من أبوظبي إلى العالم: خارطة طريق لتعزيز المرونة العالمية في التعامل مع التحديات
علي سعيد النيادي: المرونة لا تُبنى في وقت الأزمة، بل تُصنع في أوقات الاستقرار
مريم ياعد القبيسي: العمل المشترك هو الضمانة الحقيقية للاستدامة
توصيات القمة العالمية لإدترة الأزمات والطوارئ ركزت على التعاون والشراكات الدولية، والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، وتمكين المجتمعات، والقيادة خلال الأزمات، والمرونة الاقتصادية
دعوات عالمية لتوحيد الجهود وتعزيز الجاهزية في وجه الغموض والتقلبات المستقبلية
توقيع مذكرات تفاهم خلال أعمال القة بهدف تعزيز التعاون والعمل المشترك
معرض تقنيات إدارة الأزمات يحقق إنجازاً لدولة الإمارات ويدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
منصات تكنولوجية وتعليمية ترسخ ريادة الإمارات في الابتكار والتأثير العالمي
أبوظبي – الوحدة:
اختتمت القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 أعمالها أمس في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك)، وسط توافق دولي لافت على ضرورة تسريع التحول نحو أنظمة استجابة أكثر تكاملاً وابتكاراً، وتعزيز العمل المشترك العابر للحدود في ظل بيئة عالمية تتسم بالغموض والتقلبات السريعة. وجاءت القمة بتنظيم من الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وبرعاية كريمة من سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، نائب حاكم إمارة أبوظبي، مستشار الأمن الوطني، وانعقدت على مدار يومين تحت شعار “معاً نحو بناء مرونة عالمية” بمشاركة دولية واسعة.
وأكد معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أن القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 شكلت محطة استراتيجية محورية لترسيخ مكانة دولة الإمارات كنموذج رائد في مجال استشراف المستقبل وبناء منظومات وطنية ودولية متكاملة لإدارة الأزمات.
وقال معاليه: “لقد أثبتت هذه القمة بما شهدته من مشاركات دولية رفيعة وتوصيات عملية، أن الاستجابة للمخاطر العالمية المعقدة لم تعد مسؤولية وطنية فحسب، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب بناء جسور التعاون والتكامل بين الدول والمؤسسات، وتعزيز القدرات المؤسسية، وتطوير أدوات تحليل المستقبل. إن تعزيز المرونة لا يقتصر على تعزيز القدرات الأمنية أو التكنولوجية، بل يشمل أيضاً الاستثمار في الإنسان، وتبني سياسات مرنة تواكب التغيرات، وبناء ثقافة مجتمعية قادرة على التفاعل مع الأزمات باحترافية ومرونة”.
وأضاف معاليه: “نؤمن بأن الجاهزية لا تُبنى في أوقات الأزمات، بل تُصنع في أوقات الاستقرار، ومن هنا فإننا نلتزم في الهيئة بمواصلة العمل مع كافة الشركاء لبناء منظومة وطنية ودولية مستعدة ومتكاملة تساهم في ضمان أمن المجتمعات واستدامة التنمية”.
وأكد معاليه على أن مخرجات القمة تمثل خارطة طريق طموحة للسنوات القادمة، وستكون محوراً لعدد من المبادرات والمشاريع التي ستطلقها الهيئة بالتعاون مع شركائها محلياً ودولياً.
كلمات رئيسية في اليوم الثاني للقمة تركز على تعزيز الجاهزية والصمود
وشهدت فعاليات اليوم الثاني للقمة كلمة رئيسية لمعالي فاديم سينيافسكي، وزير الطوارئ البيلاروسي، بعنوان “توقُع اللا متوقَع: تخفيف الغموض الاستراتيجي” ركز فيها على تعزيز الاستعداد لمواجهة العقبات غير المتوقعة بتوجه استراتيجي، فيما ألقى لي دي وو، نائب مدير مركز القيادة في وزارة إدارة الطوارئ الصينية كلمة رئيسية بعنوان “القيادة الاستراتيجية: تعزيز الصمود الوطني” استعرض فيها النهج الاستراتيجي للصين في إدارة الطوارئ، مع تسليط الضوء على نظام القيادة الموحد الذي يعزز من القدرة الوطنية على الصمود، والوقاية من المخاطر، والاستجابة السريعة للكوارث.
المحاور الرئيسية لليوم الثاني من القمة
محمور إدارة الغموض: بناء المرونة في عالم متغير
وشهدت فعاليات اليوم الثاني من القمة سلسلة من الجلسات المتخصصة ضمن محور “إدارة الغموض”، بدأت بكلمة افتتاحية ألقاها سعادة حمد سيف الكعبي، مدير إدارة حوادث المواد الخطرة في الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، بعنوان “إدارة الغموض: الحفاظ على الوضوح”، سلط فيها الضوء على أهمية استباق التحديات والارتقاء بمرونة أنظمة الطوارئ من خلال تعزيز التفكير الاستراتيجي وسط بيئة عالمية مليئة بالتقلبات.
وتلتها كلمة رئيسية لسعادة غراسيموف أنتون اندرفيج، نائب وزير الاتحاد الروسي للدفاع المدني وحالات الطوارئ وإزالة آثار الكوارث الطبيعية، بعنوان: “إدارة عدم اليقين من خلال التعاون الدولي في الاستجابة للأزمات”، تناول فيها آليات تعزيز التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف لتوحيد الجهود في مواجهة الأزمات الكبرى، مشدداً على أهمية بناء جسور الثقة وتقاسم الموارد والمعلومات بين الدول.
وفي محاضرة بعنوان “التعامل مع عدم اليقين: الذكاء الاصطناعي ومستقبل التواصل في الأزمات”، استعرض فيليب بورمانس، خبير التواصل الاستراتيجي، دور الذكاء الاصطناعي في صياغة خطط اتصال ديناميكية خلال الكوارث، وكيفية استخدامه لتعزيز الرسائل الاستباقية والوصول الفعّال إلى المجتمعات المتأثرة.
واختُتمت جلسات المحور بمحاضرة قدمها مارتن ييتس، مستشار التكنولوجيا الحكومية في شركة “بريسايت”، بعنوان: “توظيف البيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي التوليدي لإدارة الاستجابة لحالات الطوارئ”، استعرض فيها حلولاً تقنية متقدمة لتسريع اتخاذ القرار وتحسين التنسيق بين الجهات المعنية عبر توظيف تحليلات البيانات والأنظمة الذكية، مما يعزز دقة الاستجابة وسرعة التعافي من الأزمات.
الاقتصاد المتكيف: نماذج جديدة للمرونة المالية
ركز محور الاقتصاد المتكيف على أهمية بناء اقتصادات مرنة قادرة على التكيف مع التحديات الطارئة والمخاطر المستقبلية. واستهلت لوريتا هيبر جيرارديت، رئيس فرع المعرفة بالمخاطر والرصد وتنمية القدرات في مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، هذا المحور بكلمة بعنوان “الاقتصاد المتكيف: الاستثمار من أجل مستقبل أفضل”، تناولت فيها سبل تعزيز الاستثمارات التنموية المستدامة وبناء بيئة اقتصادية قادرة على الصمود في وجه الأزمات.
وتبعتها بجلسة ثانية بعنوان “تعزيز الاقتصاد: نهج قائم على تعديل المخاطر” أكدت فيها على ضرورة تبني سياسات اقتصادية مرنة تعتمد على فهم دقيق لمخاطر الكوارث وتضمينها في صلب استراتيجيات التنمية، مما يتيح تعزيز المرونة الاقتصادية ويضمن استمرارية واستدامة الاقتصاد في مختلف الظروف.
وفي محاضرة بعنوان “التوجه المشترك: بناء مستقبل مرن” سلّط داغ ديتر، مستشار استثماري وخبير في الأصول التجارية العامة، الضوء على أهمية وجود منظومات اقتصادية قوية ومبتكرة تتسم بالمرونة وتستند إلى الحوكمة الفعالة والتخطيط طويل الأمد لضمان الجاهزية والاستقرار في مواجهة الأزمات.
كما قدّم سعادة راشد عبدالكريم البلوشي، وكيل دائرة التنمية الاقتصادية في أبوظبي، كلمة بعنوان “تخفيف المخاطر لتحقيق اقتصادات مزدهرة” شدد خلالها على أهمية تنويع الاقتصاد والاستفادة من الشراكات الدولية والابتكار كركائز أساسية لتقليل التأثيرات الاقتصادية للأزمات، وتحقيق نمو شامل ومستدام.
واختُتم المحور بجلسة حوارية مشتركة بعنوان “التعاون العالمي: تعزيز الاقتصادات في أوقات الأزمات” جمعت جميع المتحدثين في الاقتصاد المتكيف لمناقشة سبل تفعيل التعاون الدولي لتقوية دعائم الاقتصاد العالمي في ظل الأزمات وذلك عبر تنسيق الجهود وتبادل الخبرات بهدف تعزيز المرونة الاقتصادية العالمية.
كلمة ختامية للإعلان عن توصيات القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025
قالت مريم ياعد القبيسي، المتحدث الرسمي عن القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 في الكلمة الختامية للقمة والتي أعلنت فيها عن أهم مخرجات وتوصيات القمة: “تُعتبر القمة انعكاساً واضحاً للرؤية الإماراتية الراسخة بأهمية العمل المشترك وبناء جسور التواصل بين الدول، وقد أثبتت أن العمل الجماعي، حين يقترن بالرؤية والالتزام، بإمكانه أن يحول التحديات إلى فرص، ويصنع من الأزمات دافعاً للتطور. ونحن، في دولة الإمارات، وبتوجيهات قيادتنا الرشيدة، نؤكد التزامنا بمواصلة دعم منظومة الاستجابة العالمية، عبر الاستثمار في العقول، وتطوير البنية التحتية الذكية، وتعزيز دور المجتمعات”.
وأشارت القبيسي إلى أن الهيئة قامت في ختام القمة بإصدار التقرير الختامي للقمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 والذي يضم خلاصة ما أنتجته نخبة العقول اللامعة ليكون بمثابة خارطة طريق للمستقبل، ونبراساً يهدي جميع الجهات ذات العلاقة في الخطط والاستراتيجيات والمشاريع المستقبلية. وقالت: “يُعد هذا التقرير الهام تذكيراً بالمسؤوليات التي أخذناها على عاتقنا خلال هذه القمة لجعل العالم مكاناً أفضل”.
واختتمت القبيسي حديثها بالقول: “نجدد شكرنا العميق لجميع الوفود المشاركة، وللمتحدثين، والخبراء الذين شاركونا رؤاهم وتجاربهم وتوصياتهم، والشكر موصول لجميع الشركاء، والرعاة، والعارضين، ووسائل الإعلام، ولكل من ساهم في إنجاح هذه الحدث العالمي. نلقاكم بإذن الله في النسخة القادمة من القمة، وقد خطونا خطوات أبعد نحو عالم أكثر استعداداً، وأكثر تضامناً، وأكثر أماناً. ومعاً نحو بناء مرونة عالمية”.
توصيات القمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025
التوصية الأولى: تعزيز التعاون الدولي لإدارة الطوارئ
برزت الحاجة بشكل واضح إلى تعزيز التنسيق الدولي في مجال الاستجابة للأزمات، حيث أكد المشاركون على عدم قدرة أي دولة على مواجهة الأزمات الكبرى بمفردها، مما يُبرز أهمية تبني نماذج فعّالة للتعاون الإقليمي. وتضمنت التوصيات:
* تطوير بروتوكولات دولية موحّدة للطوارئ لتحقيق استجابة أسرع وأكثر تنسيقاً.
* توسيع برامج التدريب العابرة للحدود في إدارة الأزمات بهدف تعزيز التوافق بين الجهات المسؤولة عن إدارة الطوارئ.
* تعزيز الشراكات بين القطاعين الحكومي والخاص لتوحيد الجهود وتكامل الموارد استعداداً للكوارث.
التوصية الثانية: بناء استراتيجيات مجتمعية لتعزيز المرونة
أكد العديد من الخبراء أهمية تمكين المجتمعات المحلية في إدارة الطوارئ، مستشهدين بتجارب دولية رائدة أظهرت أهمية دور الإشراك المجتمعي في تعزيز المرونة والاستجابة للطوارئ والأزمات. وقد شملت التوصيات:
* دمج برامج الاستعداد المجتمعي للكوارث ضمن السياسات الوطنية.
* تعزيز شبكات الاستجابة المحلية من خلال تأهيل الجهات المحلية وتزويدها بالموارد اللازمة.
* ضمان شمولية استراتيجيات الاتصال أثناء الأزمات لتصل بفعالية إلى جميع فئات المجتمع.
التوصية الثالثة: توظيف الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا في إدارة الأزمات
برز الذكاء الاصطناعي كقوة مؤثرة في الاستجابة للطوارئ، حيث شهدنا استعراض للخصائص والاستخدامات المتقدمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالكوارث، ورصد المخاطر، وتحسين كفاءة المساعدات الإنسانية. وتضمنت توصيات القمة ما يلي:
* توسيع نطاق أنظمة الإنذار المبكر القائمة على الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالكوارث وتعزيز الاستجابة الاستباقية وعمليات الإجلاء.
* تفعيل أدوات الذكاء الاصطناعي للكشف عن المعلومات المضللة للحد من انتشار المعلومات المغلوطة خلال الأزمات.
* تطوير منصات متكاملة لإدارة الأزمات بالذكاء الاصطناعي لتوحيد جهود الاستجابة بين مختلف القطاعات والدول.
التوصية الرابعة: تعزيز القيادة واتخاذ القرار خلال الأزمات
تم تسليط الضوء على أهمية القيادة خلال الأزمات، حيث أكد الخبراء ضرورة وجود قيادة مرنة وحاسمة قادرة على اتخاذ القرارات بسرعة وفعالية. وتضمنت توصيات القمة:
* تضمين التدريب على القيادة في إدارة الأزمات ضمن مؤسسات الاستجابة للطوارئ لتحسين عمليات اتخاذ القرار.
* تشجيع القيادات على تبنّي استراتيجيات تكيفية تعتمد على البيانات الآنية والتغيرات المستمرة خلال الأزمات.
* تطبيق أدوات التقييم الذاتي لقادة الأزمات لمساعدتهم على تطوير أساليبهم بشكل مستمر.
التوصية الخامسة: تعزيز المرونة الاقتصادية لمواجهة الكوارث
تم التأكيد من خلال عذا المحور على أهمية الاستعداد الاقتصادي كعامل محوري في التعافي من الأزمات، حيث استعرضت القمة تجارب دول أثبتت أن امتلاك المرونة المالية القوية يسهم في سرعة التعافي من الصدمات الاقتصادية. وتضمنت التوصيات ما يلي:
* دمج السياسات الاقتصادية الواعية بالمخاطر ضمن التخطيط الوطني.
* تطوير أُطر لإدارة الميزانيات الحكومية بما يضمن توفير احتياطيات مالية مخصصة لمواجهة حالات الطوارئ.
* توسيع نطاق آليات التمويل المبتكرة لتلبية احتياجات الاستجابة الإنسانية.
مذكرات تفاهم لتعزيز التعاون والعمل المشترك
وقّعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث مذكرة تعاون مع “مجموعة بيورهيلث” بهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين الجانبين في مجالات الاستجابة الطبية للطوارئ والأزمات والكوارث، وتطوير منظومة الرعاية الصحية باستخدام أحدث التقنيات والحلول الرقمية، إلى جانب التعاون في إعداد برامج تدريبية وتخصصية، وتبادل الدراسات والخبرات العلمية، ووضع خطط استمرارية الأعمال، بما يسهم في تعزيز جاهزية منظومة الطوارئ الطبية الوطنية وفق أعلى المعايير العالمية.
كما أبرمت الهيئة مذكرة تفاهم مع “كلية أبوظبي للإدارة” بهدف توطيد التعاون في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، والعمل المشترك في تصميم وتقديم برامج أكاديمية وتدريبية متخصصة، وتعزيز البحث العلمي المشترك، واستكشاف تطبيقات مبتكرة للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي. كما شملت مجالات مذكرة التفاهم تنظيم مؤتمرات ومنتديات مشتركة تساهم في تبادل المعرفة وتسليط الضوء على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال الحيوي. وتعكس هذه الشراكة الاستراتيجية التزاماً مشتركاً ببناء القدرات الوطنية وتعزيز المرونة في مواجهة الطوارئ والكوارث.
وفي إطار توسيع التعاون الدولي، وقّعت الهيئة مذكرة تفاهم مع وزارة حالات الطوارئ في جمهورية قيرغيزستان لتعزيز تبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة الكوارث والتقليل من آثارها. وتنص المذكرة على تبادل الأبحاث العلمية والدعم الفني، والتعاون في مجالات الاتصالات والوقاية، وتوسيع نطاق العمل التطوعي، إضافة إلى تقديم المساعدة المشتركة في مواجهة آثار الكوارث الطبيعية والناجمة عن الأنشطة البشرية.
المعارض المصاحبة ترسخ مكانة القمة على الخارطة العالمية
معرض تقنيات إدارة الأزمات يحقق إنجازاً لدولة الإمارات ويدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
حقق معرض تقنيات إدارة الأزمات إنجازاً عالمياً جديداً لدولة الإمارات ودخل التاريخ ضمن موسوعة غينيس للأرقام القياسية بتسجيله رقماً قياسياً عن “أكبر شاشة شفافة تفاعلية في العالم” بمساحة بلغت 12.567 متر مربع، في إنجاز تقني عالمي تقف خلفه الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث.
وتم تسليم الشهادة الرسمية من موسوعة غينيس للأرقام القياسية لسعادة علي راشد النيادي، المدير العام للهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، من قِبل حنان سبيرز، المُحكِّمة الرسمية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
وبهذه المناسبة، معالي علي سعيد النيادي، رئيس الهيئة: “تعلمنا من قيادتنا الرشيدة أن نكون الرقم واحد، وأن نصنع المستقبل بأيدينا، بما يجعل من دولة الإمارات مثالاً وقدوة تحتذي بها الأمم، وكلنا فخر بأن نهدي هذا الإنجاز لقيادتنا الرشيدة، وشعب الإمارات، وجميع من يقيم على أرضها الطيبة. ويجسد هذا الإنجاز الرائد التزام الهيئة بتوظيف أحدث التقنيات الذكية والابتكارات المستقبلية للارتقاء بمنظومة إدارة الأزمات والطوارئ، وتحقيق قفزة نوعية في تسخير التكنولوجيا لتعزيز كفاءة الاستجابة وتفاعل الجمهور مع أدوات الاستعداد والوقاية بما بدعم الجاهزية المجتمعية في مواجهة الأزمات والطوارئ. “.
وحملت الشاشة التفاعلية الشفافة اسم “ذكاء اصطناعي من المستقبل” وضمّت شخصية رقمية تفاعلية تعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي، تتفاعل مع الزوار عبر عرض هولوغرافي بصري وصوتي في الوقت الفعلي، بالإضافة إلى التحكم من خلال الإيماءات الحركية. وقد أتاح كل تفاعل سرد قصة فريدة من نوعها يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي لمحاكاة سيناريوهات أزمات مستقبلية مثل الهجمات السيبرانية والهندسة الوراثية وغيرها، ضمن تجربة غامرة وفريدة من نوعها لاقت إعجاب وتفاعل الزوار.
وقد استقطب المعرض اهتماماً واسعاً من الوفود الدولية والخبراء والشركات التقنية المشاركة في القمة، حيث تفاعل الزوار مع العرض الذكي الذي يقدم لمحة مستقبلية عن التكامل بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز في إدارة الأزمات.
واستعرضت الهيئة من خلال منصتها في المعرض أبرز مشاريعها ومبادراتها المؤسسية والمجتمعية، جنباً إلى جنب مع العديد من الجهات العارضة المحلية والعالمية التي استعرضت أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والاستجابة والعمل الإغاثي.
وشمل المعرض منصة “مجرة زايد” التفاعلية وهي تجربة ذكية متقدمة في مجال استشراف المخاطر وتعزيز الجاهزية الوطنية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي والتقنيات التفاعلية الحديثة. وتمثل “مجرة زايد” منصة عرض استباقية تهدف إلى تمكين الأفراد والجهات من فهم طبيعة المخاطر المستقبلية والتفاعل معها، عبر بيئة رقمية متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتفاعل الحسي والبصري.
معرض جاهزية الأجيال يستمر لغاية 10 أبريل
واصل “معرض جاهزية الأجيال” فعالياته لليوم الثاني، حيث شهد تفاعلاً كبيراً من قبل الزوار لاسيما طلبة المدارس والجامعات. ويشارك في المعرض عدداً مع المؤسسات الأكاديمية والمؤسسات العاملة في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث بهدف إثراء التجربة التعليمية من خلال ثلاث مناطق رئيسية وهي الزلازل والأوبئة والمواد الخطرة. ويُعتبر المعرض منصة تعليمية متكاملة لبناء جيل واع وتجهيزهم لمواجهة المستقبل عبر التخطيط والاستعداد الاستباقي.
وأكد سلمان علي السلمان، المتحدث الرسمي عن المعارض المصاحبة للقمة العالمية لإدارة الطوارئ والأزمات 2025 أن معرض جاهزية الأجيال يعزز الوعي بمنظومة الطوارئ والأزمات في الدولة ويجمع أبرز الشركاء الإستراتيجيين في هذا المجال.
وأوضح السلمان أن المعرض سينعقد ليوم إضافي بعد انتهاء أعمال القمة (لغاية 10 أبريل) بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من أفراد المجتمع من المشاركة والاستفادة من النصائح والإرشادات والتجارب التوعوية الهادفة التي يقدمها المعرض، موضحاً أن المعرض يتضمن ورش عمل تفاعلية وفعاليات مبتكرة، مثل سيناريوهات محاكاة للزلازل والأمراض الصحية والمواد الخطرة، بهدف نشر الوعي بالجاهزية، لافتاً إلى أن الحدث يسعى إلى تعزيز الوعي لدى أولياء الأمور والمجتمع بأهمية المشاركة في بناء مجتمع آمن ومستدام.
ورش عمل تخصصية تثري فعاليات القمة
شهد اليوم الثاني من القمة انعقاد أربع ورش عمل متخصصة وفرت للمشاركين منصة عملية لتعزيز مهاراتهم والاطلاع على أحدث الاتجاهات والتقنيات في مجال إدارة الأزمات والطوارئ.
واستُهلت ورش العمل بورشة بعنوان “التطبيقات والذكاء الاصطناعي في إدارة المخاطر” قدمها المهندس محمد بن بدر السويدي، بمشاركة براسانت ريدي ماربو من شركة جي 42 (G42) واستعرضت الورشة دور الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالمخاطر وتحسين دقة القرار، من خلال تحليل البيانات الضخمة وتطوير نماذج استجابة ذكية تعزز سرعة وكفاءة التعامل مع الأزمات.
تلى ذلك ورشة بعنوان “أسرار جاهزية الإمارات” قدمها كل من خليفة باقر وبيتر زيمسكي من مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وركزت على العوامل المؤسسية والقيادية التي ساهمت في بناء منظومة وطنية رائدة في الاستعداد والجاهزية، مع تسليط الضوء على نماذج مبتكرة في التخطيط واتخاذ القرار خلال الظروف الطارئة.
كما قدّم الدكتور برافين كومار ماجهيلال من أكاديمية ربدان ورشة عمل بعنوان “التكنولوجيا الناشئة في إدارة الطوارئ” تناول فيها تأثير التقنيات الحديثة في تعزيز قدرات الاستجابة وتقليل آثار الكوارث. واختُتمت ورش العمل بورشة “تعزيز الشراكات الاستراتيجية في دعم إدارة الطوارئ والأزمات” قدّمها المهندس عبدالعزيز زعرب من موانئ أبوظبي، تناول فيها دور الشراكات الاستراتيجية في ضمان الاستدامة وتعزيز كفاءة الاستجابة.
رسالة من الإمارات إلى العالم
وفي ختام القمة، دعت الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث جميع الجهات العالمة في مجال إدارة الطوارئ والأزمات والكوارث والاستجابة والإغاثة في مختلف أنحاء العالم لمواصلة العمل المشترك، والبناء على مخرجات القمة من خلال مبادرات وبرامج تعزز التكامل والاستعداد العالمي للأزمات.