومرة أخرى مع مانشستر سيتي في 2023.