مرئيات

موقف إنساني نبيل إزاء حادث هز مشاعر العراقيين

بقلم : إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

كثيرة هي المواقف الإنسانية لدى الرجال وكثيراً هم أصحاب المواقف في الأزمات الصعبة وكلاً يذكر التاريخ شجاعته حسب موقفه وحسب الحالة التي تولدت بها تلك الصفة التي يحملها ويراها الناس بحجمها الكبير بينما يراها هو بتواضعه وقلبه الطيب…

إن الحدث الأخير الذي هز مشاعر العراقيين والشرفاء في العالم أجمع عندما تناقلت وسائل الإعلام كافه حادث دهس سيارة لتلاميذ أبرياء خرجوا من رحلات مدارسهم ليعودوا الى منازلهم دون دراية ومعرفة مسبقة بأن الموت لا يبعد عنهم سوى أمتار معدودة…

لقد وقع مالا يحمد عقباه عندما قامت سيارة كبيرة بدهس العشرات من أبنائنا التلاميذ في محافظة البصرة يقودها سائق أرعن ربما لا يعرف من قوانين فن السياقة وذوقها أي شيء وكذلك بسبب أخطاء كثيرة تتحملها الأجهزة المختصة ابتداء من وضع مطبات صناعية إضافةً الى بناء جسور مشاة لعبور المارة على الطرق السريعة أو تواجد مفارز من مديريات المرور في المحافظات كافة بالقرب من المدارس التي تقع على الشوارع العامة الرئيسية..

لقد ذهب تلاميذنا الأعزاء الى عالم الشهادة ومازالوا في مرحلة الطفولة يشكون الى خالقهم أخطاء الإنسان وظلمه لأخيه الإنسان..
زهقت أرواحهم وبكى الجميع عليهم وهذه الحالة نشاهدها دوماً لدى أبناء الشعب العراقي لأنهم يتآزرون ويتوحدون أمام كل المحن التي واجهتهم بسبب سوء التخطيط في الدولة…

ومع هذا البكاء والنحيب من هنا وهناك ولدت الشهامة والشجاعة لدى البعض وكان في أول صفوف الرجال المتحمسين الشاب المهندس أيمن جاسم الگصمي الذي يسكن محافظة نينوى منطقة جنوب الموصل ليعلن إنه سوف يقوم ببناء جسر لعبور المشاة مقابل تلك المدرسة التي وقع بقربها هذا الحادث الأليم ورغم إن البعض يظن أن الوقت قد تأخر قليلاً الا أن الحادث الذي جرى اليوم يعطينا درساً للمستقبل وخوفاً من شيء أكبر مما حدث…

لقد بادر هذا الشاب الموصلي مبادرة رجولية مميزة تُحسب له في سجلات الشجعان لأن الشجاعة تدخل ضمن معادلة الإنسانية والجود بالمال والنفس..

وهكذا كان المهندس أيمن جاسم الگصمي وهو نجل اللواء الركن المهندس الشيخ جاسم الگصمي الذي يعرفه القاصي والداني في محافظة نينوى وفي أغلب المحافظات العراقية كونه من القادة والشيوخ والوجهاء الذين يسعون للخير دوماً ويزرعون بذرة الحب والأمل أينما وجدوا أرضاً خصبة لها…

نعم أيها المهندس الشاب إن هذه الخطوة المباركة جاءت لتوقظ الضمائر الميتة التي لم تهتز في لحظة من الزمن أمام هكذا حالات والا ما هو ذنب هؤلاء الأطفال وما هو ذنب عوائلهم ونحن مقبلون على أيام عيد الفطر المبارك.. وهل لا تستطيع الحكومة بناء مثل هكذا مجسرات أمام المدارس التي تقع على الشوارع العامة..

إن الموضوع يدخل في عالم الإنسانية بعيداً عن عالم السياسة والعالم الوظيفي فجميعنا معرضون لمثل هكذا مواقف حتى وإن كنا نتخذ لأنفسنا كل المحاذير لأن الإهمال أحياناً يتسبب في عواقب وخيمه…

شكراً للمهندس أيمن جاسم الگصمي..
شكراً لهذه المبادرة وشكراً لعائلتك الكريمة التي أنجبت هكذا رجال…
شكراً لمحافظة نينوى الحدباء وهي تؤازر شقيقتها البصرة الفيحاء بهذه المحنة…..
نعم.. نعم.. نعم
إن النخيل الشامخ يحمل رطباً جنياً وهكذا أنت يا مهندسنا الفاضل.. فأنت ابن الجبل الأشم الذي لا يعرف في حياته شيء اسمه المستحيل..
وفقكم الله في هكذا أعمال خيريه وبارك الله بمسعاكم الوطني الإنساني والذي يعبر عن أنسانيتكم مع عراقيتكم الأصيلة…. وفقكم الله لعمل الخير دوماً فانتم نعم الأبناء لخير الرجال النجباء…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى