أخبار رئيسية

مركز محمد بن راشد للفضاء .. 16 عاماً من النجاحات الاستثنائية

دبي-الوحدة:
“مسيرتنا لاستكشاف الفضاء انطلقت للتو، وسنشهد المزيد من المهمات في المستقبل، وسنواصل الاستثمار في بناء علوم الفضاء والهندسة ورواد الفضاء والمركبات الفضائية. إن عدداً كبيراً من النجوم في السماء تحمل أسماءً عربية، ويمكن للعرب الآن الحلم بالوصول إليها”. هذه هي كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي – “رعاه الله، في تغريدة له على تويتر العام الماضي بعد الإعلان عن مهمة أخرى لاستكشاف الفضاء من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وبالنسبة إلى دولة فتيّة مثل الإمارات، تعتبر الإنجازات التي تحققت في مجال الفضاء على مدار الخمسين عاماً الماضية غير عادية، بما في ذلك إطلاق العديد من الأقمار الاصطناعية، ووصول أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية، وإطلاق أول مهمة عربية إلى المريخ، ووصولها بنجاح إلى مدارها حول الوكب الأحمر، فضلاً عن إنجازات أخرى. لقد ساعد مركز محمد بن راشد للفضاء في تحقيق هذه المعالم البارزة خلال مدة عقد ونصف.

الأصول

لم تبدأ رحلة مركز محمد بن راشد للفضاء تحت الاسم المرادف حالياً لاستكشاف الفضاء في الإمارات. وفي العام 2006، تأسست مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة “اياست” بناءً على مرسوم حكومي. وكان الهدف من تلك المبادرة الاستراتيجية إلهام الابتكار العلمي وتعزيز التقدم التكنولوجي في الدولة، إلى جانب تعزيز التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي في الدولة الإمارات وخارجها.
وظهر اسم مركز محمد بن راشد للفضاء إلى حيز الوجود في العام 2015، عندما أصدر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قانوناً بإنشاء مركز محمد بن راشد للفضاء، لدعم جهود الدولة في مجال الفضاء، وإنشاء بنية تحتية متكاملة للتكنولوجيا والبحوث والصناعات المتعلقة بالفضاء.

الأيام الأولى

وعلى مدار الأعوام الستة عشر الماضية، واصل المركز تنفيذ العديد من المشاريع ليصبح معها أحد أكثر مراكز الفضاء نشاطاً في العالم. وفي غضون ثلاث سنوات فقط من إنشائه، تمكن المركز من إرسال أول قمر اصطناعي لرصد الأرض، وهو “دبي سات – 1″، حيث تم بناؤه بأيدي مهندسين إماراتيين، وبالتعاون مع مبادرة “ساتريك” الكورية الجنوبية. وتهدف الصور التي يرسلها القمر لمراقبة التطور العام للمشاريع الضخمة، مثل جزر النخلة ومطار آل مكتوم الدولي. وتم استخدامها لرصد جهود الإغاثة خلال زلزال تسونامي 2011 في اليابان.
وبعد نجاحه، أطلق القمر الاصطناعي الثاني “دبي سات 2” في 2013، وتم بناؤه أيضاً من قبل فريق من المهندسين الإماراتيين، ولعب دوراً علمياً رئيسياً في رحلة تطوير المعرفة للمركز ومهندسيه، واشتمل على مواصفات وتقنيات مبتكرة فاقت قدرات القمر السابق.

في العام التالي، وفي أول إعلان من نوعه، أعلنت الإمارات عن أول مهمة لها بين الكواكب إلى المريخ، ليعرف المشروع فيما بعد باسم “مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ – مسبار الأمل”، الذي كان تجسيداً حقيقياً لتطلعات الدولة وإلهامها. وانطلقت المهمة إلى الفضاء في العام 2020، ووصل المسبار إلى مداره حول المريخ في 2021، ليقدم منذ ذلك الحين بيانات غير مسبوقة حول الطقس والظواهر على الكوكب الأحمر.

وفي 2017، تعاون المركز مع عدد من المؤسسات التعليمية، ومنها الجامعة الأمريكية في الشارقة، كجزء من برنامج نقل المعرفة المستدامة في مجال علوم الفضاء، ليتم إطلاق أول قمر اصطناعي نانومتري في الإمارات “نايف -1″، وليبشر المشروع بعصر جديد في المركز، كما أتاح لطلاب الهندسة المواطنين خبرة عملية في تصميم وتصنيع ودمج وتركيب وتشغيل الأقمار الاصطناعية الصغيرة. واستكشف المركز عدداً من البرامج التعليمية منذ ذلك الحين، حيث أقام معسكرات استكشاف الفضاء، والجولات المدرسية ، ومسابقات المشاريع الفضائية، والخبرة البحثية للطلاب الجامعيين، وبرامج المنح البحثية، وبرنامج الإمارات لاستكشاف المريخ، إلى جانب مشاريع أخرى. وعززت برامج التوعية الاهتمام بموضوعات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الشباب، وخلقت قاعدة متنامية من الأوساط الأكاديمية التي تتخذ من العلم منصة انطلاق لها في الدولة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى