يوسفيّـات الحـسـن حـمـر الوجـنّـي
هو الشاعر سالم بن محمد الجمري العميمي ، ولد في عام 1910 م تقريبا ،
في دبي وتحديداً في منطقة ديرة ، التحق بالكتاتيب منذ صغره ثم بدأ في قرض الشعر
وهو ابن خمس عشرة ربيعاً كما يقول ، وكان الشاعر مبارك العقيلي
هو أول من تنبأ له بمستقبله الشعري عندما سمعه يغني ذات مرة في عبرة بحرية
استقلها الاثنان كما يذكر الشاعر نفسه أيضا ، وقد مارس مهنة الغوص على اللؤلؤ مبكراً حتى أصبح نوخذة .
وبعد انهيار تجارة اللؤلؤ في المنطقة وانتهاء الحرب العالمية الثانية
وماسببته من أزمة في العيش في الخليج العربي ،
سافر الجمري في منتصف الأربعينات للعمل في الكويت
ولكنه لم يبق فيها طويلاً إذ لم تطل مدة إقامته هناك سوى شهرين
ثم إتجه إلى السعودية وعمل فيها مصوراً وكاتباً للعرائض والشكاوى
واستمرت فترة بقائه في الخارج خمس سنوات ، عاد بعدها إلى دبي في بداية الخمسينيات وفتح له محل للتصوير .
وتعرف في أواخر الخمسينات من القرن الماضي على الفنان حارب حسن
الذي كان أول من تغنى بأشعاره وتحديداً
في قصيدة ( لعي الجمري على فرقا ظنينه ) التي نظمها الجمري رثاء في زوجته .
ثم تعرف على الفنان المعتزل علي بروغة في بداية الستينات ،
وكانت تلك المعرفة بداية الانطلاقة لثنائي فني اشتهر واستمر لما يقارب العشرين سنة .وتوفي الشاعر الجمري
عام 1991 عن 81 سنة
القصيدة
تيّـمـنّـي يـــا عــلــي خــــردٍ لـفـنّــي –زايــــــراتٍ ولّــعــنّــي بـالـمـقـالــي
بـالــســلام و بـالـتـحـيّـه بــادرنّـــي —مــن قـبـل لا جـيـب وراد السـوالـي
بـاشـرنّــي بـالـتـعـطّـف و الـتّــأنــي —واجلسن عنـدي يليـن العـود مالـي
كـل مـا ردّت انتظـر فيـهـن غشـنّـي —نـور شمـس ونـور بـدريّ الكمالـي
يوسفيّـات الحـسـن حـمـر الوجـنّـي— سـيّــدات الـفــن ربّـــات الـجـمـالـي
أحـــوريّـــاتٍ زوايـــاهـــن تــبــنّــي —من عبير المسك فوق الخـد سالـي
سامـرنّـي يــا مــلا فــي كــل فـنّــي— وذبـحــنّــي بـالـتــدلّــع والـــدلالـــي
وشـغـلـنّــي بـالـحـكـايـا ومـلـكّــنــي— ملـك عـبـدٍ فــي أمـرهـن لا يـزالـي
حـار فـكـري يــوم هــن بيوادعـنـي —ألتمـح مـن زولهـن لمـح الخيـالـي
قـلــت ريـضــن يامـهـايـا وأنّـسـنّـي— قالن اسمحنا تـرى ضـاق المجالـي
وان فـرغـنــا بـانــعــود وبـانـثـنّــي —وانتـظـرنـا عـقــب أيـــام و لـيـالــي
يــا مــلا يــا لـيــت بيـفـيـد التـمـنّـي —ياتمنّـاهـن يـصــورن لـــي حـلالــي
طول عمري ما بانـوح و لا باغنـي —–بأندمج في حبّهـن فـي سيـح خالـي
لـكـن ظــروف اللـيـالـي عاكـسـنّـي —والبخت والحظ سعده ما صفـى لـي
يــا مــلا كــاس الـمـرارة جرّعـنّـي —وارتشفـت الصبـر كنّـه قـنـد حـالـي
والمحـبّـه للـفـتـى بـأخــلاف ظـنّــي— كم غريمٍ في الهوى حرم الوصالي
كـم بكيـت و كـم انـوح وكــم احـنّـي —كم صفقت الكف فوق الكـف خالـي
هايـمٍ فـي الحـب مـا تــدرون عـنّـي —عن هوى الخلاّن قلبي هوب سالي
نجمتـيـن وظبـيـةٍ تـرعــا السـمـنّـي —زعـفـران وحـيّـةٍ صــادت غـزالــي
بقلم الشاعر والكاتب / أنور بن حمدان الزعابي