أخبار رئيسية

خليفة بن زايد آل نهيان (رحمه الله) .. إبداع القيادة وفن الإدارة

بقلم / الكاتب والباحث الإماراتي عادل عبدالله حميد

صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان (يرحمه الله) إبداع القيادة وفن الإدارة، ونموذج التمكين والتنمية المستدامة في عهده الميمون المبارك الزاهر الزاخر الحاضر في كل المناسبات …
فعندما نتحدث عن فن الإدارة مثالا لا الحصر فإننا نجد حالة من الدهشة والتعجب اجتاحت الكثير من الخبراء والمحللين حول العالم من النجاح المبهر الذي حققته دولة الإمارات العربية المتحدة في ذلك الامتحان العسير الذي ابتليت به دول العالم كلها بلا استثناء ، ألا وهو جائحة كوفيد 19، جائحة عالمية اجتاحت العالم بأكمله ، فقد دخلت امتحاناً عملياً، في كيفية إدارة الأزمة : صحياً واقتصادياً وسياسياً وأمنياً واجتماعياً وصناعياً.

فكثير من الدول المتقدمة أخفقت في هذا الامتحان العسير ، خاصة بعض الدول المتقدمة ، فما بال بمن دونها من الدول !!!
لكنّ المتفحص لخطط دولة الإمارات التنموية عن كثب ؛ سيدرك أنها تستحق أن تكون في مصاف الدول المتقدمة عن جدارة واستحقاق ؛ لإدارتها الأزمة العالمية بحنكة واقتدار ، ونجاحها الرائع ، وما كان ذلك ليكون لولا  العمل والجهد والتخطيط منذ سنوات طوال ، أعوام من البناء والتأسيس لمواجهة مثل هذه الجائحة ، فإدارة الأزمات ليست وليدة الأزمة !
وقد بدأ الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – عليه سحائب الرحمات – منذ عهد بعيد ، التخطيط والجهد والمثابرة ، بداية من وضع وتأسيس البنية التحتية على أحدث ما توصلت إليه البحوث والدراسات ، مروراً بالتنظيم الإداري ، بالتزامن مع البناء والتأسيس العلمي للعقول الإماراتية النيّرة ، واتباع أحدث طرق التعليم والتأسيس ؛ فأنتج مجتمعاً خلاّقاً قادراً على إدارة أعتى الأزمات باحترافية وتميّز ؛ انبهرت الدول الكبرى من هذا الإدارة ، بل وطلبت الاستفادة منها .
فقد أظهرت هذه الجائحة قدرة دولة الإمارات قيادةً وشعباً على تقدم الصفوف ، وأن ما تحقق من إنجاز واحتواء قد لا تحققها دول كبرى في فترة الانتعاش ، وأظهرت كذلك أنها فعلياً في مرحلة العطاء السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصناعي والإنمائي والتكنولوجي والتمكين ، وإنها وصلت إلى مرحلة الانطلاق … انطلاق العقول وإظهار جمال البناء الذي بُذل فيه جهد مضاعف وذكي سنوات وسنوات.
إن ما حدث في الحقيقة ليس وليد اللحظة إنما هو نتيجة لتخطيط محكم – لقائد مُلهم – ، ولبناء متقن ، كانت نتيجتهما دولة معطاءة منطلقة قادرة على الوقوف في وجه أعتى الأزمات باقتدار ، بل ومد يد المساعدة لغيرها من الدول ، تحت قيادة واعية حكيمة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة – طيب الله ثراه – ودعم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم – رعاه الله ، وإخوانهما أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات  وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانه أولياء العهود (حفظهم الله) ، وبتكاتف جهود المواطنين ووقوفهم مع قيادتهم الرشيدة الحكيمة المخلصة.
مرحلة متكاملة على المستويات جميعها  التي يمكن أن ينطلق منها الإنسان – أي إنسان – يعيش على هذه الأرض الطيبة ، فلم يكن اهتمام الدولة فقط بمواطنيها وإنما بكل فرد يعيش عليها  والذين أصبحوا لبنة ً  في إنجازاتها ؛ فلهم كل الاحترام والمحبة على ما قدموه ويقدمونه في سبيل رفعة هذا الوطن الغالي ، وهو التجسيد الحقيقي لمعنى التسامح والتعايش .
وهذه قطرات من نهر فياض تترجم قليلا جدا من سيرة القائد الاستثنائي والأب الكريم ،  والتي لا تزال تروي احتياجات المواطنين ومن يعيش على أرض الإمارات المعطاة ، وتوفر لهم أرقى مستويات الحياة الكريمة ومنها :
• استحداث وزارات جديدة على مستوى العالم .
• تمكين الكوادر الوطنية ذات الكفاءات وتزويدها بالمهارات اللازمة.
• تمكين ودعم المرأة الإماراتية داخل وخارج الدولة .
• تأسيس مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية ، التي تتركز استراتيجيتها في تقديم المساعدات في مجالي الصحة والتعليم محلياً ، وإقليمياً وعالمياً .
• إطلاق برنامج ” أمل” بالتعاون مع مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، ويهدف إلى تمكين المواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة ودمجهم في المجتمع .
• رعاية واستضافة مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين – أبوظبي 2019.
• الوصول إلى الفضاء – اطلاق مسبار الأمل – بتشغيل أول مفاعل للطاقة النووية في العالم العربي .
• تعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي .
• نهوض القطاعات الحيوية والتحويلية وتطويرها .
• تأسيس الشركة الوطنية للضمان الصحي لجميع المواطنين والمقيمين .
• حصول الدولة على المركز الأول عالمياً بصفتها أكبر دولة مانحة في مجال تقديم المساعدات الإنسانية الطارئة للشعب اليمني الشقيق .
• حصول جواز السفر الإماراتي على المركز الأول عالميا ، وذلك بدخول 167 دولة (113 دولة بدون تأشيرة مسبقة و54 دولة لدى الوصول إلى المطار أو تقديم طلب الحصول على التأشيرة عبر الإنترنت ) .
• إطلاق (خليفة سات)  وهو أول قمر اصطناعي إماراتي صنع بالكامل في دولة الإمارات .
• إنشاء المجلس الأعلى للأمن الوطني.
• إطلاق “مبادرة أبشر” لتعزيز مشاركة الكوادر الوطنية في سوق العمل ، وتأهيلهم بالتدريبات اللازمة ، وتشجيع المواطنين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص.
• اعتماد السياسة العليا لدولة الإمارات في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار ، بميزانية تزيد على 300 مليار درهم حتى العام 2021. بهدف تغيير معادلات الاقتصاد الوطني ، ودفعه بعيداً عن الاعتماد على الموارد النفطية ، والاستثمار في المواطن الإماراتي ، والارتقاء بمعارفه في مجال العلوم والتكنولوجيا.
• الإعلان عن أكبر مشروع للطاقة الشمسية المركزة في العالم بنظام المنتج المستقل الطاقة الشمسية المركزة بقدرة 1000 ميجاواط حتى 2030 ، في إطار استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050 .
• قيام شركة مصدر الإماراتية ببناء أول توربين يعمل بالرياح لتوليد الكهرباء في جزيرة صير بني ياس.
تفاصيل ومكنونات وخزائن نهر يصعب حصره كاملا بما يحويه من خزائن ينتفع بها ليس مواطنو الدولة فحسب بل ينالها كثير من سكان العالم .
إنها سيرة قائد كلّلها بصفاء الروح وطهارة السريرة ونقاء الفكر وجعلها زاخرة بكل معاني الحب والمودة والولاء للوطن .
إن تفصيل جميع إنجازات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، يحتاج منا إلى أكثر من كتاب ومجلد وليس مقال ؛ وذلك لتنوع هذه الإنجازات وتجددها يوماً بعد يوم وفي مختلف نواحي الحياة ، مما يغدو من الصعب ذكرها بأدق تفاصيلها ومواكبتها أولاً بأول ، ولقد تم الاكتفاء في هذا المقال بذكر بعض المحطات التي سارت عليها سيرته – يرحمه الله – الزاخرة والمتنوعة.

نسأل الله العلي القدير أن يتقبل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان بواسع رحمته ومغفرته وأن يسكنه فسيح جناته، إناّ لله وإنّا إليه راجعون .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى