قدم المستحيل للفن الشعبي الأصيل رغم فقدانه للبصر

سعيد سالم..نصف قرن يصدح بصوته الشجي

بقلم الشاعر والكاتب : أنور حمدان الزعابي

الرواي: خليفه محمد الكعبي

هوالفنان الشعبي سعيد سالم حسن المعلِّم.. اسم فني غنائي شعبي إماراتي نابع من البيئة الساحلية الإماراتية له سجل حافل في الغناء الشعبي وهو من رواد الطرب الشعبي الإماراتي مع الفنان علي بن روغه ومن نفس جيله.

عرف بموهبته وفنه وعطائه. توقف عن الفن قبل سنوات وكرمته وزارة الثقافة عام 2006م. مطرب قدم صوته، منذ أكثر من نصف قرن، وقدم مجموعة من أجمل الأغاني. شارك في الكثير من الحفلات والمناسبات والبرامج الداخلية والخارجية.

ولد في منطقة دبا الحصن التابعة لإمارة الشارقة عام ?1950م،وبدأء بالغناء

في المقاهي الشعبية، وكان في ذلك الوقت يهوى حفظ الأغاني والقصائد التي يمكن اعتبارها نقطة بروزه في الساحة الفنية. في العام 1965 سجل أول شريط له في محل استوديو إبراهيم جريف، وكان عمره أربعة عشر عاماً، وكانت أغنيته الأولى (هام قلبي في الهوى مرة) من كلمات الفنان جاسم سيف القصاب، وكانت الحفلات المحلية تسجل في جلسات شعبية. كما سجل بعضاً من أغانيه في أشرطة كاسيت  واسطوانات.

وتعرف على الفنانين المحليين من أمثال علي بن روغه، وحارب حسن وسعيد الشراري وجابر جاسم. وفي عام 1969 سجل المطرب سعيد سالم

أغنيات لإذاعة الكويت الشعبية. وشارك في برنامج المسابقات نجم الأسبوع إعداد وتقديم حسن كمال إخراج جمعة المهندي عام 1983م. قدم أكثر من 400 أغنية محلية شعبية معظمها من تأليفه ومن أشهر أغانيه الشعبية «خذني هواكم يا أهل الشارقة»، «ليش تنكر يا أبو شعر أشقر». المطرب سعيد سالم أحد الذين ابتكروا موسيقي إماراتية أصيلة لها طابعها الشرقي المتأثرة بالبيئة الإماراتية. ومن جوانب تجديده وعبقريته الموسيقية احترافه لفن الصوت والتمكن من الإيقاع المصاحب لفن الصوت. والصوت كركن أساسي في الأغنية الخليجية عموماً يطلق على الأغنية المحترفة التي ظهرت في الثلاثينيات وانطفأت شمعتها في الستينيات، ويقدم هذا الفن بمرافقة آلة العود، والطبل الصغير المعروف قديماً بـ «المرواس»، وهو فن غنائي احترافي ظهر في الخليج منذ أكثر من قرن. واشتهر هذا الفن عبر الأسطوانات الغنائية التي كانت على آلة البشتختة ، وخاصة في المقاهي الشعبية التي يستمع فيها رواد المقهى لهذا الفن الجميل، الذي يميزه اللحن والإيقاع، وما ميز فن الصوت وأدى إلى انتشاره وتأثر الناس به، تلك الألحان العربية القريبة من أرواحهم وإيقاعها القريب من بيئتهم البحرية، لذلك تعلق الكثير من محبي الغناء والموسيقى به وتعمقوا فيه لتأديته بصورة رائعة، لاسيما من تميزوا بالقدرة على الغناء ممن يملكون حناجر صوتية رخيمة وتقنية عالية في التعاطي، والتمكن من استخدام آلة العود باعتبارها الآلة الرئيسة في فن الصوت. وقد تميز وتمكن المعلم من هذا الفن وأبدع في «غناء الصوت»، فغنى: «اغنم زمانك»، و«قال ابن الأشراف»، و«مال غصن الذهب»، و«جفني بطيب الكرى».