رأس الخيمة.. القطاع الصحي نقلة نوعية ومؤشرات عالمية
وام / شهد القطاع الصحي في إمارة رأس الخيمة خلال العقود الأربعة الماضية نقلة نوعية وإنجازات كبيرة من حيث التحديث والتجهيز الطبي والتقني والبنى التحتية المتقدمة وذلك بفضل الاهتمام البالغ والرعاية الكبيرة التي توليها حكومة الإمارات للقطاع الصحي، ليواكب مؤشرات المنظمات الصحية الدولية والأنظمة العالمية المعتمدة، ايمانا من القيادة الرشيدة بأهمية القطاع الصحي في التنمية الشاملة.
وكانت انطلاقة التأسيس والتحديث المستمر للقطاع الصحي في إمارة رأس الخيمة والدولة عموما مبكرة على يد المغفور له المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” منذ إعلان الاتحاد عام 1971.
واليوم يعتبر القطاع الصحي في رأس الخيمة أحد أهم القطاعات الحيوية إذ يشهد تطويرا وتحديثا مستمرين بفضل دعم ورعاية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة وجهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع التي تشرف على 5 مستشفيات حكومية هي “مستشفى شعم، ومستشفى ابراهيم عبيد الله، ومستشفى ابراهيم عبيد الله لكبار السن وأمراض الشيخوخة، ومستشفى صقر، ومستشفى عبدالله عمران الجديد”، بالإضافة إلى 16 مركزا للرعاية الأولية وطب الاسنان وطب الأسرة والطب الوقائي موزعة على جميع مناطق الإمارة، ومجهزة بأحدث المعدات الطبية والكوادر المؤهلة والمختبرات الفنية لتقديم خدمات الرعاية الصحية في العديد من التخصصات الطبية، وجميع تلك المستشفيات والمراكز حاصلة على الاعتماد الدولي في تطبيق أفضل الممارسات العالمية من ناحية جودة الخدمة السريرية وسلامة المرضى وأطقم العمل، وذك لضمان سلامة وصحة المواطنين والمقيمين على السواء.
ويحظى القطاع الصحي الخاص في الإمارة بحضور مميز على سلم أولويات حكومة رأس الخيمة لتحقيق التكامل والتعاون مع جهود وزارة الصحة ووقاية المجتمع الرامية إلى تقديم الخدمات الطبية للمرضى في الإمارة بكفاءة وجودة عالية وتطوير منظومة الرعاية الصحية وفق أفضل المستويات العالمية، كما يوفر القطاع الخاص الصحي فرصا استثمارية واعدة في ظل التوسع الاقتصادي والاجتماعي الواعد للإمارة، ولعل مستشفى رأس الخيمة الذي افتتحه صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عام 2007 يعد النموذج الأمثل للتعبير عن نجاح القطاع الصحي الخاص في رأس الخيمة في تقديم مستويات راقية في الخدمات الصحية حيث نجح المستشفى في تعزيز مكانته المرموقة والرائدة، مع نيله جائزة الشيخ خليفة للإمتياز في قطاع الأعمال، ليصبح مؤسسة الرعاية الصحية الوحيدة في القطاع الخاص التي نالت شرف الحصول على هذه الجائزة المرموقة في نسختها السابعة عشر في العام 2019 ، ضمن قائمة ضمت أكثر من 50 شركة تمثل مختلف القطاعات الاقتصادية في دولة الإمارات وخارجها.
ومن منطلق حرص صاحب السمو حاكم رأس الخيمة على تعزيز هذا التميز في مجال الرعاية الصحية في الإمارة افتتح سموه مستشفى رأس الخيمة التخصصي للعناية بالعيون لتشخيص وعلاج كافة الحالات المرضية للعيون وليقدم أحدث تقنيات العناية بالبصر فضلا عن كونه منصة جراحية متفوقة في جميع أنواع العلاج التي تقدم لأول مرة في المنطقة وتعتبر الأفضل في الشرق الأوسط، كذلك تضم الإمارة شبكة من المستشفيات والعيادات التخصصية المملوكة للقطاع الخاص والتي تقدم خدمات علاجية للمواطنين والمقيمين في مختلف التخصصات الطبية والعلاج الطبيعي.
ومن أهم وأحدث المنشآت الطبية في الإمارة مستشفى الشيخ خليفة التخصصي برأس الخيمة، إحدى مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، “حفظه الله”، والذي افتتح عام 2015 بإدارة مستشفى جامعة سيؤول الوطنية في كوريا الجنوبية، لتقديم خدمات علاجية فائقة تضاهي ما تقدمه أهم وأحدث المراكز العلاجية العالمية المتخصصة في مجال طب وجراحة الأورام السرطانية، وطب وجراحة الأعصاب، وطب وجراحة القلب والأوعية الدموية، ويستقبل المستشفى الحالات المحولة من مستشفيات ومراكز علاجية من خارج الدولة ليقدم لهم الرعاية اللازمة في هذه التخصصات الدقيقة وفق أعلى المعايير العالمية.
ونظرا لأهمية دور الكوادر الطبية المؤهلة والمتخصصة في نجاح أي منظومة للرعاية الصحية كانت رؤية صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي بضرورة دعم هذا القطاع بمنظومة تعليمية توفر تعليما أكاديميا متميزا في الطب والعلوم الصحية، وتسهم في تخريج الأطباء والممرضين والصيادلة والفنيين، لذا كانت توجيهات سموه بإنشاء جامعة رأس الخيمة للطب والعلوم الصحية التي تقدم برامج معتمدة في درجتي البكالوريوس والماجستير في الطب وطب الاسنان والتمريض والصيدلة وتمريض الأطفال وتمريض الصحة النفسية والعقلية، وتضم الجامعة طلابا من 50 بلدا مختلفا ويبلغ الطاقم الأكاديمي 108 عضوا و138 من الهيئة التدريسية والطاقم الإداري 114 من 33 جنسية مختلفة وتلتزم الجامعة بأعلى المعايير الأكاديمية التي مكنتها من تبوأ مكانة مرموقة على مستوى جامعات وكليات الطب على الصعيد الإقليمي.
كما تحتضن إمارة رأس الخيمة، وضمن مساعي دولة الإمارات الاستباقية لمكافحة فيروس كورونا المستجد ” كوفيد 19″ والحد من انتشاره، مركز المسح الوطني “من المركبة” الذي تم إنشاؤه في وقت قياسي من قبل إدارة الخدمات العلاجية الخارجية التابعة لشركة أبوظبي للخدمات الصحية “صحة”.
ويقدم المركز خدمات الفحص بسرعة وكفاءة عالية باستخدام أحدث التقنيات والكوادر الطبية والفنية التي توفر الرعاية اللازمة للمواطنين والمقيمين وفق أعلى المعايير العالمية حيث يتم إجراء الفحص خلال 5 دقائق وبقدرة استيعاب يومي تبلغ 500 شخص. ويضم المركز 6 غرف لتقديم الخدمة تشمل غرفتين لتسجيل البيانات الشخصية للمراجع وغرفتين للمختبر وغرفة العمليات ومخزنا.