مال وأعمال

صعود ماراثوني لخام برنت من قاع «كورونا»

نيويورك ـ (وكالات):

ارتفعت أسعار خام برنت، ليوم الجمعة بنحو 1.3 % ليتداول عند 49.25 دولار للبرميل، فيما ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط WTI “الأمريكي”، بنحو 1.4 في المائة ليتداول عند 46.26 دولار للبرميل عند التسوية، علما أن هذه الأسعار هي الأعلى منذ تفشي كورونا.

وتكون أسعار النفط بعد ارتفاع الجمعة قد سجلت قفزة هائلة خلال سبعة أشهر، إذ ارتفع خام برنت 208 في المائة عن أدنى سعر والمسجل في 22 نيسان (أبريل) عند نحو 16 دولارا، بينما قفز الخام الأمريكي 359 في المائة عن أدنى سعر خلال الفترة ذاتها، المسجل قرب عشرة دولارات.

وجاء ارتفاع الخام مدفوعا بتمديد اتفاق “أوبك+” حتى نهاية العام مع زيادة تدريجية مع مطلع العام الجديد، إضافة لإعلان ثلاث جهات عالمية كبرى (فايزر ومودرنا الأمريكيتين، وجامعة أكسفورد البريطانية) عن لقاحات للوقاية من فيروس كورونا المستجد كوفيد – 19.

وفي 6 حزيران (يونيو) الماضي، تم تمديد اتفاق “أوبك+” بخفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا حتى نهاية تموز (يوليو) الماضي، يتم تقليصها تدريجيا حتى نيسان (أبريل) 2022. ودفع ارتفاع النفط خلال الفترة الماضية، تحسن الطلب مع بدء الفتح التدريجي للاقتصادات حول العالم وتخفيف قيود مواجهة كورونا، إضافة إلى تقلص المعروض مع تمديد تخفيضات تحالف “أوبك+”، بجانب التفاؤل بالتوصل إلى لقاح يواجه تفشي فيروس كورونا .

وفي مطلع أيار (مايو) الماضي بدأ تطبيق الاتفاق التاريخي بين دول تحالف “أوبك+” على خفض الإنتاج بواقع 9.7 مليون برميل يوميا لشهرين، ثم تقليص خفض الإنتاج إلى ثمانية ملايين برميل يوميا بدءا من تموز (يوليو) حتى نهاية 2020.

ولاحقا تم تقليص الإنتاج بواقع مليوني برميل يوميا إلى ستة ملايين برميل يوميا، بدءا من مطلع 2021 حتى نيسان (أبريل) 2022.

وتأتي ارتفاعات النفط الأخيرة بعد تراجعات حادة في الجلسات السابقة نتيجة تراكم المخزونات العالمية وانخفاض الطلب بشكل كبير بسبب تداعيات فيروس كورونا، الذي أدى إلى إغلاق دول العالم حدودها.

وشهد 20 نيسان (أبريل) تدهور سعر البرميل المدرج في سوق نيويورك إلى ما دون الصفر لأول مرة في التاريخ مع انتهاء التعاملات، ما يعني أن المستثمرين مستعدون للدفع للتخلص من الخام.

وهبط خام غرب تكساس الوسيط WTI “الأمريكي” تسليم أيار (مايو)، حينها، بنحو 55.90 دولار أو 306 في المائة، إلى – 37.63 دولار للبرميل عند التسوية.

وجاء التراجع، حيث كان هذا اليوم قبل الأخير لعقود تسليم أيار (مايو) ولا يرغب المشترون في التسلم في هذا الشهر لعدم قدرة المخازن الأمريكية والآبار على استيعاب الإنتاج.

تزامن التراجع حينها مع توقع وكالة الطاقة الدولية، انكماش الطلب على النفط بواقع 23.1 مليون برميل يوميا في الربع الثاني من العام الحالي على أساس سنوي، و9.3 مليون برميل يوميا خلال 2020.

كما توقعت انكماشا قياسيا للمعروض في أسواق النفط بنحو 12 مليون برميل يوميا في أيار (مايو) بعد اتفاق خفض الإنتاج.

وكان صندوق النقد الدولي، قد توقع انكماش الاقتصاد العالمي 3 في المائة العام الجاري.

وفقد النفط نحو ثلثي قيمته خلال الربع الأول 2020 في أسوأ أداء فصلي تاريخيا، ليتداول خلال الربع الأول عند أدنى مستوياته منذ 2002 و2003 بالتزامن مع تفشي وباء سارس.

وجاءت التراجعات في الربع الأول مع زيادة المخاوف من ركود عالمي بفعل فيروس كورونا، وبالتالي تضرر الطلب على النفط بشكل كبير.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى