صحة وتغذية

«أصدقاء مرضى السرطان» .. جهود إنسانية وأجواء مليئة بالأمل

توفر دعماً مادياً ومعنوياً للمصابين وعائلاتهم

أمل المازمي: أكثر من 5 آلاف حالة حتى الآن وخدماتنا الإنسانية لنحو 600 مريض سنوياً

– نقوم بتغيير المفاهيم المغلوطة بشأن بعض أنواعه

– نعمل على تعزيز الثقة بالنفس ورفع قدرات المصابين

خولة راشد: لدينا حزمة مشاريع إنسانية بتكلفة بلغت 11.18 مليون درهم

– نظمنا رحلة للعمـرة والحـج لدعـم الجانب الروحي للمرضـى

– مستمرين في التواصل مع المرضى خلال فترة كورونا

أبوظبي ـ الشارقة ـ علي داوود:
يعد مرض السرطان من أخطر أمراض العصر الحالية وأكثرها انتشاراً في العالم لاسيما خلال السنوات القليلة الماضية، الأمر الذي يتطلب تكريس الجهود في توفير الاحتياجات الطبية وتعزيز وتطوير استراتيجيات وسياسات فاعلة ، إضافة إلى تكريس الجهود الإنسانية والمجتمعية والتوعوية لمجابهة المرض ، فضلاً عن تعزيز الشراكات لتحقيق التطلعات والأهداف النبيلة المرجوة.
إلى ذلك تعتبر جمعية أصدقاء مرضى السرطان، من أولى المؤسسات الخيرية ذات النفع العام المعنية بمكافحة هذا المرض ما يؤكد وقوف هذه الجمعية بقوة كبيرة وجهود جبارة من حيث الجانب الإنساني الكبير المتمثل في الدعم المادي والمعنوي والتوعوي المتواصل الذي ظلت تقدمه للمرضى منذ تأسيسها، وذلك من أجل ذرع أمل جديد في نفوس المرضى، كما أن الجمعية بذلت جهود كبيرة وحثيثة في التعامل مع المرضى وتوفير الدعم المطلوب لهم بجميع أنواعه ، سواء كان ذلك من جانباً نفسياً أو معنوياً أو غيره من الأمور المتعلقة بذلك، علاوة على ذلك فإن الجمعية قد قامت أيضاً بدعم أسر المصابين في جميع أنحاء الدولة ، فضلاً عن دورها الفعال والمقدر خلال فترة جائحة كورونا كوفيد ـ 19 ، حيث ظلت جمعية أصدقاء مرضى السرطان في تواصل دائما ومستمر مع المصابين والاهتمام بهم مع عائلاتهم مع توفير كل المتطلبات والاحتياجات الضرورية لديهم.

مفاهيم مغلوطة

تقول أمل صالح المازمي، مدير إدارة التميز المؤسسي في الجمعية ، تأسست جمعية أصدقاء مرضى السرطان، قبل أكثر من 20 عاماً، وهي مؤسسة خيرية ذات نفع عام، ومقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، تعنى بمكافحة السرطان، من خلال توفير الدعم المادي والمعنوي لمجموعة من المصابين وعائلاتهم، بالإضافة إلى إرشاد المرضى، ورفع نسبة الوعي المجتمعي حول أسباب السرطان، وتغيير المفاهيم المغلوطة بشأن بعض أنواعه، وتوضيح طرق الوقاية، وأهمية الفحوصات الذاتية والمبكرة، وذلك لتظل الجمعية مصدرا أساسيا توعويا لمرضى السرطان وعائلاتهم.
ويعتبر صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة سموه، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المؤسس والرئيس الفخري للجمعية، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، الداعمين والمناصرين الأساسيين للجمعية، بالإضافة إلى عدد من المؤسسات الرسمية والخاصة، منها وزارة الصحة، وهيئة الشارقة الصحيّة، وهيئة الصحة بدبي، ودائرة الصحة – أبو ظبي، والجامعة الأمريكية في الشارقة، ومركز توام للتصوير الجزيئي، وجمعية رعاية مرضى السرطان رحمة، والاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان، وملتقى صحة الرجال، ورمادا، وشركة خدمات البريد السريع “دي أتش أل”، ومجموعة الشلهوب، ونوفو سينما، وجمعية السرطان الأمريكية، فضلا عن عدد من أفراد المجتمع.

رفع الجانب المعنوي

وعن الفئات التي تستهدفها الجمعية وعدد المصابين حتى الآن، تؤكد المازمي، أن الجمعية تستهدف جميع أفراد المجتمع الإماراتي، وتعمل على تعزيز الوعي بينهم، وتغيير المفاهيم المغلوطة بشأن السرطان، وتدعم المرضى وأسرهم باعتبار الأسر أكثر من يعانون، مما دفعنا إلى التركيز على مساندتهم، ورفع الجانب المعنوي لديهم، لتعزيز ثقة المريض بنفسه، ورفع قدرته على الاستجابة للعلاج.
أما فيما يتعلق بعدد المصابين، فقد وصل عددهم حتى الآن إلى أكثر من 5 آلاف حالة، حيث توفر الجمعيّة دعمها وخدماتها الإنسانية لنحو 600 مريض بالسرطان سنوياً، وتحرص دوما على رفع عبء الجانب المادي عن كاهل المرضى وأسرهم لإدراكها مدى تأثير هذا الجانب على المرضى وأسرهم، بالإضافة إلى مسؤولياتها الإنسانية التي تتطلب توفير أجواء مليئة بالأمل والثقة لدى المريض وذويه، بهدف تحسين عملية استجابته للعلاج.

تكثيف الجهود

وفيما يختص بالخطط المستقبلية للجمعية، تقول أمل صالح المازمي، خططنا لم تتغير وسنواصل جهودنا في نشر الوعي بـ 40 نوعاً مختلفاً من السرطان، بين أبناء الإمارات وجميع الجنسيات والثقافات التي تحتضنها الدولة، وسنستمر في الدعم المتواصل لمرضى السرطان وعائلاتهم، إلى جانب تكثيف الجهود وإطلاق مزيد من الحملات والمبادرات الإنسانيّة التي توسع من نطاق الشركاء والداعمين لهذا العمل الإنساني، الذي يتمحور حول أهداف نبيلة، غايتها الوصول إلى مجتمع صحي وواع لمخاطر مرض السرطان عموماً.
وعن أبرز التحديات والمشكلات التي قد تواجههم تشير أمل صالح المازمي، مدير إدارة التميز المؤسسي ، إلى أنه في الواقع لا يوجد عمل دون تحديات، ولكنني أستطيع القول إن أكثر التحديات التي تواجه الأعمال الإنسانية عادة، تتلخص في الدعم المادي، وبالتالي يمكن وضع هذا الأمر على رأس التحديات، ومع ذلك فإن الجمعية تمكنت خلال سنوات عملها من تعزيز قاعدة الشركاء والمتعاونين، وتسعى إلى مواصلة هذا الجهد باعتبار أن مرض السرطان لم ينتهِ، ولم يُكتشف حتى الآن عقاراً للوقاية منه، مما يعني أن المرض مستمر، وأن الدعم المادي والمعنوي كذلك سيكونان مطلوبان دوماً، لتخفيف أعباء المصابين وأسرهم.

جهود إنسانية

بينما تحدثت خولة راشد، مدير إدارة شؤون المرضى، في ردها عن سؤال حول كيفية تعامل الجمعية مع بعض الحالات في الخارج ، تقول أن الجمعية تعمل مع العديد من دول العالم، خاصة تلك السباقة في مجال أبحاث مرض السرطان، كما تقود جهودا إنسانية على مستوى دولي من خلال “صندوق أميرة”، وهو إحدى المبادرات الإنسانية التابعة للجمعية بالتعاون مع مؤسسة القلب الكبير، التي جاء تأسيسها تخليداً للجهود الإنسانية الكبيرة للفقيدة أميرة بن كرم، وهو مسؤول عن تنفيذ حزمة من المشاريع الإنسانية بتكلفة بلغت نحو 11.18 مليون درهم إماراتي، شملت 9 مشاريع في الأردن، وموريتانيا، وتنزانيا، وأثيوبيا، وشرق أفريقيا، وفلسطين، وساحل العاج، وباكستان، إلى جانب تخصيص 1.4 مليون درهم لعلاج مرضى السرطان داخل الدولة.
وتضيف راشد يخصص “صندوق أميرة” 40% من ميزانيته لمساعدة ودعم المرضى داخل دولة الإمارات، و30% لدعم ومساعدة المرضى خارج الدولة، فيما يخصص 30% من ميزانيته للمساهمة في بناء قدرات المؤسسات والمنظمات التي تعمل في مجال مكافحة السرطان داخل وخارج دولة الإمارات.

تعزيز الجانب النفسي

وعن كيف يتم التعامل مع المرضى من الجانب النفسي، تجيب راشد بالقول، أدركت الجمعية مبكراً أهمية تعزيز الجانب النفسي لدى المرضى نظراً لدوره في توفير الاحتياجات النفسيّة والطبيّة، التي تمكن المرضى من مواجهة السرطان، ولتحقيق هذا الهدف أطلقنا العديد من الفعاليات التي تدخل الأمل والسعادة إلى المريض وترفع ثقته بنفسه، مثل فعالية “لون عالمي” التي هدفت إلى تقديم الدعم المعنوي للمصابين بالسرطان، كما أطلقنا منذ سنوات فعاليات “عربة المرح” لرسم البسمة على وجوه مرضى السرطان من الأطفال واليافعين، فضلاً عن حملة “خصل الأمل” الهادفة إلى تزويد المرضى الذين تعرضوا للعلاجات الكيميائية، بشعر مستعار، كما نظمنا رحلة للعمـرة والحـج لدعـم الجانب الروحي لدى المرضـى.

فعاليات افتراضية توعويّة

وفيما يتعلق بالجهود التي قامت بها الجمعية خلال جائحة كورونا والإجراءات الاحترازية المتبعة التي كانت اتخذت في التعامل مع الفيروس، تؤكد خولة راشد، مدير إدارة شؤون المرضى، أن الجمعية نظمت باقة من المبادرات التوعوية، والفعاليات الافتراضية، كإطلاق تحدي “خطوات وردية”، و”تحدي الصيف”، ضمن مبادرة مسيرة “لنحيا” الرياضية، بهدف تعزيز الصحة المجتمعية العامة والتفاعل بين الأفراد، كما وضعت مجموعة من الحلول الريادية المبتكرة، بهدف التعامل مع التحديات التي فرضتها ظروف انتشار فيروس كورونا المستجد، ومواصلة تقديم خدماتها ودعمها للمرضى، حيث بادرت الجمعية إلى توفير الدعم المادي للمرضى (عن بعد) لاستكمال علاج مرضى السرطان من ذوي الدخل المحدود في مختلف إمارات الدولة، عن طريق انشاء استمارة إلكترونية تتيح للمرضي التقدم بطلب المساعدة من المنزل، وتحميل الوثائق بعد تعبئة البيانات الشخصية.
كما نظمت خلال فترة الحظر مجموعة من ورش العمل، والفعاليات، والأنشطة الافتراضية، عبر تطبيق «زووم» و«ويبكس»، بهدف تعزيز أدوات الاتصال مع المرضى وأسرهم، ومواصلة تقدم الدعم المعنوي، ليخصص المريض وقته لأعمال تعود بالفائدة عليه على المدى البعيد.
وتوضح أن الجمعية بادرت إلى إطلاق فعاليات افتراضية توعويّة لمرضى السرطان وذويهم، تقدم عدداً من النصائح الواجب اتباعها للوقاية من الإصابة بالفيروس، وأهم الرياضات التي يمكن ممارستها، والأطعمة الصحية التي ترفع من مناعة الجسد، إلى جانب آليات التصرف في حالات الكشف عن إصابة بالفيروس، كما حرصت الجمعية على توفير المعلومات، والبيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية بشأن كورونا المستجد، وواصلت تقديم النصائح لمرضى السرطان، والمتعافين منهم، حول الوقاية باتخاذ التدابير الاحترازية اللازمة.

قصص ملهمة

أما فيما يتعلق عن المبادرات التي تم أطلاقها الجمعية خلال هذه الفترة تشير خولة راشد، مدير إدارة شؤون المرضى ، إلى أن الجمعية أطلقت مبادرة “أصدقاء مرضى السرطان”، المعنية بنشر الوعي حول مرض السرطان وتوفير الدعم اللازم لعلاجه، حملة تحفيزية على منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار (# خليك_ في _البيت _اصنع _فرقاً)، بهدف حث أفراد المجتمع على مشاركة قصصهم الشخصية الملهمة، والتضامن مع غيرهم خلال فترة الحجر المنزلي الذي فرضته الإجراءات الوقائية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد (COVID-19)، كما أن الجمعية مستمرة في جهودها نحو إطلاق المبادرات الافتراضية، التي من شأنها تحقيق تفاعل مجتمعي، يضم مختلف أفراد المجتمع وفئاته، وضمان تحقيق الأهداف النبيلة التي نسعى إليها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى