أخبار عربية ودولية

وزير الداخلية التركية: أكثر من 130 ألف مهاجر عبروا إلى اليونان

استمرار معارك إدلب يفاقم خطر المهاجرين على أوروبا

ألقت قوات الأمن اليونانية القبض على 45 مهاجرا، عبروا الحدود من تركيا بصورة غير قانونية، بحسب ما ذكرته محطة “إي آر تي” الرسمية.

و تم اعتراض مجموعة المهاجرين، ومعظمهم من أفغانستان وباكستان وبنجلاديش والمغرب، في ليلة الاثنين/الثلاثاء.

وأفاد التقرير بأن اليونان منعت 5000 شخص من الدخول بشكل غير قانوني منذ الاثنين.

و أعلن وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن عدد المهاجرين غير النظاميين الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان تجاوز 130 ألفا حتى صباح امس الثلاثاء.

وكتب الوزير التركي، على موقع تويتر “حتى الساعة 0915 صباح الثلاثاء، وصل عدد المهاجرين غير النظاميين، الذين عبروا الأراضي التركية إلى اليونان 130 ألف و469 مهاجرا”.

وبدأ تدفق المهاجرين إلى الحدود الغربية لتركيا مساء الخميس الماضي، عقب تداول أخبار بأن أنقرة لن تعيق حركة المهاجرين غير النظاميين باتجاه أوروبا.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعلن أن بلاده ستبقي أبوابها مفتوحة أمام اللاجئين الراغبين بالتوجه إلى أوروبا، مؤكدا أن تركيا لا طاقة لديها لاستيعاب موجة هجرة جديدة.

وكان رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية فخر الدين ألطون قال إن بلاده، التي تستضيف 6ر3 مليون سوري، “ليس لديها خيار آخر سوى تخفيف جهودها لاحتواء ضغط تدفق اللاجئين، بعد التصعيد العسكري في محافظة إدلب السورية”.

وصعدت تركيا من موقفها بعد مقتل نحو 36 من جنودها وجرح العشرات في غارات جوية في شمال غرب سورية الخميس الماضي.

متابعة تجمعات المهاجرين غير الشرعيين على الحدود التركية اليونانية بهدف الدخول إلى اليونان ثم إلى أوروبا، تشير إلى أنهم ليسوا من اللاجئين السوريين وإنما من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من دول أخرى مثل أفغانستان وإيران وباكستان والذين يحلمون بالوصول إلى أوروبا.

وقد فرضت قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا عبر الأراضي التركية نفسها مجددا على جدول أعمال قادة أوروبا بعد إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فتح حدود بلاده مع دولتي الجوار الأوروبيتين اليونان وبلغاريا، بدعوى عدم قدرة بلاده على تحمل تدفق طوفان اللاجئين الجدد القادمين من سورية بسبب العملية العسكرية التي ينفذها الجيش السوري للسيطرة على محافظة إدلب.

يوجد في تركيا حوالي 6ر3 مليون لاجئ سوري مسجلين رسميا يمثلون حوالي ثلثي إجمالي عدد المهاجرين في تركيا، ومع ذلك فإن عددا قليلا للغاية من هؤلاء السوريين اتجه نحو الحدود الغربية للدخول إلى أوروبا بعد إعلان أردوغان فتح الحدود.

وتقول وكالة بلومبرج للأنباء إن الخطر الذي تواجهه حكومات الاتحاد الأوروبي هو أن معركة السيطرة على محافظة إدلب تطلق موجة جديدة من اللاجئين الذين يعبرون تركيا إلى أوروبا وتحول تهديد أردوغان لأوروبا إلى حقيقة.

ونقلت بلومبرج عن دبلوماسي أوروبي القول إن هذا السيناريو يؤكد أن الخطر الحقيقي الذي يهدد الاتحاد الأوروبي لا يوجد على الحدود اليونانية التركية وإنما على الحدود السورية التركية حيث تتواجه قوات سورية وقوات تركية من أجل السيطرة على محافظة إدلب.

وبحسب التقديرات الأوروبية، فإن نجاح الحملة العسكرية التي تشنها قوات الرئيس السوري بشار الأسد المدعومة من روسيا في السيطرة على إدلب يمكن أن يؤدي إلى تدفق أكثر من مليوني لاجيء سوري جديد إلى تركيا ثم إلى أوروبا في ظل تعهد تركيا بعدم الوقوف في طريقهم.

ويقول الدبلوماسي الأوروبي إن ما يجري على الحدود اليونانية التركية حاليا مجرد نموذج بسيط لما يمكن أن يحدث إذا انطلق طوفان لاجئين جديد من سورية إلى أوروبا عبر تركيا.

وقد أصبحت روسيا وتركيا اللاعبين الرئيسيين في تحديد مستقبل سورية بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من سورية. وفي غياب حضور أوروبي قوي في هذه الأزمة تشعر أنقرة بأنها تدفع بمفردها تكلفة عالية في سورية حيث تحارب قوات الأسد. وبفضل الدعم الجوي الروسي لقوات بشار الأسد، فقد الجيش التركي في هذه المعارك 36 عسكريا خلال الأسبوع الماضي ليصل إجمالي خسائره خلال شباط/فبراير الماضي أكثر من 50 قتيلا.

في مواجهة هذه الخسائر، والصمت الأوروبي والأمريكي، يرى الرئيس التركي أن أوروبا لا تقدم الدعم الكافي لبلاده التي أنفقت أكثر من 40 مليار دولار على اللاجئين، لذلك قرر فتح حدود بلاده أمام اللاجئين والمهاجرين الذين يريدون الذهاب إلى اليونان المجاورة وغيرها.

في الوقت نفسه فإن أردوغان يحتاج إلى الدعم الأوروبي في الوقت الذي يستعد فيه لما يمكن اعتباره لقاء تاريخيا مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الخميس المقبل. وقد أثار تهديد أردوغان بفتح حدود بلاده مع اوروبا أمام المهاجرين غضب العواصم الأوروبية التي أعادت التذكير باعتماد تركيا على دعمها اقتصاديا وماليا، وأن قبضة أردوغان لم تعد بنفس قوتها.

وفي بيان حاد اللهجة وغير معتاد قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها يمكن أن تتفهم أن يتوقع أردوغان المزيد من أوروبا، لكنها ترى أنه من غير المقبول ان يختار أردوغان وحكومته التعامل على “حساب اللاجئين” وليس مع قادة الاتحاد الأوروبي.

وأضافت ميركل أنها تعتزم إجراء المزيد من المحادثات مع تركيا بشأن كيفية “الوصول إلى توازن الدعم من الاتحاد الأوروبي”.

ويقول مراد هوكاييم خبير شؤون الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية الذي يتخذ من لندن مقرا له إن “هناك الكثير من الإشارات والاستفزازات” وراء قرار تركيا فتح حدودها الغربية مع أوروبا أمام اللاجئين، مشيرا إلى التباين الكبير بين الأعداد القليلة للمهاجرين الذين تركوا تركيا وحديث الحكومة التركية المروع عن وجود أكثر من 100 ألف لاجئ يتجهون نحو الحدود الأوروبية.

فنحن مازلنا بعيدين جدا عن سيناريو أزمة المهاجرين الذين تدفقوا إلى أوروبا عام 2015.

وبحسب وكالة بلومبرج فإن هناك سببا بسيطا وراء عدم رغبة اللاجئين السوريين في المخاطرة بمحاولة عبور حدود الاتحاد الأوروبي التي تدافع عنها اليونان بقوة، وهو انهم يعيشون حياة شبه مستقرة في تركيا. ووفقا للتقديرات الرسمية فإن عدد السوريين الذين ولدوا في تركيا منذ لجوء آبائهم السوريين إليها بسبب الحرب الأهلية السورية، بلغ نصف مليون طفل. كمأ ظهرت أحياء سورية كاملة في مدينة اسطنبول التركية وأصبح الاقتصاد المحلي لهذه الأحياء يعتمد على الوجود السوري.

ويقول مراد أروغان الأستاذ في الجامعة الألمانية التركية في اسطنبول والذي يقوم بدراسات في مجال الهجرة وليست له صلة قرابة مع الرئيس التركي أردوغان إن أغلب المستجيبين لقرار فتح الحدود التركية مع أوروبا هم من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من باكستان وأفغانستان وإيران الذين يعيشون في تركيا بصورة غير رسمية ويواجهون خطر الترحيل وليسوا من اللاجئين السوريين المقيمين بصورة رسمية.

أنقرة-(د ب أ):

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى