مال وأعمال

“تريندز” يشارك في منتدى دافوس

- حلقة نقاشية بالتعاون مع "غريك هاوس دافوس" حول اقتصادات السلام

الدكتور محمد العلي: للسلام آثار إيجابية كبيرة على المنطقة

خبراء: الاستقرار والسلام يوفران أرضية خصبة للنمو الاقتصادي

 

أبوظبي – الوحدة:
أكد مركز تريندز للبحوث والاستشارات أهمية تحقيق السلام في الشرق الأوسط، لما له من آثار اقتصادية إيجابية كبيرة على المنطقة.
جاء ذلك في كلمة للدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات في الاجتماع السنوي لمؤسسة غريك هاوس دافوس 2024، الذي يعقد ضمن الفعاليات المصاحبة للمنتدى الاقتصادي العالمي “دافوس”، الذي انطلقت فعالياته بسويسرا، ويستمر خمسة أيام.
وقال في حلقة نقاشية بعنوان “اقتصادات السلام في الشرق الأوسط .. نموذج لأفضل الممارسات من أجل التعليم بشأن ثقافة السلام وأهداف التنمية المستدامة”، إن تحقيق السلام في الشرق الأوسط سيؤدي إلى زيادة التجارة والاستثمار بين الدول في المنطقة، وخلق فرص عمل جديدة، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وتعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي.
ولفت الدكتور محمد العلي إلى أن حجم الدمار الناجم عن حرب غزة، على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، يُعدُّ تذكيراً قاسياً بالخسائر الفادحة للصراعات الممتدّة، ويُظهر أن المخاطرَ التي تُهدّد استقرارَ المنطقة واقتصادَها ستظل كبيرةً في ظِلّ استمرار عدم الوصول إلى تسويةٍ دائمةٍ في المنطقة.
وأضاف أن التكاليف المباشرة للصراع الفلسطيني-الإسرائيلي تقدر بأكثر من تريليون دولار منذ بدء الصراع قبل سبعين عاماً. وتشمل هذه التكاليف خسائر في الأرواح البشرية، والممتلكات، والبنية التحتية. كما تقدر الخسائر الاقتصادية والاستثمارية غير المباشرة من جراء هذه الحرب بحوالي تريليون دولار.
وأشار إلى أنه إذا تم احتساب الفوائد المباشرة للجانبين، إلى جانب المكاسب المالية الناجمة عن نمو النشاط الاقتصادي نتيجةً لتعزيز التكامل على الصعيد الإقليمي بشكل أكبر، فسوف نجد أن كلفة الفرصة الضائعة للسلام باهظة، فقد تصل إلى ما يقرب من 1.7 تريليون دولار، بحسب أسعار 2023، في غضون عشر سنوات.
وبين الدكتور العلي أن الاتفاقيات الإبراهيمية وضعت أسساً جديدة وقوية لاقتصاد السلام والتعاون في منطقة الشرق الأوسط، وساهمت في تحقيق بعض النتائج الإيجابية بالفعل، مثل مشروع الممر الاقتصادي ومشروع الازدهار.
ولفت الدكتور العلي إلى دور مراكز الفكر والبحث العلمي في تعزيز ثقافة السلام والاستدامة، مشيراً إلى ما يقوم به مركز تريندز من جهود بحثية ومعرفية تساهم في تعزيز التعاون ونشر ثقافة الحوار وفهم الآخر والتعايش السلمي بما يضمن السلام والاستقرار.
وأعرب الدكتور العلي عن ترحيبه بالتعاون بين “تريندز للبحوث والاستشارات” ومؤسسة غريك هاوس دافوس، وحضور الاجتماع السنوي للمؤسسة، والذي جمع نخبة من القادة والخبراء العالميين.

ثقافة السلام محرك للتنمية

شارك في النقاش إلى جانب الدكتور محمد العلي، نخبة من المفكرين والرواد في مجالات السياسة والدين والتعليم، منهم السيدة شوشانا نيكول بيكرمان، مديرة التحالف البرلماني للأخلاقيات العالمية، والإمام محمد التوحيدي، نائب رئيس المجلس الإسلامي العالمي للأئمة، والحاخام إسحاق ديان، عضو المجلس التنفيذي، الممثل لدى الأمم المتحدة ومؤتمر الحاخامات الأوروبيين، والسيد مارتن أولينر، رئيس معهد ثقافة السلام، وديفيد ليغا، عضو البرلمان الأوروبي.
وتطرق المتحدثون الخمسة الى أهمية تعزيز ثقافة السلام في المنطقة كمحرك للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وأكد المتحدثون ضرورة دمج مبادئ السلام المستدام وأهداف التنمية المستدامة في مناهج التعليم على المستويات كافة، وشددوا على الدور الحيوي للمؤسسات الدينية في ترسيخ قيم التسامح والتفاهم بين الأديان والثقافات.
وأشار الخبراء والمفكرون والرواد إلى أن الاستقرار والأمن يوفران أرضية خصبة للنمو الاقتصادي، بينما تؤدي الصراعات إلى تراجع معدلات التنمية وزيادة الفقر، مؤكدين ضرورة تضمين مفاهيم السلام وحقوق الإنسان وأهداف التنمية المستدامة في المناهج التعليمية، وتعزيز مهارات التفكير النقدي، إضافة الى ضرورة تعزيز الحوار والتفاهم بين مختلف الأديان والثقافات في المنطقة، كسلاح فعال لمحاربة التعصب والكراهية، مشددين في هذا الصدد على دور مراكز الفكر والبحث العلمي والمجتمع في نشر ثقافة السلام وتعزيز المشاركة المجتمعية في حل القضايا والنزاعات.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى