تحتفل دولة الإمارات غداً الجمعة بالذكرى الـ 46 لتوحيد القوات المسلحة تحت قيادة مركزية واحدة وشعار واحد وعلم واحد، لتكون صمام أمان الوطن، والذود عنه وحماية إنجازات ومكتسبات دولة الاتحاد.
ويمثل السادس من مايو من كل عام أحد الأيام الخالدة في ذاكرة الوطن، ففي هذا اليوم من العام 1976 اتخذ المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات قرارهم التاريخي والمصيري بتوحيد القوات المسلحة لتشكل أهم مرتكزات دولة الاتحاد الفتية، ولتكون حصنها المنيع في مواجهة كل من تسول له نفسه تهديد أمنها واستقرارها.
وحظيت القوات المسلحة الإماراتية في جميع مراحل بنائها بدعم واهتمام من قيادتنا الرشيدة والتي حرصت على توفير كافة الإمكانات للقوات المسلحة وتزويدها بأحدث الأسلحة وبآخر ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية المتقدمة، وذلك دعماً لكفاءتها القتالية المتكاملة لتصبح في طليعة الجيوش الحديثة بما حققته من نقلات نوعية متلاحقة.
وشكل العنصر البشري محور عملية التحديث والتطوير في قدرات القوات المسلحة سواء على مستوى العلمي أو التدريبي، حيث عمدت الإمارات إلى إنشاء المعاهد والمدارس والكليات العسكرية التي تقوم بتدريب وتأهيل الشباب تأهيلاً عسكرياً يلائم متطلبات العصر ومستجدات الأوضاع، إضافة إلى توقيع اتفاقيات مع جامعات مدنية مرموقة لدعم العنصر البشري.
– صروح علمية..
وتعد المعاهد والمدارس العسكرية والكليات بأنواعها المختلفة الرافد الأساسي الذي تستمد منه القوات المسلحة كوادرها العسكرية فعن طريقها يكون التأهيل والتدريب ومن خلالها تتبلور عملية التنشئة العسكرية بصورتها الصحيحة وبمفهومها الأصيل فينشأ العسكري بعد انضمامه بالصفوف العسكرية النشأة القوية التي تؤهله تأهيلاً تاماً للقيام بدوره في تحمل المسؤوليات الجسام التي ستلقى على عاتقه فيما بعد من حماية للوطن وحفظ لأمنه واستقراره.
وتجسد «جامعة زايد العسكرية»، خطوة جديدة ونقلة نوعية في مسار التعليم العسكري، ضمن مساعي دولة الإمارات لتوفير مستوى تدريب عسكري فائق وإعداد وتجهيز قادة المستقبل، وتعزيز مستوى عالٍ من الانسجام بين ضباط السلك العسكري والأمني من منتسبي وزارتي الدفاع والداخلية، وترسيخ العمل التكاملي في مؤسسات الدولة ذات العلاقة بتبني رؤية واحدة شاملة في سبيل خدمة الوطن.
وأصـدر صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” المرسوم الاتحادي رقم /20/ لسنـة 2021 بإنشـاء كليـة الحرب ككيان مستقل عن كلية القيادة والأركان وذلك ترجمة لطموحات القيادة الرشيدة في مواكبة متغيرات البيئة الاستراتيجية، وإعداد قيادات الدولة على كافة الصُعُد وذلك ووفقاً للخطط الاستراتيجية لتطوير القوات المسلحة.
– الخدمة الوطنية ..
يعد الـ 30 من أغسطس 2014 يوماً تاريخياً في الإمارات، حيث التحقت أول دفعة من المواطنين، والمواطنات بالخدمة الوطنية والاحتياطية لأداء الواجب المقدس، وضرب أبناء الوطن، من الذكور والإناث، أروع الأمثال في حب الوطن والاستعداد لتلبية ندائه.
وحرصت هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية على تطوير البرنامج التدريبي استراتيجياً، وتنمية الروح الوطنية للمنتسبين، وإعادة بناء وتطوير شخصية الشباب المواطن، وخلق جيل جديد يمتلك المقومات القيادية جيل لديه تقه بنفسه واعتزاز بجذوره التاريخية العريقة، تحقيقاً لرؤية مؤسس الدولة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، “طيب الله ثراه”.
– المرأة ..
بدعم متواصل من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية ، اهتمت القوات المسلحة بدور المرأة في خدمة الوطن التي أثبتت جدارتها بالانتماء إلى هذه القوات وأنها على مستوى المسؤولية عملا وإنجازاً وتفانياً في أداء الواجب وتحملاً للمسؤولية والاستعداد والتضحية دفاعا عن تراب الوطن وإنجــــازاته ومكتســـــباته.
وفي هذا الإطار جاء إنشاء مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بهدف إعداد كادر وطني نسائي ذي كفاءة وخبرة للانضمام إلى القوات المسلحة، وقد أصبحت المدرسة رافداً من روافد القوات المسلحة تزودها كل عام بالمجندات المواطنات المؤهلات للعمل في العديد من التخصصات كأعمال السكرتارية والشؤون الإدارية والكمبيوتر والإعلام العسكري، مما يساهم في النهاية في دعم حقوق المرأة في المجتمع ومساواتها بالرجل.
– رسالة سلام ..
تؤمن دولة الإمارات بأن امتلاك القوة هو أكبر ضمانة للحفاظ على السلام ولهذا فإنها تنظر إلى تطوير وتحديث وتقوية قواتها المسلحة باعتبارها أولوية أساسية وستمضي في هذا الطريق لأن التحديات والمخاطر التي تحيط بالمنطقة تحتاج إلى أعلى مستويات اليقظة والاستعداد.
– مهام إنسانية ..
سطرت القوات المسلحة الإماراتية منذ توحيدها أمجادا إنسانية عبر مجموعة من المهام التي نفذتها بهدف إغاثة المنكوبين في مختلف دول العالم التي مرت بحروب وكوارث عصيبة، وقد قدمت قواتنا خلال تلك المهام نماذج مشرفة في التضحية والعطاء وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين وإيواء اللاجئين من الحروب ومعالجة المصابين وإعادة بناء وإعمار ما خلفته آلة الحروب وجعلها أرضية صالحة وبث الحياة فيها من جديد.
– المعارض ..
استطاع معرضا “آيدكس” و”نافدكس”، و”معرض دبي للطيران” ومعرضا يومكس وسيمتكس منذ انطلاقتهم، ترسيخ مكانتهم الدولية باعتبارهم من أهم وأكبر المعارض العالمية المتخصصة في مجال الطيران والدفاع، وأن يقدموا فرصة فريدة لتطور الصناعات الدفاعية والعسكرية في دولة الإمارات، وتحقيق طموحاتها من خلال توفير بيئة تنافسية قوية مع نظرائها من مختلف الدول المتقدمة في هذا المجال الحيوي، والتعرف على أحدث التقنيات المناظرة عالمياً، فضلاً عما توفره تلك المعارض من فرصة تسويقية هائلة من خلال منحها أولوية استثنائية في الترويج والتعاقدات الخاصة بقواتنا المسلحة التي تحرص على سد احتياجاتها من منتجات المصانع العسكرية الوطنية.
– تصنيع السلاح ..
قطعت دولة الإمارات مراحل متقدمة في تطوير صناعة دفاعية محلية قوية تساهم في تلبية احتياجات قواتها المسلحة وبناء استقلاليتها الاستراتيجية، مع خفض اعتمادها على موردي السلاح من الدول الأجنبية، فضلاً عن التحوّل إلى مورِّد عالمي للأسلحة للأسواق الدولية.
وأصبحت الإمارات اليوم موقعاً مهماً لتوريد الأنظمة العسكرية على مستوى منطقة الشرق الأوسط بفضل جودة منتجها وتنافسية أسعارها وما تقدمه الشركات الوطنية من خدمات ما بعد البيع، وهو ما يؤكد امتلاك دولة الإمارات لرؤية واضحة لتطوير صناعاتها العسكرية.
– التمارين العسكرية ..
تأتي التمارين العسكرية المشتركة المتعددة الأطراف التي تجريها قواتنا المسلحة على مدار العام مع قوات الدول الشقيقة والصديقة، على أرض الدولة إلى تعزيز أواصر التعاون والعمل المشترك، وتبادل الخبرات في المجالات العسكرية ما يسهم في رفع القدرة العسكرية القتالية، وزيادة التنسيق بين القوات المسلحة الإماراتية والقوات المسلحة الصديقة.
– “حصن الاتحاد” ..
تبرز فعالية “حصن الاتحاد” التي تنظمها القوات المسلحة الإماراتية، مرتين في العام، حجم الدور الهام الذي تقوم به قواتنا المسلحة المدربة تدريباً عالياً في حفظ أمن الوطن والمواطن وكل مقيم على أرض الإمارات العربية المتحدة.
وتجسد فعالية حصن الاتحاد خبرات القوات المسلحة وجاهزيتها ومعنوياتها العالية ومهنيتها الشاملة عبر عدة سيناريوهات لمعارك حية مختلفة، متضمنة عملية جوية لإنقاذ رهائن، ويتمثل أحد الجوانب الهامة لهذه العملية في تسليط الضوء على التنسيق والتعاون الوثيق الذي تمارسه القوات المسلحة والقوى الأمنية عند التعامل مع التهديدات الأمنية.
– يوم الشهيد وذاكرة الوطن ..
تقدر القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة ” حفظه الله” تضحيات شهداء الوطن الأبرار من القوات المسلحة، وتضعهم في أنصع صفحات تاريخها، وتحتضن أسرهم وذويهم وتقف إلى جانبهم كأسرة واحدة.
ولا شك في أن الأمر الذي أصدره صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بأن يكون الثلاثون من نوفمبر من كل عام يوماً للشهيد، يأتي تخليداً ووفاءً وعرفاناً بتضحيات وعطاء وبذل شهداء الوطن وأبنائه البررة، الذين وهبوا أرواحهم لتظل راية الإمارات خفاقة عالية، كما قرر سموّه اعتبار هذه المناسبة الوطنية عطلة رسمية على مستوى الدولة.
وتقام في هذا اليوم مراسم وفعاليات وطنية خاصة، تشترك فيها مؤسسات الدولة كافة، وكل أبناء شعب الإمارات والمقيمين فيها، استذكاراً وافتخاراً بقيم التفاني والإخلاص والولاء والانتماء المتجذّرة في نفوس أبناء الإمارات، التي تحلّوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ساحات البطولة والعطاء وميادين الواجب.
– احتواء كورونا ..
منذ بدء تفشي جائحة كورونا عالمياً، آمنت دولة الإمارات بأن القوات المسلحة بما تملكه من موارد وإمكانات ولخبرتها في مواجهة الطوارئ والأزمات والكوارث، بما في ذلك استعدادها لمواجهة الحروب البيولوجية، تبقى مؤهلة للقيام بدور نشط لدعم المنظومة الوطنية في مواجهة كورونا، وكانت القوات المسلحة من أبرز المؤسسات الداعمة لجهود الدولة عالمياً في التصدي للوباء.
المصدر-وكالة أنباء الإمارات