مال وأعمال

“الأسواق العالمية: الدولار يتماسك والذهب يتراجع رغم التوترات… والنفط يكسب بدعم من تراجع المخزونات الأمريكي”

تقرير : فيجاي فاليشا – الرئيس التنفيذي للاستثمار في سنشري فاينانشال

الأسواق الأمريكية

انخفض كل من مؤشر ستاندرد آند بورز 500 (SPX) ومؤشر ناسداك 100 (NDX) بنحو 0.35%، ويتم تداولهما حالياً عند 5,958 و21,620 نقطة على التوالي.
من منظور التحليل الأساسي، أُغلِقت الأسواق الأمريكية اليوم بسبب عطلة “يوم التحرير”. أما بالأمس، فقد أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة دون تغيير ضمن النطاق 4.25% – 4.50%، بما يتماشى مع توقعات السوق. وأشار جيروم باول، رئيس الفيدرالي، إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يزال متيناً، وأن سوق العمل لم يعد يشكّل مصدراً للتضخم. ومع ذلك، حذر باول من احتمال ارتفاع التضخم بشكل إضافي، مستشهداً بسياسات الرسوم الجمركية التي يتبناها ترامب. لكن رد فعل السوق جاء محدوداً، إذ إن هذه التطورات كانت محسوبة مسبقاً. وفي التوقعات المتوسطة للجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC)، لا يزال يُرجّح تنفيذ خفض بمقدار 0.5% في أسعار الفائدة خلال عام 2025.
فنياً، أعاد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 اختبار كسر خط الدعم الصاعد الذي يربط القيعان التالية: 5,921 في 13 يونيو، و5,949 في 16 يونيو، و5,987 في 17 يونيو، وهو ما أُشير إليه في تقرير الأمس، مما يدل على ميل هبوطي في حركة المؤشر اليومية. وعلى الرسم البياني لأربع ساعات، يظهر تقاطع هبوطي بين المتوسطين المتحركين الأسيين لفترتي 21 و50. وتقع مستويات الدعم الأقرب عند 5,925 تليها 5,880، بينما تتمثل مستويات المقاومة في 5,980 و6,005.

الذهب

أبقى رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول أسعار الفائدة دون تغيير ضمن النطاق 4.25% – 4.50% خلال اجتماع اللجنة الفيدرالية لشهر يونيو، مشيراً في الوقت ذاته إلى توقعات البنك المركزي بتباطؤ النمو، وارتفاع التضخم، وتراجع التوظيف في عام 2025. ورغم أن الفيدرالي أدرج في توقعاته احتمال تنفيذ خفضين في أسعار الفائدة خلال العام، إلا أنه أبدى قلقاً من أن رسوم ترامب الجمركية قد تشكّل مخاطر تصاعدية للتضخم خلال الأشهر المقبلة. وإذا تصاعدت ضغوط الأسعار أكثر من اللازم، فقد تُعيق مسار التيسير النقدي المحتمل للفيدرالي.
وقد أدى ذلك إلى تراجع أسعار الذهب بنسبة 0.6% يوم الأربعاء، على الرغم من استمرار التوترات الجيوسياسية، في ظل ارتفاع الدولار الأمريكي. ورغم أن تحذير الفيدرالي بشأن التضخم يُعد عاملاً سلبياً للذهب، فإن المعدن النفيس لا يزال مدعوماً بعدة عوامل جيوسياسية وأساسيات اقتصادية وظروف كلية عالمية. وتشير التقديرات إلى أن احتمال تورط الولايات المتحدة في التوترات الجارية بين إسرائيل وإيران قد يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن. كما أن حالة عدم اليقين الاقتصادي عالمياً، واستمرار مشتريات البنوك المركزية، تظل عوامل دعم مهمة.
ويتداول الذهب حالياً عند 3,356 دولاراً للأونصة، منخفضاً بنسبة 0.37% خلال اليوم، عند مستوى دعم فيبوناتشي 61.8%، والموصول بين قمة أبريل عند 3,500 دولار وقاع مايو عند 3,120 دولار. ويتوافق هذا المستوى أيضاً مع المتوسط المتحرك البسيط لـ100 فترة على الرسم البياني لأربع ساعات. وفي حال كسره، قد ينخفض الذهب إلى 3,310 دولاراً، حيث يتقاطع دعم فيبوناتشي 50% مع المتوسط المتحرك لـ50 فترة على الرسم البياني اليومي. أما في حال حدوث ارتداد صاعد، فقد يختبر أولاً مستوى 3,375 (حيث يلتقي المتوسطان 9 و50 على الرسم البياني لأربع ساعات)، يليه 3,400، وهو مستوى القمة المسجلة في أوائل يونيو.

النفط الخام

شهدت أسعار النفط الخام تقلبات حادة خلال الأسبوع الماضي، نتيجة تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، لا سيما بين إيران وإسرائيل. وقد شهد يوم الأربعاء تقلباً داخلياً حاداً بلغ نحو 4%، حيث ارتفعت الأسعار في البداية لكنها فشلت في اختراق مستوى المقاومة الرئيسي عند 75.51 دولاراً، تلاها موجة بيع سريعة دفعت الأسعار للهبوط إلى قرب 73 دولاراً، قبل أن تستقر عند 74.75 دولاراً بانخفاض 0.76%.
ولا تزال التطورات الجيوسياسية هي المحرك الرئيسي لمعنويات السوق، حيث صرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن إيران تسعى للتفاوض بشأن برنامجها النووي بعد ستة أيام متتالية من الضربات الجوية الإسرائيلية. وأضاف أن إيران اقترحت إرسال وفد إلى البيت الأبيض، في حين ألمح إلى أن واشنطن تدرس خيارات عسكرية محتملة، لكن لم يُتخذ أي قرار بعد. ورداً على ذلك، حذر المرشد الأعلى الإيراني من “أضرار لا يمكن إصلاحها” في حال تدخلت الولايات المتحدة عسكرياً إلى جانب إسرائيل.
ومنذ يوم الجمعة، ارتفعت أسعار النفط بما يقارب 10%، ما يعكس ارتفاع علاوة المخاطر الجيوسياسية. وبالنظر إلى الربع الثالث من عام 2025، فإن مسار أسعار النفط سيعتمد بشكل كبير على تطورات المواجهة بين إيران والولايات المتحدة؛ إذ قد يؤدي التهدئة إلى عودة الأسعار إلى نطاق 60–70 دولاراً، بينما قد يدفع التصعيد الإقليمي الأوسع الأسعار إلى مستويات 100–150 دولاراً للبرميل.
على جانب الإمدادات، دعمت بيانات المخزون الصادرة في 18 يونيو الأسعار؛ حيث أفاد معهد البترول الأمريكي (API) بانخفاض ضخم في المخزونات قدره 10.133 مليون برميل، بينما أكدت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) تراجعاً أكبر بلغ 11.473 مليون برميل، وكلاهما جاء أعلى بكثير من التوقعات، مما يشير إلى تشديد المعروض ودعم التوجهات الصعودية.
ويتداول النفط الخام حالياً عند 75.31 دولاراً للبرميل، مرتفعاً بنسبة 0.69% خلال اليوم. وتتمثل مستويات المقاومة الفورية عند 75.85 دولاراً، تليها 77.34 دولاراً. أما على الجانب الهابط، فيقع الدعم الأساسي على خط الاتجاه الصاعد قرب 74.50 دولاراً، مع دعم إضافي عند 73.02 دولاراً.

مؤشر الدولار الأمريكي

أغلق مؤشر الدولار الأمريكي تداولات الأربعاء على ارتفاع طفيف بنسبة 0.03%، بعد أن سجل أدنى مستوياته اليومية عند 98.48. وعلى الرسم البياني اليومي، شكّل المؤشر شمعة “دوجي” بعد أن تلقى دعماً عند القمم المسجلة في 12 و13 يونيو، بالإضافة إلى المتوسط المتحرك الأسي لـ9 أيام.
وفي تداولات الجلسة الآسيوية ليوم الخميس، ارتفع المؤشر بنسبة 0.27%، مخترقاً المتوسط المتحرك الأسي لـ21 يوماً، ما يدل على قوة قصيرة الأجل. وقد يواجه المؤشر مقاومة محتملة عند 99.39، وهي القمة المسجلة في 4 و10 يونيو، تليها مقاومة أخرى عند 99.66، وهي القمة المسجلة في 30 مايو. أما على الجانب الهبوطي، فلا يزال المؤشر مدعوماً بالمتوسط المتحرك الأسي لـ9 أيام عند 98.74، وبقاع جلسة الأربعاء عند 98.48.
من منظور التحليل الأساسي، أبقى الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة ضمن نطاق 4.25% – 4.50%، كما كان متوقعاً على نطاق واسع. وأشار باول إلى أن التضخم قد يرتفع، مشيراً إلى تأثير رسوم ترامب الجمركية، ما يُبقي على حالة من عدم اليقين في الأسواق، وإن كانت أقل حدة مما كانت عليه سابقاً. ويواصل الفيدرالي تبنّي سياسة التثبيت في الوقت الراهن، منتظراً صدور بيانات التضخم وسوق العمل خلال الأشهر المقبلة قبل اتخاذ قرار بخفض الفائدة. وقد دعم هذا التوجه، بالإضافة إلى تزايد الطلب على الأصول الآمنة في ظل التوترات في الشرق الأوسط، أداء الدولار، حيث يراقب المستثمرون عن كثب أي تطورات في تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة