مرئيات

من يقتل الإناث يقتل الذكور…

بقلم / إبراهيم المحجوب - العراق - الموصل

كان العرب في عصر الجاهلية يقتلون بناتهم بطريقة الوأد وكانوا يعتبرون هذا الامر مفخرة لهم لانهم يعتقدون إن البنات إذا وصلن الى ريعان الشباب وخالفن أوامر الأهل شيء معيب لهم وقد أخذتهم العزة بالإثم ولم يدركوا في حينها إن أمهاتهم وزوجاتهم وماملكت أيمانهم نساء أيضاً وهم بأمس الحاجة لهم لأن الحياة واستمراريتها مبنية على الذكر والأنثى.. ولو اختلفت الموازين بفقدان أحد العنصرين فسوف نصل الى مرحلة النهاية للمخلوقات البشرية عندها سوف ندرك جيداً أن من يقومون بقتل الإناث يقومون بقتل الذكور أيضاً في نفس الوقت دون إدراكهم لذلك..

كان هذا الكلام قبل أكثر من ألف وخمسمائة سنة تقريباً وكان كل شيء في هذا الموضوع مختلف كلياًّ عن يومنا هذا فتعدد الزوجات وطريقة الزواج والعبودية والجاريات واختيار زوج للإنجاب وغيرها من العادات التي نقلتها لنا المصادر التاريخية والتي جاء الدين الإسلامي لمحاربتها من خلال موضوع التحليل والتحريم والقضاء عليها نهائياً وإصدار تشريعات سماوية جديدة تنظم الكيان الأسري بطريقة صحيحة يتقبلها العقل والمنطق بعيدة عن الشهوات الدنيوية للإنسان ومن أجل خلق مجتمع تكون سلالته في الإنجاب سليمة ويكون توارث النسب فيه صحيح ومقبول لدى بني البشر…

ورغم ظهور بعض العادات والتقاليد السلبية لدى بعض الأقوام والشعوب الا أن المفهوم العام والسائد لدى أغلب بني البشرية في العالم اليوم يعتبر متقارب المفاهيم ومبني على أساس بناء الاسرة الصحيحة بشكل يحافظ على استمراريتها من خلال الارتباط المقدس بين الرجل والمرأة وأن يكون هذا الارتباط موثق وبموافقة الطرفين على أن يتحمل كل طرف المسؤولية الواقعة عليه من ناحية الواجبات والالتزام بالمفهوم الأسري وبناء عائلة متكاملة متفقين في أفكارهم من أجل تحقيق الهدف الأهم وهو النجاح لكل أفراد أسرهم والمحافظة على كيانها…
ورغم ان اغلب المجتمعات العربية مازالت تميل الى المجتمع الذكوري ومازال الرجل يعتبر نفسه صاحب السلطة المطلقة الا أن الواقع الجديد والعيش مع الحياة المدنية العصرية وخاصة في المجتمعات الريفية وتشجيع الإناث على التعلم ودخول المدارس والحصول على الشهادات العلمية ومشاركة الرجال في العمل الوظيفي في كل مفاصل الحياة وخلق أجواء شراكة تامة والاحترام المتبادل بين الطرفين والتعاون التام لتوفير كل المقومات التي يحتاجها إنجاح تلك العائلة..

اليوم ومع التطور التكنلوجي والثورة الصناعية الكبرى في مجال الاتصالات والأجهزة الإلكترونية وظهور الإنترنت والذي رافقه ابتكارات علمية كثيرة أحدهما مواقع التواصل الاجتماعي الذي استطاع المتابعين من خلاله الاطلاع على كل ماهو جديد في العالم وكذلك توثيق الخبر لحظة بلحظة والاستفادة من جميع التطورات التي رافقت النهضة العلمية…

الا أن المتابع للتطورات في مجتمعاتنا العربية يشعر بغصة كبيرة اليوم من خلال ما نسمعه من أخبار غير مألوفة في مجتمعاتنا والتي تميل الى مفاهيم الشذوذ الأخلاقي وانتشارها في الشارع العربي مثل التحول الجنسي وموضوع التفكك الأسري وتشبه الرجال بالنساء وكل الطفيليات التي ظهرت في الشارع العربي وخاصة في مجتمعنا العراقي الذي كان محافظاً على التكوين الأسري والعادات والتقاليد الصحيحة وملتزماً بشرائع السماء ولا يتقبل ما نسمعه اليوم من انعدام للأخلاق لدى بعض العوائل المتفككة وما نسمعه من حوادث للقتل بطرق بشعة أشبه بطرق الوأد في الجاهلية…

ويبقى السؤال الأخير هل يستطيع المجتمع تحرير عقول هؤلاء الأشخاص الذين أغوتهم شهواتهم ورغباتهم بالتحول الجنسي والشذوذ والانحطاط والابتعاد عن مفهوم التكوين الأسري تشبها بالمجتمعات البعيدة عن تقاليدنا وعاداننا وشرائعنا السماوية…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى