مال وأعمال

المنتدى العالمي للإنتاج المحلي يؤكد في جلسة وزارية على ضرورة توحيد الجهود لتعزيز نظم الإنتاج المحلي للتقنيات الصحية

أبوظبي – الوحدة:

شهد المنتدى العالمي للإنتاج المحلي الذي تنظمه منظمة الصحة العالمية بدعم من مؤسسة الإمارات للدواء، في مركز أبوظبي الوطني للمعارض تحت شعار “تعزيز الإنتاج المحلي من أجل العدالة الصحية والأمن الصحي العالمي والتنمية المستدامة”.، وتتواصل فعالياته حتى 9 إبريل 2025، تنظيم جلسة وزارية رفيعة بحضور عدد من الوزراء وممثلي المؤسسات الصحية العالمية وقادة القطاع الخاص لتوحيد الجهود العالمية بهدف تعزيز نظم الإنتاج المحلي للتقنيات الصحية.
على هامش المنتدى، اجتمعت سعادة الدكتورة فاطمة الكعبي، المدير العام لمؤسسة الإمارات للدواء، مع الدكتورة حنان بلخي مديرةً إقليمية لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط والوفد المرافق لها وجرى خلال الاجتماع مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك لتوفير الأدوية والمنتجات الطبية بشكل مستدام على المستوى المحلي وعلى مستوى دول المنطقة، إضافة إلى دعم سلاسل الإمداد، وتعزيز التنسيق بين الجهات المعنية لضمان وصول آمن وعالي الجودة للدواء. كما تناول اللقاء أهمية رفع كفاءة المنظومة الصحية وتعزيز جاهزيتها للتعامل مع الأزمات والكوارث والطوارئ الصحية ، وقد أثنت الدكتورة حنان على دور دولة الإمارات الريادي في استضافة هذا المنتدى، وجهودها المستمرة في دعم المبادرات الصحية الإقليمية والدولية، بما يسهم في تحقيق الأمن الدوائي وتعزيز صحة المجتمعات.
كما اجتمعت سعادتها مع عدد من شركات الأدوية العالمية والمصانع الوطنية والإقليمية مثل شركة حكمة وشركة تابوك وشركة نوفارتيس وغيرها، وتمت مناقشة آليات التعاون والتنسيق لرفع مستوى التصنيع الدوائي وتوطين التكنولوجيا والاستفادة من مكانة الدولة كموقع إقليمي للصناعة الدوائية والتوزيع والبحث والتطوير بالإضافة إلى الاستفادة من التقنيات الحديثة والذكاء الاصطناعي لتسريع الإجراءات.
كما قامت سعادتها بجولة على أبرز الشركات العارضة في المعرض المصاحب لمنتدى التصنيع الدوائي المحلي، حيث اضطلعت على أبرز المنتجات الدوائية والتقنيات الحديثة المستخدمة في صناعة الأدوية، كما استمعت إلى شرح مفصّل من ممثلي الشركات والمصانع المحلية حول ابتكاراتهم وخططهم المستقبلية لتعزيز الاكتفاء الذاتي وتوطين الصناعة الدوائية في دولة الإمارات العربية المتحدة. وأكدت سعادتها خلال
الجولة أهمية دعم الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مشيدةً بالجهود المبذولة في تطوير منظومة التصنيع الدوائي بما يتماشى مع مستهدفات رؤية الإمارات 2030..
واستعرض معالي الدكتور جيروم والكووت، وزير الصحة والعافية (باربادوس) واقع منطقة البحر الكاريبي في اعتمادها على الواردات من المنتجات الصحية، حيث يتم استيراد أكثر من 95% من الأدوية، مشيراً إلى إطلاق سياسة دوائية وطنية جديدة وإنشاء آلية إقليمية للشراء تحت مظلة CARICOM • وتعزيز الإصلاحات التشريعية والحوافز للتصنيع والتجارب السريرية، داعياً الشركاء الدوليين لدعم شراكات التكنولوجيا، والتوافق التنظيمي، وإطارات الاستثمار القابلة للمخاطر.
من جانبه قدم معالي الدكتور آرون موتسواليدي، وزير الصحة في جنوب أفريقيا تفاصيل حول توسيع قدرة الإنتاج المحلي للأدوية واللقاحات، ودعم مركز نقل تقنيات mRNA في كيب تاون، وتبادل المعرفة الإقليمي مع دول مثل السنغال ورواندا ومصر وقال: “يجب على أفريقيا أن تستثمر في تطوير رأس المال البشري، وتنظيم اللوائح بشكل موحد، وآليات الشراء القوية لتعزيز الأمن الصحي المستقبلي.
وسلط معالي الدكتور خالد عبد الغفار، وزير الصحة والسكان في جمهورية مصر العربية الضوء على خارطة الطريق الطموحة لمصر مع أهداف استراتيجية تتمثل بإنتاج 75% من جميع الأدوية محلياً بحلول 2035 ، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل في المنتجات الصحية الرئيسية بحلول 2040، وخلق حوافز لنقل التكنولوجيا من الشركات متعددة الجنسيات والاستثمار في البحث والتطوير في الأدوية البيولوجية والمستحضرات الحيوية كما استعرض الدكتور عبد الغفار جهود مصر في بناء قدرات إنتاج اللقاحات الإقليمية.
فيما أشارت معالي الدكتور بودي غونادي ساديكين، وزير الصحة في إندونيسيا إلى تجربة إندونيسيا خلال جائحة COVID-19 واعتماد بلاده على الإنتاج المحلي من الأدوية، مستعرضاً تقدم إندونيسيا في إنشاء مراكز إقليمية لإنتاج اللقاحات، وتعزيز إنتاج المواد الخام المحلية، وتسهيل التعاون بين دول الآسيان لتعزيز الأمن الصحي وأكدا على أهمية توطين سلاسل الإمداد وإطارات الصحة الرقمية القابلة للتشغيل المشترك لتحقيق الكفاءة والمرونة.
وتحدثت الدكتورة سانية نشتر، المديرة التنفيذية لـ GAVI – تحالف اللقاحات ممثلة عن أحد الشركاء الرئيسيين في التطعيم العالمي، عن دور التحالف في دعم بناء القدرات التنظيمية، والاستثمارات في التصنيع الإقليمي، خاصة في أفريقيا، مشيرة إلى الحاجة إلى سد الثغرات السوقية من خلال العمل الجماعي، وتمويل متعدد الأطراف، واتفاقيات الشراء المسبق.
فيما استعرضت الدكتورة هنــان البخـي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية EMRO مبادرة الوصول لمنطقة البحر الأبيض المتوسط الشرقية التي تركز على التعاون الإقليمي لتطوير أطر تنظيمية مشتركة، ودمج أدوات تتبع رقمية لتعزيز الشفافية في سلاسل الإمداد.
كما شهدت الجلسة عقد حلقة نقاشية للقادة العالميين أدارها ماثيو ستيفنسون، رئيس الصحة العالمية والرعاية الصحية في المنتدى الاقتصادي العالمي، حيث قدمت معالي الدكتورة ميكديش دابا، وزيرة الصحة الإثيوبية، خلال الحلقة عرضاً للسياسات المالية والتنظيمية التي تتميز بها بلدها والتي تشمل توفير إعفاءات ضريبية لمدة 15 عاماً، استيراد المواد الخام دون رسوم جمركية، وتوفير بيئة للابتكار بدعم من الحكومة.
فيما دعا معالي الدكتور خافيير باديا، أمين الدولة للصحة في إسبانيا، إلى إعادة تصور أطر الملكية الفكرية في الاتفاقية القادمة للجائحة لضمان الوصول العادل إلى التقنيات الطبية، في حين شددت الدكتورة يوكيوكو ناكاتاني، المديرة المساعدة العامة في منظمة الصحة العالمية، على ضرورة تحويل الإرادة السياسية إلى نتائج قابلة للقياس، خاصة في مجال التكامل الرقمي، وكفاءة اللوائح، وتدريب القوى العاملة الصحية.
وأشار سيونغ زو، نائب المدير العام لـ UNIDO، إلى دور الصناعة 4.0 والذكاء الاصطناعي في تحقيق أنظمة إنتاج صحية أكثر رشاقة وقابلة للتوسع، وقدم مرعي القحطاني، الرئيس التنفيذي للمركز الوطني للتكنولوجيا الحيوية (المملكة العربية السعودية)، عرضاً لجهود بلاده في بناء منصات تصنيع تعاونية، خاصة في التخمير الميكروبي والأدوية الحيوية الدقيقة، فيما أشار معالي البروفيسور مصطفى الفرجاني، وزير الصحة التونسي، إلى شراكة بلاده مع السنغال كنموذج للبحث المشترك، وتوحيد اللوائح، والاكتفاء الذاتي الصيدلاني في أفريقيا.
وفي ختام الجلسة أوصى المشاركون بضرورة توفير آليات تمويل قوية ومبتكرة تشمل التمويل المدمج، والقروض الميسرة، والحوافز المبنية على الأداء، وتحقيق تكامل الأسواق الإقليمية لدعم اقتصادات الحجم الكبير والشفافية، والاستدامة، والشمولية في سياسات الإنتاج.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى