الأعمال التجارية والخيرية مصدرٌ أساسيٌ لتوفير 6 ترليونات دولار سنوياً لتمويل المبادرات المناخية
أكثر من 450 ترليون دولار هي قيمة الثروات الخاصة في العالم، والمتوقع زيادتها بنسبة 6% سنوياً حتى آخر العقد الجاري
في دول الجنوب العالمي 85% من سكان العالم اليوم، وستشكل 80% من أفراد الطبقة الوسطى في العالم بحلول 2030
أبوظبي – الوحدة:
تجري حالياً فعاليات دورة 2025 لأسبوع أبوظبي للاستدامة برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التي بدأت بتاريخ 12 يناير وستستمر ليوم 18 من هذا الشهر، وعُقِد الحدثُ الرئيسي لهذا الأسبوع، قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، بعنوان “تكامل القطاعات لمستقبل مستدام”.
واستعرضت القمة بنقاشاتها وخطاباتها الرئيسية كيف تستطيع الاقتصادات الحيوية والمترابطة تحقيق أعلى مستويات التقدم المستدام، وأتاحت القمة منصةً عالميةً لتسريع مسارات التغيير وتوحيد أفراد المجتمع الدولي لبناء مستقبل مرن وشامل ومستدام.
وشهدت القمة خطابات من متحدثين رفيعي المستوى منهم معالي جورجا ميلوني رئيسة وزراء جمهورية إيطاليا، ومعالي بولا تينوبو رئيس جمهورية نيجيريا، ومعالي د. ثاني الزيودي وزير دولة للتجارة الخارجية لدى وزارة الاقتصاد بدولة الإمارات، ومعالي د. عبد الله حميد الجروان رئيس دائرة الطاقة-أبوظبي، وفخامة قاسم جومارت توكاييف رئيس جمهورية كازاخستان، ومعالي بول كاغامه رئيس جمهورية رواندا، ومعالي أنور إبراهيم رئيس وزراء ماليزيا، وسعادة بدر جعفر الرئيس التنفيذي لشركة الهلال للمشاريع والمبعوث الخاص لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية بدولة الإمارات.
وفي الكلمة الرئيسية التي ألقاها سعادة بدر جعفر بعنوان “تمويل المستقبل: من يقود التغيير”، تحدث سعادته عن الحاجة إلى زيادة التمويل المخصص لقضايا المناخ أربعةَ أضعافٍ للوصول إلى أهداف اتفاق باريس، مؤكداً الدور الحاسم للقطاع الخاص في ذلك إذ قال: “ليس المطلوب هنا منحٌ وتبرعاتٍ مؤسسية، بل استثمارات واضحة ومخصصة بقيمة 6 ترليونات. ولمّا كانت الأصول الخاضعة للإدارة على مستوى العالم تتجاوز 120 ترليون عبر صناديق تأمين وتقاعد ومكاتب عائلية وصناديق ثروات سيادية، ما لا شك فيه أن في متناولنا مبالغ طائلة ما علينا إلا أن نحسن توجيهها. في الحقيقة، يفوق صافي الثروات الخاصة 450 ترليون دولار والمتوقع أن يزيد بأكثر من 6% سنوياً.”
واستطرد سعادة بدر جعفر بتوضيح أن توفير هذا الكم الهائل من الموارد سيتطلب إشراك الجنوب العالمي وتفعيل دوره، وأضاف: “الجنوب العالمي محطةُ قوةٍ عظيمة بمعنى الكلمة، فيها 85% من سكان العالم وتشكل أكثر من نصف الناتج الإجمالي المحلي العالمي. وبحلول 2030، من المتوقع أن يشكل الجنوب العالمي أكثر من 80% من الطبقة الوسطى على مستوى العالمي، ما يفتح الباب على مصراعيه إلى فرص منقطعة النظير للتنمية والتقدم المستدام.”
الإمارات نموذجٌ فريدٌ للتعاون عبر القطاعات والشراكات الوثيقة بين الأعمال التجارية والخيرية والقطاع الحكومي
وتشديداً على ضرورة اتباع نهج يشمل جميع فئات المجتمع في إدارة التحديات المناخية، تابع سعادة بدر جعفر وقال: “لطالما آمَنَت قيادة دولة الإمارات أن المحرك الأقوى للمجتمع هو وحدته وتضامنه في العمل، وتعاون جميع أصحاب المصلحة والقطاعات لتحقيق أقصى النتائج وأبلغها تأثيراً واستدامة. وتشارك قطاعي الأعمال والعمل الخيري مع الحكومات عاملٌ حاسم وأساسي للتمكن من تحقيق الأهداف المناخية والطبيعية على أوسع نطاق ممكن. لذا، علينا العمل بجسارة، يداً بيد مع جميع القطاعات ومناطق العالم، لنغتنم بقبضة قوية محكمة هذه الفرصة التاريخية العظيمة.”
وتخللت القمة سلسلة من الكلمات الرئيسية واللجان والحوارات الحصرية التي أتاحت منبراً استثنائياً لإعلاء أصوات مختلفة ودفعها إلى دائرة الضوء، شجعت على توثيق أواصر التعاون بين قادة الاستدامة وأبرزت الحلول الفعالة. وسلطت النقاشات الضوء على إلحاح التحديات المناخية وضرورة الاستفادة من التطورات التكنولوجية وخلاصة الذكاء الجماعي لتحريك الجهود على المسار الصحيح.
وأكدت قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة في نسختها لهذا العام الدورَ الرئيسي الذي تؤديه كل عام كمنصة عالمية للابتكار والتعاون والعمل، تتوحد عليها صفوف القادة من جميع أنحاء العالم لتسريع خطى التقدم نحو مستقبل مستدام ومزدهر للجميع.