الاكتشافات الأثرية الجديدة بجزيرة السينية تضيف 500 عام أخرى إلى تاريخ إمارة أم القيوين

شهد الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا، رئيس دائرة السياحة والآثار بأم القيوين اليوم الكشف عن نتائج أعمال مشروع المسح الأثري بجزيرة السينية وذلك خلال مؤتمر صحفي تناول أبرز نتائج البحث الأثري للإمارة التي يعود تاريخها إلى ما لا يقل عن 700 عام.

كان قد تم تشكيل فريق من المؤسسات الرائدة كجامعة الإمارات العربية المتحدة ومعهد دراسة العالم القديم بجامعة نيويورك وبمشاركة البعثة الإيطالية ودعم من وزارة الثقافة والشباب لضمان توافق أعمال المسح والبحث الأثري والتاريخي مع أفضل الممارسات الدولية مما يعكس الأهمية الثقافية لآثار جزيرة السينية.

و ثمن الشيخ ماجد بن سعود بن راشد المعلا جهود المؤسسات المشاركة ودعم وزارة الثقافة والشباب لإنجاز أعمال المسح الأثري بالجزيرة، مشيرا إلى أن هذه النتائج الأثرية تمثل نقلة نوعية وقيمة أثرية وتاريخية تضاف لكل البحوث الموجودة في الدولة وتعزز مكانة أم القيوين كمرجع تاريخي مهم لما تمتلكه من دلالات ومكنون أثري عريق.

و أوضح أن قبيلة “المعلا” ظهرت لأول مرة في منطقة أم القيوين الحالية منذ حوالي 250 عاما لكن هذه الاكتشافات الجديدة في جزيرة السينية الآن تضيف 500 عام أخرى إلى تاريخ إمارة أم القيوين.

و أعلنت دائرة السياحة و الآثار بأم القيوين خلال المؤتمر عن أحدث الدلائل و الحقائق الأثرية والتي كشفت التسلسل الزمني لفترة الاستيطان لأهالي إمارة أم القيوين منذ حوالي القرن الثالث عشر حتى القرن العشرين في ثلاث مدن رئيسية.. وكانت المدينتان الأولى والثانية مستوطنتين بجزيرة السينية والمدينة الثالثة هي منطقة أم القيوين القديمة.

وأشارت نتائج المسح عن المدينة الأولى إلى أن هذه المدينة هي مستوطنة بجزيرة السينية يعود تاريخها بين القرن الثالث عشر أو الرابع عشر والخامس عشر وذلك بعد دراسة الفخار المكتشف بالمستوطنة، وهو فخار مزجج باللون الأخضر تم تصديره من الصين في أواخر عهد سلالة يوان وأوائل سلالة مينج.. وكانت هذه المستوطنة معاصرة لازدهار جلفار في رأس الخيمة حيث كانت جلفار المركز الرائد لصيد اللؤلؤ في الخليج الأدنى خلال العصور الوسطى المتأخرة.

و تتميز المستوطنة الأول بكبر مساحتها ويحيط بها عدد من المباني الحجرية وعثر بها على مجموعة من الأصداف والمحار ما يؤكد أهمية مهنة الصيد وتجارة اللؤلؤ آنذاك كمصدر للمعيشة.

وأوضحت نتائج المسح أن المدينة الثانية التي استوطنها أهالي أم القيوين بجزيرة السينية ازدهرت من أوائل القرن السابع عشر إلى أوائل القرن التاسع عشر ويعود تاريخ هذا الاستيطان إلى وجود خزفيات زرقاء وبيضاء تم تصديرها من الصين خلال أواخر عهد سلالة مينغ وأوائل سلالة تشينغ.. فيما تم العثور في المستوطنة على عملة نادرة للشيخ سلطان بن صقر القاسمي، حاكم رأس الخيمة الجد الأكبر للشيخ ماجد بن سعود المعلا رئيس دائرة السياحة والآثار.

و يعد انتشار قواقع المحار الموجودة في المستوطنة الثانية أكبر بكثير من تلك الموجودة في الأولى ما يعكس النمو الهائل لصناعة اللؤلؤ التي بدأت في القرن الثامن عشر حيث كان هذا الازدهار في صيد اللؤلؤ مهما بشكل أساسي لظهور الإمارات.

وتم ذكر المستوطنة الثانية في المصادر البريطانية في عام 1822 م من خلال وصف آثار المدينة وانتقال أهاليها إلى مدينة أم القيوين القديمة التي تقع في البر الرئيسي المقابل لجزيرة السينية.

و أشارت الدراسات القائمة على نتائج المسح إلى أن المدينة الثالثة ضمن التسلسل الزمني للاستيطان هي منطقة أم القيوين القديمة التي تقع في البر الرئيسي المقابل لجزيرة السينية وانتقل إليها الأهالي بقيادة الشيخ راشد بن ماجد المعلا و تشكلت وازدهرت بين القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين وتم بناء المدينة بعدد من المباني الدفاعية مثل حصن آل علي وسور أم القيوين التاريخي ومجموعة من المباني الحجرية والأسواق التقليدية، وانتشر فيها العديد من منازل سعف النخيل.

و قالت رانيا قنومة رئيس قسم الآثار بدائرة السياحة و الآثار إن كل ما تم إنجازه في مشروع المسح الأثري بجزيرة السينية يستهدف فهم تاريخ الإمارة العريق والحفاظ على الآثار فيما تعكس هذه الدلالات الأثرية أشكالا مختلفة في تاريخ الحياة البشرية بالإمارة ونماذج تعايش الإنسان قديما مع بيئته المحيطة.

وأكدت الدائرة بأنها ستواصل أعمال التنقيب الأثري وسيركز العمل على إيجاد المباني العامة و الحصون والمساجد في المستوطنتين الأولى والثانية بجزيرة السينية بهدف ترميمها وفق المعايير الدولية للترميم الأثري للحفاظ على الشكل الأصيل لهذه المباني التاريخية.

المصدر-وكالة أنباء الإمارات