مال وأعمال

انطلاق مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للدول غير الساحلية .. وتركمانستان تقود حوارًا عالميًا حول الاتصال المستدام

أوازا – تركمانستان – الوحدة:

افتُتح اليوم رسميًا مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للدول غير الساحلية (LLDC3) في منطقة أوازا السياحية الوطنية على ساحل بحر قزوين، حيث ترأس الرئيس التركمانستاني سردار بردي محمدوف المنصة للترحيب بالوفود رفيعة المستوى، بما في ذلك رؤساء ورؤساء وزراء ومسؤولون من الأمم المتحدة، في حدث تاريخي مُخصص لتغيير المشهد التنموي لـ 32 دولة غير ساحلية.

في كلمته الرئيسية، أكد الرئيس بردي محمدوف التزام تركمانستان الثابت بتعزيز السلام العالمي والتعاون متعدد الأطراف والتكامل الاقتصادي. وأكد على حق كل دولة في التنمية المستدامة، قائلاً: “إن ضمان ظروف مستقرة ومتساوية للدول غير الساحلية في التجارة العالمية والنقل والتنمية المستدامة ليس مسألة اقتصادية فحسب، بل مسألة عدالة وتضامن أيضًا”.

الشركات العالمية

كما سلط الرئيس التركماني الضوء على أهمية الشراكات الدولية للتغلب على القيود الجغرافية التي تواجهها البلدان النامية غير الساحلية، داعيًا إلى بذل جهد جماعي لتحديث البنية التحتية للنقل، وتنويع طرق التجارة، وتعزيز الاتصال الرقمي. وقد أرست تصريحاته الأساس لبرنامج عمل يمتد لعقد من الزمن لتحسين وصول البلدان غير الساحلية إلى الأسواق العالمية.

كما لفت الرئيس بردي محمدوف الانتباه إلى البنية التحتية الاستراتيجية للنقل في تركمانستان، بما في ذلك ميناء تركمانباشي الدولي وممر لابيس لازولي، كأمثلة إقليمية على كيفية ربط البلدان غير الساحلية بشبكاتها البرية من خلال مشاريع تعاونية.

وأكد أن “تركمانستان ستواصل العمل كشريك موثوق وعضو مسؤول في المجتمع الدولي، وستقدم بنيتها التحتية ودبلوماسيتها لدعم النمو الشامل للجميع”. في كلمتها الافتتاحية، أكدت السيدة رباب فاطمة، الممثلة السامية للأمم المتحدة المعنية بالدول النامية غير الساحلية، على أن “المؤتمر الثالث للدول النامية غير الساحلية يُمثل فرصةً محوريةً لعكس العقبات الهيكلية وتحويل العزلة إلى فرصة. ونهدف إلى تعزيز الشراكات العالمية التي تُمكّن الدول غير الساحلية وتدعم اندماجها في الاقتصاد العالمي”.

%D9%85%D8%A4%D8%AA%D9%85%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%85 %D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%A9 %D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB %D9%84%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84 %D8%BA%D9%8A%D8%B1 %D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A7%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9

دفع عجلة التقدم من خلال الشراكات

انعقد المؤتمر تحت شعار “دفع عجلة التقدم من خلال الشراكات: الدول النامية غير الساحلية وأجندة التنمية المستدامة العالمية”، واستقطب رؤساء دول وكبار القادة من مختلف أنحاء آسيا الوسطى وأفريقيا ومنظومة الأمم المتحدة. وكان من بين الحضور البارزين الرئيس قاسم جومارت توكاييف، رئيس كازاخستان، ونائبة الأمين العام للأمم المتحدة، أمينة ج. محمد، ورباب فاطمة، الممثلة السامية للأمم المتحدة المعنية بأقل البلدان نموًا والبلدان النامية غير الساحلية والدول الجزرية الصغيرة النامية.

جدول أعمال المؤتمر

يتضمن جدول أعمال المؤتمر الثالث للدول النامية غير الساحلية جلسات عامة رفيعة المستوى، وموائد مستديرة مواضيعية، وفعاليات جانبية تُركز على النقل المستدام، وتيسير التجارة، وأمن الطاقة، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. تُعقد أيضًا منتديات خاصة للمجتمع المدني والقطاع الخاص والشباب، مما يعكس نهج تركمانستان الشامل في الحوار الدولي.

هذه هي المرة الأولى التي يُعقد فيها المؤتمر الثالث للدول النامية غير الساحلية في آسيا الوسطى، ويعكس هذا الحدث المكانة الدبلوماسية المتنامية لتركمانستان والتزامها بالتعددية. من المتوقع أن تُشكل نتائج المؤتمر برنامج عمل فيينا جديدًا مدته عشر سنوات، والذي سيُشكل إطارًا عالميًا للدول النامية غير الساحلية من عام 2025 إلى عام 2035.

تركمانستان من الحياد إلى التواصل

بصفتها دولة مضيفة، تُبرز تركمانستان دورها القيادي في تعزيز السلام والتعاون الإقليمي والتواصل المستدام. وبموقعها على مفترق طرق أوراسيا، دأبت تركمانستان على دعم مشاريع البنية التحتية التي تربط الدول غير الساحلية بالأسواق العالمية.

تشمل الإنجازات الرئيسية ما يلي:

* ممر اللازورد، الذي يربط أفغانستان وتركمانستان وأذربيجان وجورجيا وتركيا، مما يُقلل بشكل كبير من أوقات عبور البضائع بين آسيا وأوروبا.

* ميناء تركمانباشي الدولي، وهو استثمار بقيمة 1.5 مليار دولار أمريكي يُحوّل منطقة بحر قزوين إلى مركز لوجستي حيوي.

* البرنامج الخاص لاقتصادات آسيا الوسطى (SPECA) ومبادرات أخرى للنقل والسكك الحديدية تُعزز التكامل بين وسط وجنوب وغرب آسيا.

صرح سعادة السفير أكسولتان عطائيفا، الممثل الدائم لتركمانستان لدى الأمم المتحدة، قائلاً: “إن استضافة مؤتمر دول جنوب شرق آسيا للتنمية الثالث (LLDC3) تعكس التزام تركمانستان الراسخ بالتعددية وبتحويل القيود الجغرافية إلى فرص لتحقيق الرخاء المشترك”.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
جريدة الوحدة