أخبار عربية ودولية

ترامب يصف الاحتجاجات في بلاده بأنها “أعمال إرهاب داخلية”

واشنطن-وكالات:
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء الاثنين بنشر الجيش إذا رفضت المدن أو الولايات اتباع توصيته بنشر الحرس الوطني لوقف الاحتجاجات العنيفة التي تشهدها البلاد على مدار ستة أيام بعد وفاة جورج فلويد.
وقال ترامب في أول تصريحات له من البيت الأبيض على ضوء تلك الاضطرابات، إنه يتعين على حكام الولايات تحقيق “تواجد ساحق لـ (سلطات) تنفيذ القانون” ونشر الحرس الوطني “بأعداد كافية لنتمكن من السيطرة على الشوارع”.
وأضاف: “إذا رفضت المدينة أو الولاية اتخاذ تلك الإجراءات، فسأقوم بنشر الجيش وحل المشكلة بسرعة لهم”.
واجتاحت مظاهرات سلمية وأعمال شغب ونهب عدة مدن في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على قتل فلويد الأسبوع الماضي.
وقال ترامب، الذي أعلن نفسه “رئيسا للقانون والنظام”، إنه بصدد اتخاذ إجراءات رئاسية فورية “لوقف العنف واستعادة الأمن والسلامة في أمريكا”.
واستخدمت الشرطة الأمريكية مساء الاثنين الغاز المسيل للدموع خارج البيت الأبيض لتفريق متظاهرين في حديقة لافاييت بارك.
ودفعت عناصر من الشرطة المتظاهرين السلميين في الغالب بعيدا عن الطريق للسماح للرئيس الأمريكي بالوصول إلى كنيسة سانت جون لالتقاط صورة فيما كانت مروحيات تحلق فوقه.
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة لمواطنيه، أن أعمال الشغب الحالية في الولايات المتحدة ليست مظاهرات سلمية، بل أعمال إرهاب داخلية.
وقال ترامب عقب تصاعد وتيرة الاحتجاجات بعد أسبوع من مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل إفريقي، من قبل رجل شرطة أبيض:”هذه ليست أعمال احتجاج سلمية، إنها أعمال إرهاب داخلي. إن قتل الأبرياء جريمة ضد الإنسانية وضد الرب”.
ونقلت شبكة “سي إن إن” عن الرئيس الأمريكي إشارته أيضا إلى أن السلطات الإقليمية والمحلية “لم تستطع حماية المدنيين من المجرمين الذين يثيرون الاضطرابات في البلاد”.
ورأى ترامب أن الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة وجدت نفسها في قبضة “فوضويين محترفين، وغوغاء عنيفين، وحرق متعمد، ولصوص ومجرمين … ومتمردين آخرين”، مشيرا كذلك إلى أن عددا من الولايات والحكومات المحلية لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المناطق السكنية.
وتابع مشددا على أن الحكومة الاتحادية الأمريكية تعتزم تعبئة جميع مواردها المدنية والعسكرية لوضع حد للاضطرابات في البلاد.
وكشف ترامب أنه أوصى بأن ينشر كل حاكم ولاية في البلاد عددا كافيا من الحرس الوطني في منطقته، متوعدا بأنه “إذا رفضت مدينة أو ولاية اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية أرواح وممتلكات سكانها، فسوف أقوم بنشر القوات المسلحة الأمريكية وحل المشكلة بسرعة بدلا عنهم”.
وكانت الاحتجاجات الواسعة قد بدأت في الولايات المتحدة يوم 25 مايو في مدينة مينيابوليس بولاية مينيسوتا، حيث توفي الأمريكي من أصل إفريقي، جورج فلويد، البالغ من العمر 46 عاما، في أعقاب اعتقال خشن وعنيف من قبل الشرطة.
وبدأت القصة بتلقى الشرطة بلاغا من متجر محلي عن رجل أسمر ضخم، دفع بأوراق نقد، زُعم أنها مزورة، وأنه كان ينوي قيادة السيارة وهو في حالة سكر.
وعثر رجال الشرطة على المشتبه به، جورج فلويد، وألقوا به أرضا، ووضع أحدهم ركبته على رقبته. واشتكى الرجل المقبوض عليه عدة مرات من أنه لا يستطيع التنفس، وفقد وعيه بعد برهة من الوقت، وتوفى لاحقا في المستشفى.
من ناحية اخرى – كشف مصدر أمريكي مطلع، في تصريحات لشبكة (سي.إن.إن)، أن الرئيس دونالد ترامب كان غاضبا من الأنباء التي كشفت اختبائه في القبو المحصن بالبيت الأبيض خلال الاحتجاجات حول المقر الرئاسي، وأخبر مساعديه أنه يريد الظهور خارج بوابات المقر.
ونقلت الشبكة الثلاثاء عن المصدر القول إن رغبة ترامب في الظهور في مكان الاحتجاجات كانت من أسباب خروجه لالتقاط صورة أمام كنيسة سانت جون القريبة من البيت الأبيض، والتي سبقها استخدام الشرطة الغاز المسيل للدموع لتطهير المنطقة من المتظاهرين السلميين.
وتابع المصدر بالقول إن الرئيس الأمريكي أعرب عن إحباطه من أنه تم تصويره على أنه قلق من الاحتجاجات خارج البيت الأبيض واختبأ تحت الأرض في القبو المحصن، معتقدا أنه بدا ضعيفا.
وتوجه ترامب مساء الاثنين سيرا وسط حراسة أمنية مشددة من البيت الأبيض إلى كنيسة سانت جون، التي طالتها أعمال تخريب ليل الأحد. ووقف ترامب أمام الكنيسة لالتقاط الصور رافعا الكتاب المقدس، قائلا “لدينا دولة عظيمة”.
وكانت مصادر كشفت للشبكة أنه تم نقل ترامب وزوجته ميلانيا وابنهما بارون إلى القبو المحصن في ظل الاحتجاجات خارج البيت الأبيض مساء الجمعة. ولم يظهر ترامب الأحد وقضى معظم يوم الاثنين خلف أبواب مغلقة، ما أدى إلى قلق حتى من حلفائه من أنه كان غائبًا في لحظة أزمة وطنية.
واشتعلت احتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة بعد موت المواطن الأمريكي الأسود جورج فلويد الذي ظهر في مقطع فيديو وهو يجاهد لالتقاط أنفاسه بينما يجثو شرطي أبيض بركبته على رقبته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى