الشاعر «كلفوت» شاعر التحدّي في العازي والرزيف

بقلم / د. راشد بن أحمد المزروعي

الشاعر أحمد بن سيف البدواوي، المعروف بلقبه الذي اشتهر به “كلفوت”، هو أحد الشعراء الذين فاقت شهرته بلدته الصغيرة “مصفوت”، وذلك خلال الخمسينيات والستينيات الماضية.

ينتمي الشاعر “كلفوت” إلى قبيلة “البدوات” الكريمة التي تقطن بلدتي “حتا ومصفوت”. ليس له عقب، فقد تزوج، ولم ينجب. توفي في منتصف الستينيات الماضية، بعد أن عمّر طويلاً، إذ ناهز التسعين عاماً. كان مقرّباً من الشيخ راشد بن حميد النعيمي، حاكم عجمان السابق، رحمه الله، وقد عمل مرافقاً له فترةً طويلة، متنقلاً معه ما بين مدينة عجمان ومصفوت، وكان ، لفحولته الشعرية دوراً كبيراً في تلك الحظوة من الشيخ راشد، رحمهما الله تعالى، والذي كان محباً للشعر والشعراء. كان شاعراً مفوّهاً، تركز معظم شعره في الغزل، وأكثر ما تميّز به شعره هو العازي والرزيف.

وفي سنه من السنوات تحدّى بشعره جميع شعراء الإمارات، في عزواته المشهورة، التي قال فيها:

م العام قلبي ما يدور    والقى السنه دارت أفكار

القلب في منحاة شور    دار الفلَك والولم دار

وكان الشعرا سيلهم خطور   يعمّ سيلي ع الاقطار

صام البدو وادّوا نذور    يوم اليعم سوّى خضار

كمّ الْقحه وكمِّ قحور    وكمِّ اتّالي بالحوار

الى أن يقول:

شمس اظهرت وانطفّ نور   يوم اظهرت شمس النهار

بغدف ورا سبعة بحور     كان اغلبوني بالأشعار

ببني على الشعّار سور      قبّه ودار بها حظار

ما تنرفى سبعين دور   ومن دونها شرباك دار

….

وقد اشتهرت قصيدته تلك في كل الإمارات براً وبحراً، حتى انزعج منها جميع الشعراء، وردّ عليه العشرات منهم بالمعارضة، والبعض الآخر بالذم. وبما أنه شاعر مفوّه فقد كان متميزاً أيضاً حتى في قصيد الهجاء فرد لهم  الصاع صاعين. ومن أشهر  من عارضوه الشاعر مجيرن، والشاعر مهيمير، والشاعر عبدالله بن نعمان، والشاعر  بن شقّوي، والشاعر صقر بن نومه، وغيرهم كثيرون.ومن عزاويه أيضاً:

البارحه للنايمين   النوم طاب لمن رقد

الا أنا بايت حزين   عا طول ليلي مستمد

هلّت دموع العاشقين وعثر العشق يرّث يهد

الى آخر القصيدة.

ومن رزفاته المشهوره:

وديان منهدّات صوبي  يتناحبن كلهن يبنّي

وإلا نجاني الرب منهن وإلا سبحت وغرّقني

وكذلك:

لو بتّ متحزّم وايولي واشري سهر من عقب راحه

بقول في الدنيا وبطولي لكن ما نايل رباحه

وكذلك:

شانت الدنيا وامعناها        وعن الهوى بطّلت بوني

وان سرت با ترّك هواها    أهل الوصل ما عذّروني