مرئيات

مبدعين من رأس الخيمة قدمتهم أمواج البحر المالح وجبال الشرق الشماء 

بقلم/ أنور بن حمدان الزعابي

عرفت رأس الخيمة جلفار منذ القدم بأنها أرض الفيروز والجوهر والياقوت واللؤلؤ  وعلى أرضها شهدت كذلك ملاحم ومعارك خاضها رجالها ضد حملات المستعمرين الأجانب من إنكليز وهولنديين . وشهدت الكثير من الحضارات الإنسانية التي  مرت  على أرض جلفار وإنسانها . وبجانب كل هذا برز الإنسان في رأس الخيمة مكافحاً ومثابراً في الحياة .واحترف كل المهن ،  من مهنة  الغوص  والتجارة إلى مهنة الزراعة والتي كان لها دوراً بارزاً في الحياة المعيشية وخاصة ، زراعة النخيل وإنتاج التمر إضافة للخضروات.

وبرزت كذلك مهنة الصيد في البحر والتي كانت تدر أرباح جيدة على الصيادين وتشكل أهم مادة غذائية في المجتمعات المحلية.

  وبجانب كل هذا الكفاح برزت المواهب المبدعة في كل المجالات وأولهم  رجالات الدين وشيوخ العلم والاجتماع والثقافة والفكر.

وبرز فيهم الشعراء والفنانين والمطربين والرياضيين والحرفيين والصناع. فكان مجتمع رأس الخيمة وماجاورها من مناطق حافلاً بالمبدعين والمثقفين  الذين أثروا الحياة وخلدوا للأجيال أعمالهم عبر السنين والدهور ، فكانت  حديث الليالي والأيام وفي هذا التقرير نسرد شذرات من السيرة العطرة لبعض من هؤلاء الرجال الأفذاذ. 

الماجدي بن ظاهر  

وأول  قامة من  قامات  هذه  المواهب  هو الشاعر  الماجدي بن  ظاهر فيلسوف  الشعر والحكمة  والراي  فكان  احد  علامات الشعر

الشعبي  الاماراتي والخليجي  وظهر منذ أربعة قرون  أي مايعادل الاربعمائة  عام   ونيف   وخلد  التاريخ  نصف  اشعاره  والتي  تكررت

محفوظة على  لسان الأجيال   المتعاقبة  فيما ان هناك  الكثير  من  اشعاره  غاب  كغيابه هو عن الدنيا  ولبن ظاهر  قصائد  الحكمة

والغزل  العفيف  النقي  وتصويره  للحياة  واحداثها  بذاك  الزمان  الغابر  والحياة  الصعبة  والمريرة  بالمعاناة  وضنك  العيش  الصعب

وبالطبع  بعده  بمراحل  ظهر الكثير  من الشعراء  والمبدعين  وواكبوا  الحياة  بأشعارهم  وأبداعاتهم  الرائعة  والجميلة  التي  أثرت   المجتمع

وبعد  هذه المراحل  وفي بداية الخمسينيات  ظهرت  مواهب  الفنانين   والمطربين  والمغنين   الذين  تغنوا بقصائد الشعراء  ولحنوا

الالحان  الشجية المستمدة من النهمات البحرية  والشلات  البدوية  وادخلوا  فيها  أريحية  الذائقة  البيئية  في  كل مناحي   المجتمعات.

الفنان علي بن روغه  

ظهر في اول الستينيات كمغني شاب في جزيرة زعاب يتغنى ببعض  الأغنيات الخليجية والمحلية الدارجة بذاك الزمان وثم تغنى

  بقصائد الشعراء المحليين وفي مقدمتهم الشاعر سالم الجمري والشاعرين  الاخوين حمد ومحمد بن سوقات وابن زنيد وبن يدعوه

وأبدع أجزل وأعذب الأغاني والألحان البدوية الصاخبة التي أصبحت  من أكثر الأغاني شيوعاً في الأوساط الشعبية والمجتمعية  

ويعد الفنان علي بن روغة أحد المبدعين الفنانين من أمارة رأس الخيمة  والإمارات وعرف على مستوى الخليج الجزيرة العربية .  

وبالطبع فقد ظهر الكثير من الفنانين الآخرين في إمارة راس الخيمة مثل الفنان حارب حسن ومثل الفنان محمد بن سهيل وكذلك الفنان المرحوم جاسم عبيد وثم مرحلة الفنان والملحن المبدع سالم عثمان جربه أحد الأصوات التي تغنت  للوطن بأجمل الأغنيات وقد سعى وأبدع في مجاله.

ومن المجال الفني والغنائي الى المجال الأدبي والمسرحي والتمثيلي مثل الفنان حمد سلطان والفنان الدكتور علي فارس والفنان التشكيلي والشاعر حميد ليواد

 والأستاذ الفنان سعيد بوميان والفنان د. نجيب الشامسي (مصرفي ) ومؤلف مسرحي وكاتب اجتماعي وسياسي والفنان عبدالله الاستاد . وهؤلاء من جيل مؤسسي مسرح رأس الخيمة .

وفي عالم الأدب والرواية ظهر الكاتب والروائي الشاعر علي أبو الريش  بأسلوبه ومدرسته الخاصة ليكون أحد الروائيين والأدباء الكبار في الإمارات والخليج والعالم العربي. وعمل في الصحافة منذ نصف قرن ومنذ أن كان على مقاعد الدراسة.  وهو القائل : أن كل إنسان يمتلك بداخله رواية، والحب هو ما يجعله يقدم ويبدع. 

والمعروف أنه بعد تأسيس المسرح الأهلي في عام 1976، توالت الأعمال الفنية تباعاً على النحو التالي: مسرحية «ليش يا زمن» تأليف عبدالله الأستاذ، و«شركة وشربكة» تأليف إبراهيم بوخليف،

 وإخراج حمد سلطان، و«بعد الشمعة دمعة»، تأليف حمد سلطان، وإخراج عبدالغفار أبوالعطا، و«أمس واليوم»، تأليف هزاع خلفان المري، وإخراج إبراهيم الحمادي، و«السالفة وما فيها»، تأليف محمد عواد، وإخراج خليفة العريفي، و«حرامي من بعيد»، تأليف إبراهيم بوخليف، وإخراج خليفة العريفي، و«المال مال أبونا»، تأليف علي سالم.

ونستكمل في الجزء الثاني أيضاً عن المبدعين في رأس الخيمة . 

  

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى