استعادة بصر صبي بعد إصابة خطيرة في عينه في المدرسة

دبي – الوحدة:
نجح مستشفى أستر المنخول، المصنف رقم 5 على قائمة نيوزويك لأفضل مستشفيات العالم في الإمارات العربية المتحدة، مؤخراً في استعادة بصر ديكشيت كوتياتيل أنوب، طالب هندي يبلغ من العمر 15 عاماً في الصف الحادي عشر، بعد إصابة خطيرة في العين هددت بفقدان بصره بشكل دائم.

أصيب ديكشيت في ظهر يوم 20 يونيو 2024 بطريق الخطأ في عينه اليمنى بقلم حبر جاف أثناء وجوده في المدرسة، مما تسبب على الفور بألم شديد وسيلان كبير للدموع وفقدان مفاجئ للرؤية. تم علاج ديكشيت في البداية في مستشفى محلي، حيث عمل الأطباء على استقرار حالته وتقييم شدة إصابته، ولكن نظراً لتعقيد حالته، والتي تضمنت تمزقاً عميقاً في القرنية، تم نقل ديكشيت إلى مستشفى أستر المنخول لتلقي العلاج المتقدم.

في اليوم التالي، 21 يونيو 2024، خضع ديكشيت لعملية جراحية دقيقة أجراها د. بارت هيمانتكومار جوشي، أخصائي طب العيون في مستشفى أستر المنخول. تضمنت الجراحة إصلاح تمزق القرنية وإزالة الأنسجة التالفة من داخل العين، واستغرقت قرابة ساعة واحدة، وساعدت على استقرار حالة ديكشيت، وبعد الجراحة، أظهر ديكشيت مؤشرات إيجابية للتعافي.

عانى المريض من الساد الرضحي، وهي من المضاعفات الشائعة للإصابات وتتسبب في ضبابية عدسة العين، وقد استمرت هذه الحالة منذ وقوع الحادث. بعد شهر، في 25 يوليو 2024، عاد المريض إلى مستشفى أستر المنخول وقد خسر قدراً كبيراً من بصره في العين المصابة، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة، تبين أن المريض بحاجة إلى إجراء جراحي مكون من مرحلتين لتحقيق أفضل النتائج المرجوة، وخضع المريض لعملية جراحية ثانية لاستئصال عدسة العين المعتمة وزراعة عدسة اصطناعية بديلة.

قام د. بارت هيمانتكومار جوشي بهذا الإجراء المُعقَّد بمساعدة د. غزالة حسن منصوري، أخصائية طب العيون في مستشفى أستر المنخول، وقد أجرت د. غزالة عملية استئصال الزجاجية، وهي عملية يُزال فيها السائل الزجاجي من الجزء الخلفي من العين، إضافة إلى استئصال القزحية المحيطية، حيث تتم إزالة جزء صغير من القزحية لتخفيف ضغط العين. استغرقت الجراحة حوالي ساعة ونصف وكانت ناجحة، حيث خرج ديكشيت في حالة مستقرة واستعاد بصره جزئياً، على الرغم من الضرر الشديد الذي أفقده الرؤية عند وصوله إلى المستشفى.

بدأ ديكشيت رحلة التعافي وذلك بفضل التدخل الطبي السريع ونجاح العمليتين الجراحيتين، وقد علَّق د. بارت هيمانتكومار جوشي، أخصائي طب العيون في مستشفى أستر المنخول قائلاً: “كانت حالة ديكشيت صعبة بشكل خاص بسبب مدى الضرر الذي لحق بعينه وإصابته اللاحقة بالساد الرضحي، وانصب تركيزنا على الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الرؤية ومنع حدوث المزيد من المضاعفات، ونحن سعداء بالنتيجة ونشعر بالامتنان لأن ديكشيت في طريقه نحو الشفاء.

وأضافت د. غزالة حسن منصوري، أخصائية طب العيون في مستشفى أستر المنخول: “يؤكد نجاح هذه العمليات الجراحية على أهمية الرعاية المتخصصة في علاج إصابات العين الشديدة، وأن التدخل الطبي السريع والخبير يمكن أن يُحدث فرقاً كبيراً في النتائج، وحالة ديكشيت هي خير دليل على ذلك”.

تشكل حالات الأطفال نسبة كبيرة من مجمل الإصابات، حيث تصل إلى 18.9%، وغالباً ما تكون ناجمة عن أجسام حادة تخترق العين بشكل مباشر بنسبة 63.9%، ومن المضاعفات الشائعة لهذه الإصابات إعتام عدسة العين (الساد)، والذي يصيب ما يقرب من 29-60% من الحالات. تتعدد التحديات التي تواجه علاج هذه الإصابات، بدءاً من طبيعتها المتغيرة وغير المتوقعة، وصولاً إلى المضاعفات طويلة الأمد المحتملة مثل الجلوكوما (الزرق) وأمراض الشبكية والحَوَل وفقدان البصر، كما يشكل علاج حالات الغمش (كسل العين) لدى الأطفال دون سن السابعة والتعامل مع ندبات القرنية أحد التحديات الرئيسية في هذا المجال.1

تختلف معدلات نجاح جراحات إصلاح تمزق القرنية واستئصال الساد الرضحي بشكل كبير، وقد تتراوح النتائج بين فقدان كامل للبصر وتحسن طفيف، وذلك حسب شدة الإصابة الأولية، وعلى الرغم من هذه التحديات، تمكنت الخبرات الطبية في مستشفى أستر المنخول من استعادة بصر ديكشيت إلى حد كبير، مما أنقذه من خطر الإصابة بإعاقة كانت من الممكن أن تؤثر على حياته.”

وأعربت السيدة جريشما أنوب، والدة ديكشيت، عن خالص شكرها وتقديرها للفريق الطبي في مستشفى أستر المنخول، قائلة: “نشكر د. بارت ود. غزالة وفريق مستشفى أستر المنخول بأكمله على جهودهم المبذولة لإنقاذ بصر ابني، وذلك بفضل تدخلهم السريع وخبراتهم العالية. لقد شعرت بالخوف الشديد في البداية، لكن ثقة الأطباء وتفانيهم أعطتنا الأمل. نحن مدينون لهم بكل التقدير على الرعاية والدعم الذي قدموه لنا.”

يمثل العلاج الناجح لديكشيت كوتياتيل أنوب شهادة على التميز والرعاية الطبية المتقدمة المتاحة في مستشفى أستر المنخول، كما تؤكد قدرة المستشفى على التعامل مع إصابات العين المعقدة وتحقيق نتائج ناجحة مكانته الرائدة في مجال الرعاية الصحية المتخصصة بالمنطقة، وتسلط هذه الحالة الضوء على أهمية التوعية واتخاذ التدابير الوقائية لتجنب مثل هذه الحوادث، خاصة في المدارس والمنازل.”