مرئيات

قراءة في وداع أبا هاني (معالي الشيخ أحمد زكي اليماني) للشاعر العتيبة

بقلم:محمد عوض الجشي

أجل تساؤل في منتهى الوجد وحيرة تلف الفؤاد وتختزن جٌل الأحزان،التي ترزأ الأحباء. فراق صعب ووجود مرده إلى الله جل وعلا في هذه الدنيا الفانية.أجل يعتصر قلب شاعرنا العتيبة غياب الحبيب الغالي الوفي الدكتور أحمد زكي اليماني أبوهاني – وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق وأول أمين عام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في لوعة الوداع لأحب صديق واوفي خل..إذ جاءه القدر المفاجيء قبل الأوان وشغل الوجدان في لوعة الفراق ووداع من يحب حيث تهفو إليه الأفئدة وتشتغل به القلوب.

لماذا يصر علي زماني بتوديع كل محب وحاني

وكيف يدق علي باب قلبي رحيل صديقي الحبيب اليماني

ترجل قبل الأوان شجاعاً وها أنا أرثيه قبل الأوان

نعم شاعرنا العتيبة مؤمن بما سطره المولى عز وجل على عباده المؤمنين، واليماني ممن شملهم المولى عزوجل . إذ أن لقاءه سبحانه وتعالى من سنن الحياة وفطرتها. وهذا نهج العتيبة في رثائيات روحانية، إنه القدر الذي يرحم الله به عباده المؤمنين القائمين على خدمة الخلائق بما أمر به الله جلا وعلا.لهذا ستظل السيرة العطرة الباقية لليماني وتبقى نداءات عطف وحب وتحنان ترسل ظلها وظلالها في المعمورة ،وهو الوزير المعروف الألمعي الذي بلغ صيته الآفاق ولا يزال مدوياً يرفع شأن بلاده إلى المجد والعلا في مختلف محافل العالم حتى غدا صيته وشهرته تجوب البسيطة شرقها غربها شمالها وجنوبها.في سائر البلدان وفي العالم أجمع، بل في القارتين.
إنه أحمد زكي اليماني – أبا هاني- ولنسمع وجدانية العتيبة في انسياب المعاني وتجلي المفردات في رثاء يتغلغل في مجرى الدم ويفيض وفاءاً واصطباراً..

ولكنني مؤمن أن ربي أتاح بموت اليماني معاني

صديقي أبو هانيء لا يزال نداء المحبة فوق لساني

فإن رحل اليوم عني فإني أراه يرفرف فوق المكان

نعم إن صفات ومآثر اليماني لا تعد ولا تحصى ، فهو وإن كان يحمل اسم دولته المملكة العربية السعودية كي تظل منارة للعلم والمعرفة في كافة الميادين لمواكبة تسويق البترول كونه ثروة عالمية. فإنه يحمل هموم الأمة جمعاء ،إذ هو العندليب المغرد في أي مؤتمر محلي خليجي عربي دولي. وحين وقع الخبر على شاعرنا العتيبة انسابت الدموع فيوضات رحمانية وسكبت معاني الود والإخلاص المتفاني في قلب الشاعر. كونه الصديق الصدوق والأخ الرفيق. ولنسمع العتيبة وما اختزنته شاعريته من الوجد الرقيق والوفاء العظيم الذي ارتسم على وجهه في رثاء صديقه اليماني رحمه الله .

يغرد كالعندليب بحب وهذا الذي صرت منه أعاني

أبو هانيء كان أغلى صديق وفي ذا الرثاء أذيع بياني

همست لدمعي رجاء أغثني ولكن دمعي الغزير عصاني

نعم فلسفة العتيبة في نهاية مرثيته تمنح المتلقي زخماً في فهم مناخات الحياة على تقلبها وتغيير الأحوال، خاصة عند فراق الأحبة ووداعهم الأخير. إنها دموع الرحمة وطلب الغفران من الله العظيم المنان..إذاً لتجف الدمعة وتتجمد في المقلة في رثاء اليماني كونه من عباده الصالحين المؤمنين ،إنها إراده الله سبحانه وتعالى أن يكون في جواره حيث تتنزل الرحمات من رب الكائنات .ورغم قسوة الوداع الذي جاء كالصاعقة التي تخر من وقعها الأماكن.وهاهو شاعرنا يقدم أصدق تعازيه ومواساته إلى اسرة اليماني الكريمة أن يتغمده الله برحمته ومغفرته إنه هو الحاني الباقي.
ويختم المرثية في أروع تجليات الروحانيات التي تغمر المكان ،وتعطر الأكوان ..إنه رجوع إلى أقدس بقع الأرض قاطبة (مكة المكرمة) هناك التجليات والرحمات والبركات من رب العزة سبحانه وتعالى. وما أبلغ هذا الوصف البديع والشعر الوجداني الذي ينبض من قلب شاعر رقيق الأحاسيس مليء بأسمى وأجل وأجمل العبارات التي ينشدها الصدق والوفاء والإخلاص إلى صديقه الوفي الذي تشرف بصحبته أكثر من أربعين عاماً ويزيد.

وقال الدموع تسيء لروح أراد لها الله فضل الجنان

صديقي الحبيب وداعك قاسِ كصاعقة في الصباح غزاني

لأسرتك اليوم كل عزائي وكل دعائي وكل حناني

لمكة عدت أخيراً صديقي فطب بالرجوع لقدس المكان.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى